الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من الرأسمالية إلى الإستهلاكية

عقيل صالح

2013 / 5 / 17
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


عندما حلل ماركس المجتمع البرجوازي , متمسكاً بسلاحه الديالكتيك, بدأ بتحليل ((السلعة)) و عملية تبادل ((السلع)) ليكتشف أن هناك ((سلعة)) من نوع خاص تدخل إلى السوق و هي ((قوة عمل )) العامل الذي يحاول أن يبيعها , و يقوم الرأسمالي بشرائها , و لأن هذه السلعة هي من نوع خاص فهي تخلق (( رأس المال )).

و منها انطلق ماركس ليجد ان التناقض الرئيس الموجود في النظام الرأسمالي يكمن في الطبيعية الاجتماعية للإنتاج ( التي تتسم بالشكل الجماعي للإنتاج ) و من الجانب الآخر الشكل الخاص للملكية ( الملكية الخاصة ) ,بإختصار , إنتاج يتم بشكل جماعي يفيد فرداً واحداً - مالكاً واحدا- شخصا واحدا فقط , هذا هو التناقض الرئيس الموجود في النظام الرأسمالي.

و من خلال هذا , أكتشف ماركس أن هذا التناقض في المجتمع الرأسمالي متمثل بين طبقتين : الطبقة ((البرجوازية)) و الطبقة (( البروليتارية )) .

و من خلال هذا المفهوم , أنطلق ماركس إلى شكل الإنتاج الجماعي هذا في ظل الهيمنة الرأسمالية الذي يتسم بالفوضى في الانتاج , حيث الرأسمالي (الفرد ) لا يعرف ((الكم)) من الحاجيات التي يحتاج إليها ((الناس)) و لهذا يفيض الانتاج عن حده . التناقض هنا يكمن في المصنع الخاص - أو الملكية الخاصة و الفوضى في الانتاج كخاصية للشكل الجماعي للإنتاج.

و يأتي لاحقاً لينين ليحلل عصر الإمبريالية مستخدماً سلاح الماركسية ليكتشف ظهور الرأسمالية المالية التي تخفف من الفوضى في الانتاج و التنافس المحلي و تسبب في صعود الاحتكاريات المتمثله بالتروستات و الكارتيلات و النقابات الاحتكارية و تمارس السيطرة على السوق بعد قضائها على الإزدحام بفعل الإحتكار. و عندما تصعد الرأسمالية المالية في الدول الصناعية الكبيرة يشتد الصراع ما بين تلك الدول , و لكن نمو رأس المال لا يقوم فقط في دولة معينة أو محددة , القوى الرأسمالية تحتاج إلى أسواق عالمية أخرى , و لكنها تواجه مشكلة عندما تريد أن تصدر رؤوس أموالها و سلعها إلى دول أخرى بسبب ((السياسة الجمركية )) التي وضعت اساساً لحماية رأسمالييها , القوى الرأسمالية في أي دولة ((التروستات)) و ((النقابات الاحتكارية)) و ((الكارتيلات)) تحتاج ان تحتكر السوق و ترفع اسعار منتوجاتها-سلعها , فعندما تدخل سلع خارجية( من دولة أخرى ) بالضرورة تؤدي إلى انخفاض اسعار القوى الرأسمالية و لهذا السياسة الجمركية مهمة جداً لدى الدول الرأسمالية من أجل الحد من تدفق السلع الخارجية , هذا بالضرورة يزيد حدة الصراع ما بين الدول , فتلجأ تلك الدول إلى احتلال دول أخرى من اجل توظيف رأسمالها فيها بكل سهولة و بهذا ينمو رأس مالها في مثل الوقت , و ايضاً يتم احتلال دول أخرى بسبب نمو رأس المال-فائض الانتاج حيث يصبح بحاجة إلى تصديره إلى الخارج .

بالإضافة , عندما تصدر الدول الرأسمالية رؤوس أموالها إلى دول أخرى فهي تحتاج إلى ان تحميها و تقوم بذلك بالوسائل العسكرية , و هذا يتم بالغزو.

