الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التحليل الملموس للواقع الملموس كفى من الانتظارية!!

محمد حومد

2013 / 5 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


"التحليل الملموس للواقع الملموس"، شعار نردده بين الفينة والأخرى في كتاباتنا ونقاشاتنا، فهل نعطي لهذا الشعار حجم مضمونه الحقيقي؟
هل بالفعل نقوم بالتحليل الملموس للواقع الملموس؟
هل ندرك الواقع الملموس الذي نحن جزء منه وهو جزء منا؟
هل نترجم هذا الشعار على أرض الواقع في ممارساتنا اليومية؟
هل جعلنا من فعلنا النضالي لسان حال هذا الشعار أو لسان حال شعارات أخرى لا تقل عنه أهمية، ومن خلاله تقرأ شعاراتنا من دون أن نكلف أنفسنا عناء الترديد؟
إننا نردد شعارات استنتجها مناضلون من الواقع الملموس لتوجيه وتصويب ما أمكن وبدقة الفعل النضالي نحو الهدف المنشود، نحو فرز المعادلة الحتمية للصراع الطبقي بين الاضداد. إن واقع الصراع الطبقي ببلادنا ورغم التضحيات الجسام التي قدمتها ولازالت الحركة الم.ل.م. (الحركة الماركسية اللينينية المغربية) والجماهير الشعبية وعلى رأسها الطبقة العاملة، تشكل فيه هذه الاخيرة المعادلة الصعبة بالشكل المطلوب. إننا لازلنا نفوت الفرص تلو الفرص، حيث يستفيد النظام وأذياله، وبالمقابل يتم سحق الجماهير الشعبية وخصوصا الطبقة البروليتاريا التي تكتوي بنيران العدو الطبقي يوميا. إن أي تقاعس أو تخاذل للانخراط في الصراع لن يزيد الطبقة الكادحة إلا اضطهادا وتفقيرا وتهميشا رغم أنها العمود الفقري لنمط الإنتاج السائد. إن الطبقة العاملة المغربية ظلت ولعقود خلت تحت وهم الاصلاحات والوعود الزائفة التي تقدمها لها الأحزاب السياسية القديمة والجديدة. وأكبر وهم تضليلي للطبقة العاملة هو تغييب الوعي الطبقي لديها. إنها الطبقة الوحيدة المؤهلة تاريخيا لتحقيق التغيير الجذري السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي لن يتأتى خارج تأطيرها باديولوجية الماركسية اللينينية التي تحملها في ذاتها وبطبيعتها، وذلك لكونها مضطهدة ومستغلة من طرف البورجوازية. فالى متى ستظل الطبقة الكادحة ضحية الاحزاب المتخاذلة؟
إن تحرر الطبقة العاملة من نير الاضطهاد والاستغلال الطبقيين رهين في جزء كبير منه، بتحرر مجموع التيارات الماركسية اللينينية المغربية من مرض الانتظارية (الانتهازية المقيتة) أو الهروب إلى الأمام المصطنع والمغلف بشعارات نارية، شعارات لن تولد إلا الهجمات والهجمات المضادة. ويصدق عليها القول: "ولو استشهد حنظلة بجانبي، أمام أم عيني، برصاص العدو كمقاوم، فهو خائن"؛ إن الواقع الذي نمر منه اليوم لا يفسح، ولا يترك المجال للاختباء أو المناورات أو المزايدات، لا يفسح المجال للقول بأنني ضد... من أجل الضد، أو أعترض... من أجل الاعتراض، أو لا أتفق... لأنني لست معنيا، أو نحن مع... لأننا مع المبادرة... إن واقع الصراع عبارة عن طاحونة ستفتك لا محالة بالبروليتاريا، فإما أن نخوض الصراع من بابه الواسعة بجانب الطبقة العاملة أو أن نخوضه ضدها. فلا وجود لمنزلة بين المنزلتين في إطار الصراع الطبقي، فلنتعاطى بحزم ونضج نضاليين مع أي مبادرة نضالية. لقد انتظرنا سنوات طويلة، فترة طويلة بالفعل، فترة تزيد عن عشرين سنة (على الأقل)... ماذا ننتظر؟ هل من المفروض أن ننتظر عشرين سنة أخرى؟
