الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن الدين والطائفة وحقيقة الاشكالية في الواقع العراقي

خالد المنصور

2013 / 5 / 15
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


شيع مؤخرا او روج البعض لتوجه مجموعة من المثقفين لبرائتهم من الطائفية باعتبارها سلوكا تجاوز المعتقد او المذهب الديني الى رمز ارهابي يخوف به الضد بدل ان تكون عامل تنوير بنهج معاصر متحضر وهذه المجموعة لها الحق قدر تعلق الامر بغريزتها الانسانية من حب للحياة ورفض لنقيضها الذي صار صفة وحشية تتصف به الطائفية في بلدنا اضافة الى قناعاتهم وثقافاتهم من ان سلوكا كهذا لايمكن ان يؤدي باهم قيمة حياتية وهي الانسان الا الى التردي وبالوطن التلاشي
ومن جانب اخر هل البراءة من الطائفية تنفع في حال انزلاق الوطن الى هاوية حربها ؟وكيف يريد من الدولة ان تجد له ملاذا امنا من عواقبها اليست الدولة بكافة اركانها هي جزء من المشكلة ؟ اليست النخب السياسية الفاعلة في الحياة السياسية تتوكأ على عصا الطائفية التي وللاسف هي اقوى عصا حسب مفهومها يمكن ان تساعدها في عبور الطريق الذي بدات به عرجاء دون ان تعي مطباته وانحرافاته الاصلية والطارئة
البراءة من طائفة يعني البراءة من دين فعند قراءة بطاقة الاحوال ومقابل حقل الديانة مسلم فهذا يعني واحد من اثنين لاثالث لهما اما شيعي او سني حسب الاعتقاد العميق لدى الطائفيين وهذه حقيقة يجب ان نتصارح بها ونؤمن بواقعيتها فالمسلم في العراق اليوم اما سني اوشيعي رغم اعتناقه مذهبا حياتيا اخر او فلسفة سياسية وتجربة الحرب الطائفية عامي 2005 و2006 لدليل واقعي على ذلك يوم اصبح القتل على الهوية واللهجة والمنطقة واكثر من هذا اصبح على الهيئة بحيث اصبح السني يتخفى مثلا بملابس زي اهلنا في الجنوب اذا مااراد ان يمر في طريق فيه ميليشيا شيعية وكذلك عند اهلنا الشيعة فاذا مااراد الشيعي ان يتجنب شر ميليشيا سنية يحاول ان يلبس زي اهلنا في الغربية كذلك بدل كثير من الناس اسماءهم كتلك التي تكون في صدارة الاسماء الغير مرغوب بها عند احدى الطائفتين وهكذا
فهل نسينا حالات وامثلة كثيرة قد تثير الضحك مثلما تبكي وشر البلية مايضحك فقد راح ضحية الهوية ناس تسجيل نفوسهم الاعظمية عندما وقعوا فريسة لميلشيا شيعية باعتبار ان الاعظمية سنية ولم يشفع لهم شيعيتهم الحقيقية وهم من سكنة الكسرة التي هي نفوسها الاعظمية ونعرف موظفا بالكهرباء تقرا بطاقة احواله رصافة وعندما تحتم عليه ان يداوم في ابوغريب وهو سني وقع ايضا فريسة لميلشيا سنية هناك وغير ذلك امثلة لاادعي معرفتي بها اكثر منكم
فهل تجدي البراءة نفعا في معمعة مثل معمعتنا نحن العراقيين وهل عويصتنا الشائكة المعقدة يمكن ان تحل بالبراءة ؟ ان هروبا من واقع ماساوي وخطا ربما يسمح لاهله ان يزيدوا من نهجهم اليس الافضل لنا ان نكون قريبين من اهلنا وخاصتنا وننور لهم العقل بالفكر النير المقترن بالسلوك والتطبيق العملي
كما ان رمي الطائفة بغضبنا ورفضنا لها والتي هي تحميل الدين وزر الخطيئة والتبشير للبديل كالعلمانية والديمقراطية او اي مذهب او رؤيا اخرى لم تعد طروحات واقعية كحل حقيقي فانك تجا العلماني هو متعصب لطائفته حد الاقتتال اذا ماراح الضد ينعت طائفته بالاخطاء وكذلك الماركسي وسواهما صدقوني اصدقائي القراء من يعيش الواقع بدقته وتفاصيله سيقتنع من ان معتقداتنا الدينية الرئيسية والفرعية وانتمائاتنا العشائرية سرعان ماتظهر الى سطح سلوكنا وتصرفنا باقرب فرصة نتعرض من خلالها لشحنة الضد واستفزازه رغم ادعاءاتنا بانا ضد كل هذه الاشياء ...والا ماذا نقول لرجل محامي تجاوز الستين وهو شيوعي ومتعلم ومتنور فعندما دخل ذلك الرجل على اعمامه في احد العيدين للامانة عيد الفطر او عيد الاصحى لااذكر لكن الذي لاانساه هوانه وفي تهاية تسعينات القرن الماضي واثناء سلامه على الجالسين في ديوان اعمامه الشيوخ وعند وصوله عند احد ابناء عمه رفض الاخير ان ينهض بوجهه ليرد السلام على اثر زعل بين العائلتين فثارت ثائرة المحامي وهرع الى داره المجاورة وجلب رشاشا وافرغ ثلاثين طلقة في جسد ابن عمه من غير ان تردعه خزينته الثقافية عن تقدمية اليسار وانتصرت رجعيته العشائرية والعصبية التي كان اكيد في اجتماعاته مع رفاقه يدعو الى نبذها
هنا سيرمي الجاهلون باللائمة اكيد على ثقافته الشيوعية مثلما يرمي الجاهلون باللائمة على الاسلام والطائفة حين يتناولون مساوئ وهمجية الطائفية وبالمقابل ماذا فعل المتدينون من اهل الضحية هل تركوا للقانون ان يعالج قضيتهم ؟ لا ..بل دربوا طفلا مميزا فقتله قرب مركز الشرطة اثناء خروجه مخفورا الى المحكمة لحضور المرافعة [ هذه الحادثة حدثت في عشيرة اعرفها واعرف العائلة شخصيا وهي تقع في احد اطراف المحمودية ولحساسية الموضوع اعتذر عن تسمية العشيرة والعائلة ]