بهذا تخلق الإمبريالية تناقضاً جديداً في العالم , ما بين الدول الإستعمارية و الدول المستعمرة , حل هذا التناقض يقوم فقط من خلال ثورة التحرر الوطني , الذي اطلقه لينين تحت شعار (( يا عمال العالم و شعوبه المضطهدة اتحدوا ! )) .

نداء لينين هذا في عام 1921 فتح باب عصر ثورة التحرر الوطني.

ثورة التحرر الوطني مركزها الاتحاد السوفييتي ,و قيام الجمهوريات الشعبية التي تحررت من الامبريالية و الاستعمار تحتاج إلى دعم هائل من مركز هائل و كبير و هذا المركز كان الاتحاد السوفييتي , إلى ان وقع الانقلاب العسكري (1956-1957) الذي نقل الاتحاد السوفييتي نقله كبيرة هامة و هي الانحراف عن المسار اللينيني في الثورة التحررية العالمية .

ثورة التحرر الوطني , التي نجحت في القضاء على الامبريالية , كانت من المفترض ان تحول العالم إلى عالم اشتراكي , ولكن تغير هذا المسار بسبب إلغاء الاشتراكية في المركز الاساسي و هو الاتحاد السوفييتي في عام 1961 .

ثورة التحرر الوطني أدت إلى أحداث عديدة التي نستطيع أن نعتبر قضايانا المعاصرة كنتيجة لها. تشكيلة عالمنا اليوم و قضايانا المعاصرة تعود إلى خمسة أحداث : ((الانتفاضة الروسية الثانية )) و ((إعلان عصر ثورة التحرر الوطني)) و (( انهيار الاشتراكية في الاتحاد السوفييتي )) (( انهيار الرأسمالية و صعود الاستهلاكية)) و ((انهيار المعسكر الاشتراكي)) .

((فصل النقد عن دورة الانتاج الرأسمالي ))

وظيفة النقد ( الذهب ) كانت دائماً كوسيط لتبادل السلع , أيّ , كمقياسٍ للقيمة . و عندما نقول وظيفة النقد هي مقياس للقيمة , فأننا بالضرورة نقصد , مقياس للقيمة المختزنة داخل السلعة ( وقت العمل) .

عندما ظهرت الأوراق النقدية في نهايات القرن التاسع عشر لتلعب دور الذهب في التدوير , تلك الاوراق النقدية أو السندات كانت تمثل عدداً معيناً من الذهب , لم تكن الاوراق النقدية مقياساً للقيمة , بل الذهب , و هذا كان دور الذهب دائماً. الأوراق النقدية تمثل الذهب و تصبح وسيلة للتدوير. الذهب كان دائماً يلعب دوراً هاماً في أن يكون السلعة النقدية الوحيدة في السوق العالمية.

النقود الورقية يمكنها ان تحل مكان الذهب في ان تكون وسيلة للتدوير , و لكن لا يمكنها ان تحل مكان الذهب لتكون مقياس للقيمة , دور الأوراق النقدية في هذا المجال هو تمثيل عدد معين من الذهب.

عندما اشرفت الحرب العالمية الثانية على الانتهاء , اجتمعت أكثر من 40 دولة في الولايات المتحدة ( في بريتون ودز ) لترى انتقال القوة الاقتصادية من الجنيه الاستريليني إلى الدولار الامريكي.

في بريتون ودز أعطت الولايات المتحدة ضماناً أن 35 دولاراً امريكياً يساوي أونصة من الذهب , هذا ما سمي بمعاهدة بريتون ودز. كل العملات أصبحت مرتبطة بالدولار الامريكي بعد هذه المعاهدة , التي جعلت الدولار الممثل للذهب عالمياً.

و من الطبيعي أن تقوم الدول الأخرى بجمع أكبر عدد من الدولارات بإعتبارها عملة صعبة و قوية و مساوية للذهب , و لكن ما لم يتوقعوه هو اشتعال ثورة التحرر الوطني , الذي جعل الولايات المتحدة ( الإمبريالية الأمريكية ) تقوم بزيادة التسليح لاحتواء الشيوعية ( أو ثورة التحرر الوطني ) من الانتشار, الذي في النهاية ادى إلى الأزمة الاقتصادية في السبيعينات.

