الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجمال النسوي

نصيف الناصري

2013 / 5 / 15
الادب والفن



بالكشْمش والشموع


طباعهم متماثلة معنا ، لكنّهم يشوشون على الميت في لحظة احتضاره وليست لهم
فضيلة الذئب في استيلائه على مواهب الحملان . حبورهم في الأفياء المُشعثَّة وهم
يترقّبون ملامسة الجريح لجُرم حتفه ، يجعلهم ينحرون طائفة كبيرة من الأقواس
الوضاءة في الشجرة ، ويوقنون أن كلّ غصن ينجرف في الشمس ، ينفصل عن
خصومته مع نفسه ويُخلَّد في اللحظة التي تمنحه النماء . انقطاع هائل عن الاحسان
يصبّون فيه وعيدهم على الإشارة العنيفة والمنفرجة للسنبلة . نشرهم للفؤوس على
حبل غسيل الغائب ، مهارة يخيفون بها إصابتهم بقصر العمر . عناء يتعاقب في
صنائعهم التي لا تلزمنا في حياتنا المُتلفة معهم ، ورمينا المراكب المبحرة في الليل
بالكشْمش والشموع ، صاعقة تُضرِّج أيّامنا وتميّزنا عنهم .


صداقة الرغيف ...


يلصقون تهمة خاوية في الريح التي تكتسحهم بهوّة حياتهم ، ويزيّفون عهدهم مع
الآلهة . تمزيقهم لصواري الشمس التي تتجافى حمقهم ، يورّطهم في التآمر على
خلع الملك . محنة مفعمة بخلوّ الأبنية التي تحيطهم من الإيمان ببركان يطمر آبار
أحلامهم الغائمة . أمم وشعوب كثيرة تمَّت إبادتها في الماضي ، وظل الملك يقطف
ضوء النعمة في سهره بين الهضاب الربَّانية للطاعة . عادات متوارثة يتلقَّفها الأبناء
من الآباء في نبذهم لعمل الخيّر ، يجرّدون فيها أنفسهم من القدرة على صداقة
الرغيف ، ويذبحون يقينهم في انتزاعهم القداسة ممن خوّلتهم الآلهة الرئاسة على
منازلها ومحازن حبوبها .





الجمال النسوي ...






نفكَّك معهم في أسيِّجة ملامتهم لأنفسهم ، الاعتقادات الاباحية التي يركنها الشذَّاذ
لفتياتهم ويغطونها بين النسائم المستقيمة للرغبة ، وفي رشّنا لغبار التقوى ونحن
نتقدَّم صفوفهم على السرير الذي تضطجع فيه الفتاة العاشقة ، نغرق الكثير من
الصخور التي تُستخدم في العبور الى الفردوس . يلفظ الحبّ أنفاسه في نزعنا
الشهامة عنه ، ويعاب علينا تقديمنا الالتماس للص والحشَّاش والسكيّر من أجل
الرضا عن نصيبنا من الغنيمة . تناظر جنسي نقابل فيه الأخلاق الموشومة بنفاية
المجتمع . نضاعف حركة الهراوة ونهجم على الزينة الإلهية للعاطفة بين الرجل
والمرأة . المفسّرون قدموا لنا فرضيات واجتهادات فظيعة عن منشأ الجمال النسوي ،
وحذَّرونا دائماً من إحاطة المرأة بعوسج الغبطة ، ونحن نعرف أن كلّ فرضية
وكلّ اجتهاد يفرضه علينا الحمقى ، لا يمثلان إلاّ علومهم السقيمة والرائبة في ما
اعتقدوه طوال أيّامهم .





آدم وحواء ...





للحصول على أمجاد مشابهة لما قام به الأجداد في زمنهم المُكلَّل بجدائل
اليعاسيب ، يتحايلون علينا في نقاط كثيرة يصعب التحليق في أسرارها ،
ويناورون كلّ إطراء نحصل عليه من الكاهن الذي يملي علينا احصاء من
ناموا في الصدارة . توسّع الأشياء النافعة غفران الآلهة للانسان في رحيله
الذي تقتضيه ضعته ، وتعزَّز ثقتها به وهو يعاند صلاته اليها وتنبيهها في
حاجتها الى كفيل . مواكب كثيرة للعظماء مرَّت من بين أشجارنا . القينا
فوقها عسلاً كثيراً ومشاعل تسحبها القرابين ، ولم نطمح الى التقرّب في مجد
القرابة المتضائل للملوك . شعور الطبقات العليا بالمحتد الكريم واحتقارها
لمن يعانون من سوء التغذية وهم يفلحون العالم طوال حياتهم ، تفاهة رطبة
يئن فيها المتغطّرس بين خرائب غرقه . مرايا شجاعة مرصوفة على
الغدران ، نزن فيها أعمالنا ونتوسَّد التبن الذي يتسامر حوله آدم وحواء .






آلهتنا وآلهتم ...




الى ناصر مؤنس





نظام فروسية نوطده معهم في تأبينهم لكلّ من يتوفّى في غيظه من أنقاض
ماضيه ، ونسحبهم في الطوفان الى مراكبنا التي تعجّل في الرسو بين
شواطىء النجوم . اشعالهم للنيران في صوامع قمحنا ، وتقصَّدهم إزالة ثياب
الربيع عن أشجارنا ، ينتهي بهم الى عيش حياتهم من دون شمس يستندون
على أيكتها . للتوفيق بين آلهتنا وآلهتم ، نشرّح الكثير من الصقور في الثغرة
السرّية لأيّام العيد ، ونحمل اليهم فوق أكتافنا القناديل واللوز والعنب والأرض
المفلوحة للعافية . نلفّ لهم تمائم أطفالنا محارة محارة ، ونخفَّض السماء لمرور
كراديسهم وهي تتقدَّم لتلقّي نذورنا الى آلهتنا وآلهتهم .





14 / 5 / 2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - طارق الشناوي: أحمد مكي من أكثر الممثلين ثقافة ونجاح


.. كل يوم - الناقد طارق الشناوي لـ خالد أبو بكر: مسلسل إمبراطور




.. كل يوم - الناقد طارق الشناوي: أحمد العوضي كان داخل تحدي وأثب


.. كل يوم - الناقد طارق الشناوي : جودر مسلسل عجبني جدًا وكنت بق




.. شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا