الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تريد دخول الخزانة أو الخروج منها؟

خليل البدوي

2013 / 5 / 17
حقوق مثليي الجنس




تبين لباحثين من مركز الدراسات حول توتر الإنسان التابع لجامعة مونتريال أن المثليين جنسياً الذين يكشفون عن ميولهم الجنسية هم أقل توتراً من هؤلاء الذين لا يقومون بهذه الخطوة.
وتسلط هذه الدراسة التي نشرت في مجلة «سايكوسوماتيك ميديسن» الضوء على «الدور الإيجابي لتقبل الذات والتواصل بشأن المسائل الصحية ورفاه الأقليات الجنسية».
وقد قام فريق الباحثين بدراسة نسب هورمون الكورتيزول المرتبط بالتوتر، فضلاً عن عدة مؤشرات حيوية أخرى، من قبيل نسب الأنسولين والسكر والكولستيرول وضغط الدم والأدرينالين.
وشارك في هذه الدراسة 87 فردا، من بينهم 46 مثلياً جنسيا أو مزدوج الميول الجنسية، و41 مغايرا جنسياً.
وكان 31 فرداً من أصل المثليين الجنسيين قد كشفوا علناً عن ميولهم الجنسية، في مقابل 14 فرداً لم يقوموا بهذه الخطوة.
وقال روبرت بول جاستر المشرف الرئيس على هذه الدراسة إن «الكشف عن المثلية أو الثنائية الجنسية قد يعود بالنفع على الصحة، في حال كانت السياسة الاجتماعية متساهلة».
وهناك بعض الدراسات العلمية التي تذهب هذا المنحى في تفسير أصول ظاهرة الشذوذ ولكن الأمر غير محسوم لأن هناك دراسات أخرى ترجح أمر البيئة والظروف الاجتماعية في التنشئة وأخرى ترجح العوامل الكيميائية وأخرى ترجح التفاعل بين كل ذلك.. (بل إن نفس النتائج التي دعمت التفسير الجيني للشذوذ وجدت من يقرؤها قراءة معاكسة، فقد اعتمدت الدراسة على التوائم المتماثلة ووجدت أنه إذا كان للشاذ أخ توءم فإن هناك احتمالية بنسبة 52% أن يكون هذا الشقيق شاذا أيضاً.. اعتبرت هذه النتائج داعمة لنظرية الأصل الوراثي لظاهرة الشذوذ، لكن قراءة أخرى لنفس النتائج تقدم نظرة مغايرة، فتقول:
لو أن الشذوذ كان محتما وراثيا لكان يجب أن تكون النسبة 100% ما دامت الدراسة تتحدث عن توائم متماثلة تماما!).
الخطر في هذه النظرية ورواجها يتأتى من أنها تستلب من الفرد المبتلى بالشذوذ أي إحساس بالجدوى من مقاومة ابتلائه.. سيؤمن ببساطة أن هناك جينات غامضة تحكمت به قبل أن يولد وبالتالي لا معنى ولا جدوى في محاولة الإصلاح.
وحتى لو افترضنا جدلاً أن الدراسات حسمت الأمر لصالح الوراثة (وهي بعيدة عن ذلك قطعاً) فهل يعني ذلك أنه يجب التسليم بها؟
الدراسات التي تثبت أن الميل للعنف يمتلك جينات واستعدادات وراثية تمتلك مصداقية ووثوقا أكثر بكثير من تلك التي تدرس الشذوذ وترجعها للوراثة، ورغم ذلك فلا أحد يقول إنه يمكن لأصحاب الميول العنيفة أن يمارسوا ميولهم، على العكس، فهم عندما يفعلون يسجنون ويعاقبون، رغم أن ميولهم لها أصول وراثية، فلم يكون الأمر مع الشذوذ الجنسي مختلفا (عندما يتحول إلى فعل و ليس مجرد ميل بطبيعة الحال)؟
في نفس السياق، أخطر الأمراض وأشدها فتكاً تمتلك في بعض الأحيان أسباباً وراثية، لكن لا أحد يقول إن علينا أن نستسلم للمرض ولا نحاربه ، على العكس: تنفق الأموال بسخاء على مراكز الأبحاث من أجل قهر المرض، لكن ليس الشذوذ، هذا إذا افترضنا أصلا أنه نتج عن سبب وراثي. مافيا الشذوذ الجنسي لا تسمح أصلاً بطرح احتمالات كهذه.. فقد سبق لها أن أقصت مجموعة أطباء نفسيين حاولوا إيجاد علاج للشذوذ الجنسي “reparative therapy” وهو العلاج الذي أنتج من يعرفون “بالشواذ سابقا ex-gays” لكن ذلك اعتبر من قبل المافيا إهانة لمجرد اعتبار الشذوذ مرضا ينبغي علاجه.. وهكذا تم وصم التجربة كلها بالدجل والشعوذة وأقصيت تماما من البحث العلمي ولم تنشر هذه البحوث في المجلات الأكاديمية المعروفة في مجال الطب النفسي..
شيء مماثل حدث مع بداية ظهور العلاج الجيني للأجنة التي تمتلك عيوباً وراثية، فقد دعا