الأزمة الاقتصادية التي تسبب بها في المقام الاول اشتعال ثورة التحرر ( تفكك الإمبريالية بشكل أساسي) أدت إلى فصل الدولار عن الذهب , و كان هذا إجراء مؤقت على حسب نيكسون و الإدارة الامريكية , إلا أن المشكلات الاقتصادية تفاقمت التي أدت إلى أتفاقية رامبويية 1975 و جامايكا 1976 الاتفاقيتان اكدا على فصل النقد عن عملية الانتاج المحلي-الوطني .

أهمية فصل الدولار عن الذهب تقع في التخلي عن دورة الإنتاج الرأسمالي :

نقد – سلعة – نقد
Money-Commodity-Money

فصل الأوراق النقدية عن الذهب يعني الأوراق النقدية لم تعد تمثل الذهب , أيّ فقدت دورها الرئيسي ( التدوير ) في الانتاج الرأسمالي.

هذا يعني أيضاً أن الدولار الأمريكي منذ منتصف السبيعنات قرن الماضي كان يحتاج إلى كفالة , من الصين و النفط العربي.

و يجدر بنا أيضاً ان نشير إلى ان بعد فصل الدولار عن الذهب قام التجار بضخ أموالهم في الأسواق المالية و أيضاً في الأسهم مما مهد إلى ارتفاع القطاع الخدماتي عن القطاع الصناعي , و إلى يومنا هذا , نجد اليوم ان القطاع الخدماتي في أغلب الدول الرأسمالية السابقة أقوى من القطاع الصناعي بأشواط.

و هذا أدى إلى هجران المصانع إلى المكاتب , الإنتاج الأكبر أصبح في مجال الخدمات ( البنوك , مجال الصحة , مجال الدراسة , الاعمال المكتبية, العقارات .. ) العمال البروليتاريون أنتقلواإلى مجال صناعة الخدمات أيّ انتقلوا ليصبحوا عمالا برجوازيين.




( الخدمات سابقاً و الآن )) )

(( كل عامل منتج هو عامل مأجور و لكن هذا لا يعني أن كل عامل مأجور هو عامل منتج. في كل الاحوال عندما يشترى العمل من أجل ان يستهلك كقيمة استعمالية , كخدمة , و ليس من أجل استبدال قيمة رأس المال المتغير كعنصر حي و توظيفه في عملية الانتاج الرأسمالي , هذا العمل غير منتج , و هذا العامل المأجور ليس عامل منتج. بهذا عمله يتم استهلاكه على اساس قيمته الاستعمالية و ليس على اساس قيمته التبادلية , يتم استهلاكه بشكل غير انتاجي . ))
-كارل ماركس .


انتقال عدد كبير من العمال البروليتاريين من القطاع الصناعي إلى القطاع الخدماتي يعني ازدياد العمل غير المنتج , هؤلاء العمال المأجورين المنتجين أصبحوا غير منتجين في قطاعات غير رأسمالية , التي تشكل 70 إلى 80 % من انتاج الدول الرأسمالية السابقة.

استعرضنا سابقاً أسباب انتقال العمال من القطاع الصناعي إلى القطاع الخدماتي , و لكن ما الفرق ما بين الخدمات سابقاً و الآن ؟

في السابق , عندما تطورت الرأسمالية , ظهرت الخدمات ((لتخدم)) رأس المال , فالشركات المساهمة التي ظهرت كانت من أجل تطوير المشاريع الرأسمالية التي تحتاج إلى كم كبير من رؤوس أموال أخرى التي ((تساهم )) في تطوير تلك المشاريع , كل المساهمين الذين يساهمون برؤوس أموالهم يتلقون أسهم مما يتيح لهم الحصول على نسبة من أرباح تلك الشركات المساهمة , و ليس فقط الرأسماليين من يقومون بهذا بل كل فئات المجتمع , يستطيع الموظف أو العامل يوظف أمواله في تلك الشركات من اجل الحصول على الربحية.

