الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القيصر الروسي بطرس، ومقام السيدة خولة بنت الحسين

نصر اليوسف
(Nasr Al-yousef)

2013 / 5 / 15
كتابات ساخرة


التلاعب بالمشاعر الإيمانية النبيلة لدى البسطاء، عادة قديمة، يلجأ إليها "تجار السياسة" لتحقيق أهداف لا علاقة لها بالدين.

إن نظرة متفحصة لما يجري في سورية ولبنان والعراق وإيران، تظهر تراجعا واضحا للمشروع الصفوي ـ الفارسي.
وأملاً ـ من القائمين على ذلك المشروع ـ في إنقاذه، أخذوا يستخدمون كل ما في جعبتهم من أسلحة ووسائل؛ كان آخرها ـ تأجيج المشاعر الطائفية لدى الشيعية.
فقد ظهرت "لطميات" تتحدث عن مؤشرات، في درعا وحرستا، على قرب ظهور المهدي.
ويتنافس "الرواديد" في البكاء على السيدة زينب، والتحذير من "سبْـيـِها مرة ثانية"، وأصدر عدد من آيات الله "فتاوى" تحث الشيعة على التوجه إلى سورية لحماية المقامات المقدسة، وللجهاد ضد الوهابيين والتكفيريين.
وإمعانا في دغدغة مشاعر الشيعة، وإثارة غرائزهم، نـَـشر تجارُ "الدين ـ السياسي" مقطع فيديو يظهر مقام السيدة خولة بنت الحسين وهو ينزف دماً، حزنا، وخوفاً من ما قد يحل بالــ"حوراء" رضوان الله عليها...
عندما رأيت هذا الفيديو، تذكرت حادثة من التاريخ الروسي.
فبعد أن جَـمـَع الإمبراطور بطرس الأكبر، كل السطات في يده، سنة 1696، بدأ حملةَ إصلاحاتٍ واسعةً، طالت حتى الكنيسة. حيث ألغى استقلالية "البطريركية"، وجعل الكنيسة واحدة من مؤسسات الدولة.

أدى هذا الإجراء إلى حرمان كبار رجال الدين، من الامتيازات الكبيرة التي كانوا يتمتعون بها. ولهذا فكروا بطريقة يستطيعون من خلالها إرغام القيصر على التراجع عن قراره ذاك.
وما هي إلا أيام حتى بدأت أيقونات تذرف دموعا في مناطق مختلفة من الإمبراطورية الروسية، متراميةِ الأطراف.
وعندما علم الإمبراطور بطرس بالأمر أصدر أمرا هذا نصه:
آمـُـر بأن تتوقف كل الأيقونات عن البكاء،
وإذا استمرت أية أيقونة بذرف الدموع، فسوف تنزف مؤخرات الكهنة دماً."
ومنذ صدور ذلك الأمر توقفت كل الأيقونات عن البكاء.

أيها الكهنوت الشيعي!
كفاكم تلاعبا بمشاعر المؤمنين البسطاء،
كفاكم تحريضا!
كفاكم تجييشا طائفيا!
وإذا كنتم لا تريدون أن تعيشوا متآخين معنا،
فتعالوا نعش بسلام!!!ِ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم شقو يحافظ على تصدره قائمة الإيراد اليومي ويحصد أمس 4.3


.. فيلم مصرى يشارك فى أسبوع نقاد كان السينمائى الدولى




.. أنا كنت فاكر الصفار في البيض بس????...المعلم هزأ دياب بالأدب


.. شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً




.. عوام في بحر الكلام - الفن والتجارة .. أبنة الشاعر حسين السيد