إن أسطوانة أو مناورة إنتاج الأوراق والأرضيات والضوابط باتت متجاوزة، كما أن العمل الفردي غير المنظم لن يكون إلا عملا عشوائيا أو فوضويا يتبخر مع مهب الريح، وبالتالي لن يخدم إلا العدو الطبقي والمتقاعسين الذين يراوحون نفس المكان. لقد بين الواقع المر الذي نعيشه صحة العمل المنظم المتفاعل والمتجدد، فالثورتان الشعبيتان المغدورتان من طرف القوى الرجعية والامبريالية، بتونس ومصر، خير دليل على الضعف التنظيمي للماركسيين اللينينيين، الضعف الفاضح، بل الضعف القاتل....
إن السجون المغربية مليئة بالمناضلين، إنهم يقدمون أجسادهم قربانا لتحقيق مكاسب عادية وبسيطة، مكاسب يتبين من خلالها مدى الهجوم الشرس للنظام وتواطؤ القوى السياسية على مصيرهم، إن تضحية المضربين عن الطعام هي استفزاز للمناضلين الثوريين قبل أي استفزاز لجهة أخرى. وأستغرب كل الغرابة عندما اقرأ للبعض "المناضل" وهو يطعن في هذه الخطوات النضالية ـمعركة الاضراب عن الطعامـ
إن الطعن يجب ان يوجهه المناضل لنفسه أولا لأنه لو كان المناضلون الثوريون في المستوى المطلوب لما لجأ هؤلاء المناضلون إلى خوض هذه الإضرابات. لو استطاع رافعوا الشعارات من العيار الثقيل صنع الحدث، أي الدعوة والعمل على توفير شروط العصيان أمام زنازين العدو الطبقي، لما لجأ هؤلاء الرفاق للإضرابات الطعامية المراطونية، ولما استطاع النظام أن يشن هذا الهجوم الكاسح والشرس على المناضلين داخل أو خارج السجون. لو جعلنا من شعاراتنا النارية خطوات ميدانية لما لجأ بعض البيادق لطلق زناد البنادق على المناضلين الشرفاء.....
إن الاعتقال السياسي ملازم لطبيعة النظام الطبقي القائم، فلا النقابات بخطيها البيروقرطي أو "الديمقراطي" ولا الاحزاب السياسية ولا الهيآت الحقوقية وخصوصا لما يتربع على قياداتها طرف من الاطراف السياسية ستسهر على فضح وضعية المعتقلين السياسيين الثوريين بالسجون، إن الأحزاب السياسية لن تتوانى ولو ثانية للهجوم على الخط الجذري. أما مجاملة العدل والإحسان، فهي إرهاصات أولية لبدء الهجوم المشترك على المناضلين.
إن العدل والإحسان قد أعلنت وباسم قيادييها تضامنها مع رئيس الحكومة بنكيران صاحب النية الحسنة على حد تعبير القيادة: "فمهما حاول الإخوة في العدالة والتنمية الإصلاح من داخل بنيان منهار متهالك، وترميم شقوقه وتغيير بعض اللمسات الديكورية فيه، فإن ذلك لن يجدي نفعا، ولن يؤسس لدولة تقوم على عقد متين ثابت صلب يضمن الحقوق والكرامة للجميع". محمد عبادي، الأمين العام لجماعة العدل والإحسان، في حوار مع يومية المساء.
إلى متى سيظل المناضلون الماركسيون اللينينيون، خصوصا العناصر المخضرمة منهم، يفضلون اللجوء إلى الخلف والتردد وعدم الوضوح في المواقف؟ إن عدم الوضوح والركون إلى الخلف (لن أتقدم ولن أدعك تتقدم) هو تقاعس في حق الجماهير الشعبية وتواطؤ ضدها (إن التاريخ سيفضح المتخادلين...). فلم يعد المجال الآن يسمح بالوقوف موقف المتفرج من أي حدث أو مبادرة، إن الإنتظارية لن تخدم إلا أعداء الشعب المغربي وستفوت الفرص علينا وتفسح المجال للقوى الأعداء للهجوم على الخط الجذري البديل....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شولتز: المساعدات الأميركية لا تعفي الدول الأوروبية من الاستم


.. رغم التهديدات.. حراك طلابي متصاعد في جامعات أمريكية رفضا للح




.. لدفاعه عن إسرائيل.. ناشطة مؤيدة لفلسطين توبّخ عمدة نيويورك ع


.. فايز الدويري: كتيبة بيت حانون مازالت قادرة على القتال شمال ق




.. التصعيد الإقليمي.. شبح حرب يوليو 2006 | #التاسعة