تلك الشركات أو البنوك وجدت لتخدم حركة رأس المال. و لكن اليوم نجد أن هذا الطراز من الانتاج هو الشائع في أغلب بلدان العالم.

الخدمات تخلق الربحية و لكنها لا يمكنها أن تخلق رأس المال , الأموال الكثيرة أو الربحية لا تعني الرأسمالية .

اليوم في الولايات المتحدة , على سبيل المثال ,تشكل الخدمات فيها 79% من انتاجها المحلي الذي يعتبر انتاجاً من أجل الاستهلاك الشخصي , و لا بد أن نشير أن الخدمات في الولايات المتحدة في ستينات القرن الماضي تشكل 30% من الانتاج المحلي , حين كانت الرأسمالية في شبابها اليافع .

صعود الخدماتية يعطينا إشارة في انخفاض الانتاج السلعي ( الرأسمالي ) , مما يجعلنا أن نفهم ان الدول الرأسمالية السابقة ليست رأسمالية اليوم و هذا يعني ليست إمبريالية . و تلك هي الإحصائيات لصعود الخدماتية في الدول الرأسمالية السابقة اليوم :

الولايات المتحدة الأمريكية :
(الإنتاج الوطني "زائد الخدمات " ) : 15 ترليون
( القطاع الصناعي ) : 19.2% من مجمل الانتاج الوطني
( قطاع الخدمات ) : 79.6 % من مجمل الانتاج الوطني
( الديون الخارجية ) : 14 ترليون
: و بما أن العمل في قطاع الخدمات لا يعد عملاً منتجاً يضيف شيئاً في الثروة الوطنية , هذا يعني ان الانتاج الوطني الحقيقي يعادل 3 ترليون .

المملكة المتحدة :
( الإنتاج الوطني "زائد الخدمات " ) : 2 ترليون
( القطاع الصناعي ) : 21.5% من مجمل الانتاج الوطني
(قطاع الخدمات ) : 77.8% من مجمل الانتاج الوطني
( الديون الخارجية ) : 9.8 ترليون
(الإنتاج الوطني الحقيقي " من دون الخدمات " ) : 444 مليار

فرنسا :
(الإنتاج الوطني "زائد الخدمات " ) : 2,6 ترليون
( القطاع الصناعي ) : 18.3% من مجمل الانتاج الوطني
(قطاع الخدمات ) : 79.8% من مجمل الانتاج الوطني
( الديون الخارجية ) : 5.6 ترليون
(الإنتاج الوطني الحقيقي " من دون الخدمات " ) : 525,2 مليار

هذا الطراز من الاقتصاد ينتمي إلى الطبقة الوسطى ( البرجوازية الصغيرة ) و ليس إلى الطبقة البرجوازية , الطبقة البرجوازية الكبيرة ( الرأسمالية ) مصدر ربحيتها هو (( فائض القيمة )) الذي يعتبر (( عمل منتج )). الطبقة الوسطى تقوم بإنتاج فردي ( خدمي ) , و نمط الانتاج الشائع اليوم هو نمط انتاجها , الذي في الحقيقة غير مستقر .

لماذا غير مستقر ؟

أولاً لأن الاقتصاد هذا دخيل , كان من المفترض بعد اضمحال الرأسمالية في مراكزها الأساسية أن تقوم الاشتراكية , و لكن مما عرقل هذا التحول هو في الحقيقة الإنقلاب العسكري في الاتحاد السوفييتي في 1956 الذي عبر عن مصالح الطبقة الوسطى ( البرجوازية الصغيرة ) و ليس البروليتاريا . هذا الاقتصاد القائم اليوم يعيش بالكفالة , أو بالأحرى الولايات المتحدة ( المسيطرة اقتصادياً و عسكرياً ) تعيش من خلال أنبوب الكفالة و المديونية , طبع الدولارات بشكل لا يصدق يخفض من قيمة الدولار مما يجعل الصين تقوم بكفالة الدولار, هكذا هو حالة الترهل التي تعيش فيه الولايات المتحدة .