أحد قادة الكنيسة إلى محاولة الكشف عن الأجنة البشرية المصابة بالشذوذ و علاجها من شذوذها (على فرض صحة النظرية مرة أخرى).. عندها قامت المافيا بإرهابه واتهامه بمحاولة إبادة الشواذ وتطهيرهم عرقيا و اعتبرت كنيسته من “بقايا النازية” وانتهى الأمر بتراجعه عن دعواه.. ويبقى التراجع أقل خطورة من سماح بعض الكنائس بفتح أبوابها واحتضانها الشواذ و الترحيب بهم عبر لافتات على ابواب الكنيسة كما هو شائع في الكثير من الكنائس.
لكن الضغط الذي تمارسه المافيا لم يقتصر فقط على رجال الدين أو العلم أو الإعلام، بل تعداهم الى رجال التشريع والسياسة، فالإقرار الأخير لزواج الشواذ الذي صوت عليه في الهيئة التشريعية في ولاية فرمونت (وليس عبر التصويت المباشر للسكان) رُوِج له أصلاً من قبل مافيا الشذوذ عبر استغلال الكساد الاقتصادي، وحقيقة فإن ولاية فرمونت هي من أفقر الولايات أصلاً.
الدراسات المدعومة من قبل المافيا زينت أمر الإقرار قبل حدوث الإقرار: فتمرير المشروع سيضيف للولاية 30 مليون دولار على الأقل بالإضافة إلى 400 فرصة عمل جديدة.. بالإضافة إلى كل الاحتمالات المفتوحة لتنشيط السياحة حيث سيأتي الشواذ من كل الولايات المتحدة أو على الأقل من ساحلها الشرقي ليعقدوا قِرانهم في فرمونت التي كانت مهجورة حتى لحظتها..
هكذا تتنوع أساليب المافيا بين الترغيب والترهيب وغسل الأدمغة إعلامياً والنتيجة واحدة: تمييع الحدود بين ما هو طبيعي وشاذ، والتعود على الشذوذ دون أي تحسس منه حتى يصير طبيعيا بالتدريج..
“الخروج من الخزانة” ” getting out of the closet” هو مصطلح المافيا المفضل للتعبير عن إعلان الفرد ميوله الشاذة والخروج بها من السرية إلى العلن، أي إنه كان في “الخزانة” بمشاعره وممارساته السرية، ثم خرج إلى العلن “من الخزانة..”
والذي حدث مع مافيا الشذوذ الجنسي في أمريكا أنها لم تكتف بالخروج من الخزانة، بل صارت تحاول وضع المجتمع كله في الخزانة !..
ولأن أمريكا بالنسبة للكثيرين هي العالم كله، فإن العالم كله يبدو أنه برسم الوضع في هذه الخزانة.
أنّ الشذوذ الجنسي يعدّ مرضاً يحتاج إلى العلاج، فأسباب ممارسة الكثيرين لظاهرة للشذوذ الجنسي تعود إلى بعض العوامل الدافعة لذلك مثل: العوامل الاجتماعية كأن يتعرض لحادثة مسبقة من خلال الاعتداء عليه سواء كان شاباً أو فتاة فيمكن حينها أن تؤدي به إلى ممارسة الشذوذ الجنسي، موضحاً بأنّ هناك بعض الدراسات الحديثة توصلت إلى أنّ هناك جينات وراثية اكتشفها بعض العلماء تؤكدّ بأنّ هناك جين خاص يكون مسؤولاً عن التصرفات العدوانية وجين آخر يكون مسؤولاً عن الشذوذ وهذا يعود بطبيعة الحال إلى وجود خلل في الجين الوراثي وقد يؤدي إلى الشذوذ الحاصل عند بعض الأشخاص، إضافة إلى أنّ العوامل الاجتماعية، والعوامل المحيطة به فإذا كان ذكراً فإنّه يكون نتيجة تعرضه إلى اعتداء في سن مبكرة، والممارسة الجنسية مع الأطفال تؤدي إلى التعود عليها فأصبحت عادة سلوكية له، أما إذا كانت فتاة فإنّه قد يكون السبب في ذلك هو ميل الأنثى إلى تكوين علاقات جنسية مع مثيلتها في الجنس و هذا يعود إلى الكبت النفسي أو إلى خبرات سابقة قد تعودت عليها ومن ثم تحولت إلى عادة سلوكية مما يؤدي إلى عدم تكوين علاقة جنسية صحيحة مع زوجها أثناء الممارسة، وهذا يؤدي في نهاية الأمر إلى الطلاق، فكثير من حالات الطلاق يكون سببها الشذوذ الجنسي المتأصل لدى أحد الطرفين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس.. ناشطون يدعون إلى محاكمة المعتقلين السياسيين وهم طلقاء


.. كلمة مندوب دولة الإمارات في الأمم المتحدة |#عاجل




.. فيتو أميركي يفشل جهود عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدة


.. الجزيرة تحصل على شهادات لأسيرات تعرضن لتعذيب الاحتلال.. ما ا




.. كيف يُفهم الفيتو الأمريكي على مشروع قرار يطالب بعضوية كاملة