الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صلاتنا الصيف كلّه

نصيف الناصري

2013 / 5 / 17
الادب والفن





مشاطرتنا للاستفزاز فصاحته ...




الى رحيم يوسف





نفنَّد براهينهم التي بلا عكّاز في إيلامنا لما يعتاده ضميرهم المنكمش على
شيخوخته ، ونزيحهم الى ماء نمير يطهّرهم من مناوئتهم لنا في تكسّر
اللحظة المحصودة . إغاضتهم لنا في سعيهم الدائم لإثارة البراكين ضدّنا ،
لا تلغي مناظرتنا لهم بعد دفننا القتلى . هناك أكثر مما هو خط رجعة ، وفي
مشاطرتنا للاستفزاز فصاحته ، نتخطَّى مجادلة قادة كتائبهم وننشغل عنهم
بمراقبة الفراشات وهي تضع بيوضها بين فرو النجوم . الشهرة برغوث
يعاني من قفزاته الهورمونية الزعماء المحليين ، والرجل الثري لا يستطيع
إثبات ملكيته لموته في حنوّه على خزانة ذرّيته . دودة تمشي بوتيرة مفزعة ،
هي الكفء الأكثر ثباتاً من البرهان . آثار بخار يلمسها السهران في قبره ولا
يتواني عن تظليل أيّامه بسرعة هشاشته .





الضمانة الدائمة للخلود ...





متعصّبون يتلقون علاج هوسهم بالإثم من ما ينادونه في سرّهم . لا انعكاس
رضاب الوردة الذي نضيِّقه عليهم ، ولا استعادة الغيوم لنهودها من الهاوية ،
يخلّصاننا من خطأهم في تسمية أنفسهم . غفلنا عن نوايا طيبة لهم في إزدرائهم
لآلهتنا ووقَّعنا معهم مواثيق كثيرة ، لكن الفوائد التي جنيناها منهم في إهمالهم
لما أغرقوه في هوّة عجزهم ، أنستنا تكريمهم والإشادة بأفعالهم التي نالت
قسطها من الأجيال الجائعة لسياطنا . نسيم أكواخهم المعصوب في تألّمه المنثني
على أصالته ، يدعم الزائف في إيمانهم وينتزع من السنبلة لحظة زواجها مع
الضمانة الدائمة للخلود .





تَلَّقي الفضيلة ...






يوحّد بيننا وبين من غلبهم سباتهم في شدوّهم بين الأبنية العالية لافراطهم في
تعاطي الوهن ، طلاء عميق في جص اليوم . متعهم في إماطة اللثام عن
جرمهم وهم يحرقون روث أعمارهم في أرض الحلْفاء ، تفرَّقهم عن الباقي من
صوف أيّامهم ، وفي وميض البرق الذي تتوسَّده حشمتهم من ازدحامهم في
بئر الجرح ، استئجار طويل للعقاقير التي تشبّ عن طوقها ولا تزن ما يتألمون
منه . تَلقّي الفضيلة بتعذيب أشياء النهار ومنعها من الاستجابة لمذلَّة النائم في
بؤسه الانساني ، لعنة شاقَّة لا يطهرها الشرك بالشرع الذي يدافع عن نفسه .





صلواتنا الصيف كلّه ...





نَحرْنا أضحية منفصلة عن نظائرها للمسعفين تحت نجوم البرّية ، وصاحبنا
صلواتنا الصيف كلّه . التعزية التي تلقَّيناها حوَّلتنا الى نمور تروّضها إشارة
السهم الطائش في إلحاحه على الاستراحة . التمرّن في شدَّنا لعلاجنا على ما
نتألم منه طوال العام ، يكلَّفنا التهاب إيماننا في صراعنا مع الآلهة ، وتغلّب
السامي في ضيقه بنفسه ، يسجننا بانتظار ما يعرض حلمه في يأسنا الأزلي ،
وكلّ ما ندعوه إيثاراً ، يسلبنا حفاظنا على النسمة المحجوزة للنهار .






اشباع الرغبة ...





يتلف العفيف نفسه في الطبيعة بافراطه في النوم مع ما ينمحق تحت الشمس ،
واليراعة الجوّالة لا تعطي أذى لمن يعاشر تماثله في صفيره لظلمته . اشباع
الرغبة ، تورّم في شفاء الميت من ملاصقته لمركب قبره ، وكلّ ما يعتمد عليه
الصيف لمقاسمة الأشجار تغلّبها على الأسخياء ، مصاهرة دينية تأخذ في الحسبان
الاحتياط من الأفياء التي يجاهد فيها الانسان إحجامه عن اعطاء موته ، مرآته
مقترفة الكذب .



16 / 5 / 2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان الجزائري محمد بورويسة يعرض أعماله في قصر طوكيو بباريس


.. الاخوة الغيلان في ضيافة برنامج كافيه شو بمناسبة جولتهم الفني




.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء


.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في




.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/