ثانياً هذا الاقتصاد قائم على اللصوصية , الدول الرأسمالية السابقة اليوم ترفع السلاح من أجل أن تمدد فترة عيشها , ترفع السلاح بوجه كل من يشك في قدرة الدولار المزيف.

أغلب دول العالم ربطت نفسها بالدولار بعد منتصف السبيعينات , و لا يمكنها ان تنفصل عنه , حيث السوق العالمي يتعامل بالدولار بشكل خاص. فالارتباط بالدولار وثيق و من الصعب الإنفصال عنه .

السؤال الراهن و المهم هل سيستمر هذا الطراز من الاقتصاد ؟ هل هذا الترهل و الوهن و الضعف الذي نشهده اليوم في التركيبة الاقتصادية العالمية تشير لنا أن هذا الاقتصاد ممكن أن يستمر ؟
الاقتصاد الذي نراه اليوم لا ينتج ثروات بل على العكس يستهلكها , الولايات المتحدة , على سبيل المثال , تستدين لتعيش لشعبها يعيش , و في الحقيقة 19% فقط من الانتاج المحلي للولايات المتحدة هو انتاج صناعي-سلعي , و هذا يفسر لماذا تستدين الولايات المتحدة.

و هذه مسألة مهمة جداً في التشكيلة الاقتصادية المعاصرة , هذا الاقتصاد غير مستقر و غير ثابت و من الصعب جداً الإدعاء أن هذا الشكل من الاقتصاد سيستمر لوقت طويل .


عقيل صالح .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الرفيق المحترم عقيل صالح
ادم عربي ( 2013 / 5 / 17 - 20:21 )
الرفيق المحترم عقيل صالح
مقالك اليوم جميل وحسنا تطرقت الى نمط الانتاج العالمي الذي لا يُنتج ثروة ...لكني لا اتفق معك بعدم امبريالية امريكيا ، فامريكا اليوم اعظم قوة امبريالية والوحيدة في العالم فتحول انتاج العالم الى انتاج خدمات يستوجب عدم وجود اي اقتصاد او نواة اقتصاد خارجة عن هذا السياق في العالم او اقتصاد مستقل ، والا كيف تقوم امريكا بتوظيف العالم لاستمرار هذا النوع من الانتاج والذي حتما التحول عنه سيقود الى الاشتراكية ، فامريكا عسكريا وسيطرتها على البنك الدولي والمنظمه الدوليه هي مسير احوال العالم عن طريق فرض دولارها الذي هو سلعتها الوحيدة .....تحياتي لك


2 - الرفيق عقيل/تكملة
ادم عربي ( 2013 / 5 / 17 - 20:43 )

فالولايات المتحدة تقوم بحماية سلعتها الوحيدة والاحتكاريه وهي الدولار ، فالولايات المتحدة المنتج الوحيد( لسلعة الدولار) ، وهي بحاجة لضمان اسواقها احصريه وهو العالم ، وبالتالي هي امبريالية تفتح اسواق العالم امام سلعتها


3 - إلى الرفيق العزيز آدم عربي
عقيل صالح ( 2013 / 5 / 17 - 22:05 )
اشكرك على مرورك و مساهمتك التي بلا شك تعتبر اثراء للموضوع.

الإمبريالية تقوم على تصدير فوائض الإنتاج ,ايّ,المركزالدولة الامبريالية يوجد فيها فائض في الانتاج و ليس شح في الانتاج , الإحصائيات تثبت أن الولايات المتحدة تواجه شح في الانتاج , فهي بذلك لا تصدر فوائض انتاجها , بذلك من الصعب جداً إعتبار الولايات المتحدة إمبريالية .