اين المشكلة
بل الاصح ماهو الطرح البديل او المقترح مثلما عقب الاستاذ والشاعر سامي مهدي على مقال سابق هو يعتبر الجذر لهذا المقال وربما لمقالات اخرى . نحن لانقترح بل ندخل الى اعمق الحقائق ونكاشف بها المتلقي فليس كل حقيقة واقعة وليس كل ظاهرة تنقل بموضوعية للاخرين وازيد على ذلك وا جب المثقف الاخلاقي بان يرتقي بالمتلقي الى مرتفع يمكن ان يرى ماهو الانصع والاو ضح
مشكلتنا هي القيم الانسانية التي دعا اليها كل دعاة الخير والبناء سواء الروحي او المادي فانت تجد ان السرقة منهي عنها عند الكل سواء مؤمن او كافر وكذلك خيانة الوطن او الخيانة بصورة عامة وكذلك الفساد الاخلاقي وعدم احترام كرامة الانسان وقدر تعلق الامر بوضعنا العراقي الحالي وتردي الدولة فاننا نشير الى حادثة استقالة الموظف الكبير في كوريا الجنوبية بسبب اتهامه او تورطه بتحرش جنسي ..فقط تحرش وعندما نقارن واقعنا الوظيفي ونرى موظفا يداعب صديقته الموظفة امام زملائه وزميلاتها دون ان تثور ثائرتهم الاخلاقية الوظيفية بحيث يجتمعون على فصله مثلا ومنهم المسلم والمسيحي والعلماني ..علما ان الصين وحسب معلوماتي المتواضعة وهي بلد شيوعي تمنع ممارسة العلاقات الغرامية بين الجنسين خوفا من ان يؤثر ذلك في مسيرة الانتاج
وكذلك نسمع بين فترة واخرى عن انتحار وزير ياباني او استقالة مسؤول كبير بسبب تقصير في مسؤوليته امانحن ولدى مختلف المسؤولين دينيا ومذهبيا سياسيا وعلى مختلف الدرجات انهم اصبحوا يتعاونون على الفساد وتوزيع المغانم ذات السحت الحرام على الجميع واذا ماحاول احد ان يرفض مشاركتهم في حال ان امرا كهذا يتطلب مشاركته فانه يتعرض للتهديد
وعلى ذكر الحادثة الكورية التي لم يمر عليها اكثر من يومين هل يصل بنا الحال بانه اذا وجد المدير وهو يضاجع سكرتيرته في مكتبه بان نحرمه هو واياها الوظيفة مدى الحياة ام اننا سنغطي عليهما ونساوم المدير على تعيين مانشاء او درج اسمنا في اول وجبة للايفاد رغم انها بعيدة عن اختصاصنا اعذروني اخوان لصراحتي لكنه الواقع ..واقع انهيار القيم والنواميس بغض النظر عن مصدر تسميتها قيما ونواميسا فضيلة سواء دين او مفكر او فيلسوف ...على اقل تقدير نواميس الحياة العامة ومنها الوظيفة العامة
اننا بحاجة الى ثورة اخلاقية نعيد بها انفسنا الى قيم الفضيلة كل من موقعه لاان نتمسك بافكار قد ننسبها تسلطا الى عقولنا كان نجيز سرقة المال باعتبار حصتنا من النفط او نحارب وقد نقتل امراة سافرة بادعائنا تطبيق شرع الله علما ان السفور لايوجد له حد في العقوبات الاسلامية او ياتي شخص وقد عاش اعواما طويلة خارج البلد يفترض به ان يكون منارا للاخرين بنقل التجربة الخارجية من حفاظه على نظافة الشارع او تقديسه للنظام نجده عكس ذلك اما من باب الثأر اذا استطاع او من باب حشر مع الناس عيد وكفانا واياكم شر ذلك العيد الذي لم يردع ماركس بتنويره صاحبنا الشيوعي رجل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اضطرابات في حركة الطيران بفرنسا مع إلغاء نحو 60 بالمئة من ال


.. -قصة غريبة-.. مدمن يشتكي للشرطة في الكويت، ما السبب؟




.. الذكرى 109 للإبادة الأرمينية: أرمن لبنان.. بين الحفاظ على ال


.. ماذا حدث مع طالبة لبنانية شاركت في مظاهرات بجامعة كولومبيا ا




.. الاتحاد الأوروبي يطالب بتحقيق بشأن المقابر الجماعية في مستشف