اعتقد الولايات المتحدة تسمى إمبريالية -اليوم- مجازاً لأن عملتها هي المسيطرة , و لأنها تلعب دوراً عسكرياً بارزاً على الصعيد الدولي , و إعتبار ان الإمبريالية تعني التوسع العسكري فقط هو خطأ فادح , هذا ما أكده لينين في نقده لكاوتسكي الذي اعتبر ان الإمبريالية هي فقط سياسة التوسع, لينين أكد على ضرورة ربط سياسة و اقتصاد الامبريالية و عدم فصلهما . ليس كل توسع عسكري يمكننا ان نضعه تحت خانة -امبريالي- فالإسكندر الاكبر لم يقود حملة امبريالية
نالهيمنة الامريكية لا تعني مطلقاً أنها امبريالية , لئن اردنا ان نقول عكس ذلك فيجب علينا أ نثبت ذلك اقتصادياً. الولايات المتحدة تستخدم السلاح فقط لتمدد فترة عيشها و ليس لتصدير سلعها و منتوجاتها.

تحياتي,اشكرك على العدول عن قرارك بالإنسحا


4 - الرفيق المحترم عقيل صالح
ادم عربي ( 2013 / 5 / 17 - 23:01 )
الرفيق المحترم عقيل صالح
اتفق مع مظم ما اتيت به ، لكن الولايات المتحدة اليوم وفي ظل نمط الانتاج السائد هي حجر الغالق في بناء القبة وجودها كما هي انقاض للبشريه والهاويه ، ثم ذكرت ان هناك سلعة نادرة غير معهودة وتعتمد على الحالة اولى وهي الدولار ، امريكا منتج لسلعة الدولار المزيف الذي مصير العالم مرتبط به فامرياليتها من نوع خاص ليس له علاقة بتصدير السلع الفائضه او تصدير راس امال المالي وانما بحماية ماهو موجود والحفاظ علية ، اليوم الوضع في المراكز الراسماليه كارثي تركز الثروة بفئة قليله مقابل بؤس الغالبيه وهذه الفئه الغنيه تضارب في البورصات معفاة الضريبه وتحقق ارباح خياليه ...فما هو الحال اذن؟ هل ثورة استراكيه على البرجوازيه والطبقة الحاكمه وان لا يوجد علاقات انتاج بين البروليتاريا ، فتحديد العدو الطبقي غير محدد ....تحياتي ك


5 - إعجاب
فؤاد النمري ( 2013 / 5 / 18 - 05:14 )
أعبر عن إعجابي بالعمق الماركسي الذي تناول به الرفيق صالح هذا الموضوع الجذري في علم السياسة رغم احتفاطي ببعض الملاحظات
ـ الإمبريالية تشمل تصدير السلع كما تصدير رؤوس الأموال
ـ انهيار الرأسمالية كان بسبب فقدان مراكز الرأسمالية لمحيطاتها
ـ معاهدة بريتون وودز جاءت نقضاً لسياسة هتلر لإصدار المارك غير المغطى حيث استوجبت كفالة العملات بالذهب وهو ما يمنع الدولار من أن يكون العملة الملك . ما جعل الدولار ملك العملات هو إعلان رامبوييه 1975 وقد أفلست الولايات المتحدة جراء حربها على فيتنام
ـ الإنقلاب على الاشتراكية وقع في العام 1953 . بدأ بتسميم ستالين في 28 فبراير 53 ثم بإلغاء توسيع المكتب السياسي إلى 24 عضوا في 6 مارس قبل دفن ستالين وفي سبتمبر 53 كان القرار الأخير وهو إلغاء الخطة الخمسية التي فصلنا فيها قبل أيام . إنقلاب يونيوه العسكري 57 وطرد البلاشفة من المكتب السياسي كان لضمان عدم العودة إلى الاشتراكية

أقول للرفيق آدم أن الولايات المتحدة وبسبب نظامها في الانتاج لم تعد ولن تستطيع أن تكون دولة إمبريالية وهي اليوم أكبرمدين في العالم وأكبر مستورد للسلع ورؤوس الأموال وعلى وشك إعلان إفلاسها


6 - إلى الرفيق العزيز فؤاد النمري
عقيل صالح ( 2013 / 5 / 18 - 11:43 )
أشكرك على مرورك و تعليقك رفيقي العزيز ..
حسناً فعلت بدرج تلك الملاحظات المهمة التي بلا شك تثري موضوعنا الأساسي , كان يجدر بي ان أضيف تفاصيل أكثر , و الحق انني اردت الابتعاد عن التفاصيل خوفاً من تهمة الإسهاب و التكرار , مثلاً في معاهدة بريتن وودز و الانقلاب على الاشتراكية. فقدان مراكز الرأسمالية محيطاتها بلا شك تعني انهيار الرأسمالية , حيث الرأسمالية لا يمكنها ان تكون إلا عالمية.

أكرر شكري رفيقي العزيز و اشدد على اهمية ملاحظاتك التي درجتها , كل المودة و المحبة .


7 - إلى الرفيق العزيز آدم عربي : حول مسألة الإمبريالية
عقيل صالح ( 2013 / 5 / 18 - 12:07 )
الولايات المتحدة يمكنها أن تكون قوة عسكرية عالمية و لها عملة مسيطرة لكن هذا لا يعني انها إمبريالية , الولايات المتحدة لا ترفع سلاحها من أجل تصدير رؤوس أموالها و سلعها بل من أجل ان تمدد فترة عيشها , ترفع السلاح لتقول للناس ثقوا بعملتي الزائفة. الولايات المتحدة اصبحت تستورد ما يعادل 3 ترليون و أكثر دولة تصدر سلع و رؤوس أموال للولايات المتحدة هي الصين. ديون الولايات المتحدة وصلت إلى 15 ترليون , بينما هي تنتج ما يعادل 3 ترليون فقط , كل تلك الدلالات تشير إلى ان الولايات المتحدة ليست رأسمالية و بذلك لا يمكنها ان تكون امبريالية. الإمبريالية لها وصفة خاصة أو FORMULA خاص لا يمكن استبداله , فلهذا اشدد على القول ان استخدام تعبير -الامبريالية- ليس سوى استخدام مجازي Metaphorical Expression لقوة الولايات المتحدة العسكرية.

تحياتي , كل المودة و المحبة.. أشكرك على اثراء هذا الموضوع .


8 - تحية
عذري مازغ ( 2013 / 5 / 18 - 14:26 )
شرحت الأمر أفضل بكثير من الأستاذ فؤاد النمري، لكن مررت على لينين مرور الكرام، ماذا كان دور تصدير الأموال إلى الخارج؟ وماذا يعني عمليا حماية ذلك المال بالحديد والنار كما أشرت، ماذا يفعل المال المملوك لهم هناك؟؟ أليس تصدير الأموال هو في نفس الوقت شكل من أشكل الإستثمار المرهون لتك الدول؟ ثم ماذا تلى الأمر؟ أشرت إلى دور السلع في التصدير ثم قفزت على مسالة مهمة للغاية هي لماذا أفضلية قطاع الخدمات في أوربا على القطاع الصناعي وكأن المال المصدر للإستثمار لا يلعب دورا في تعويض السلعة، بمعنى أليس دوره هو إزاحة خطر الطبقة العاملة إلى الهامش أي خلق مصانع منتجة في الهامش والإكتفاء بما يضمن السلم الإجتماعي في الداخل،
اشكالية موت أو عدم موت الرأسمالية لا تحلل فقط فيماذا كان يلعبه المركز الرأسمالي وماذا صار، بل تناقش في إطار بنيوي معقد، يناقش في إطار كونيته، فالصناعات الرأسمالية في المركز أفرغت لتحتل الهامش بحثا عن اليد العاملة الرخيصة، ثم إن مفهوم الدولة الرأسمالية الذي يستصاغ من هذا المقال أو مقالات فؤاد النمري،هو مفهوم غامض بمعنى أنه يحيل إلى رأسمالية الدولة وليس إلى كونها دولة لرأسماليين


9 - تتمة
عذري مازغ ( 2013 / 5 / 18 - 14:43 )
وعليه يمكن الإستنتاج اعتمادا على رصد الإقتصاد الخدماتي ، مقارنته بالإقتصاد الصناعي على أن الرأسمالية لم يعد لها وجود، في الوقت الذي تهيمن الشركات الأمريكية على العالم، أي انه لا تخلوا دولة ما من وجود فرع من فروع شركاتها، وهذه الشركات لاتعمل في الولايات المتحدة تجنبا للمشاكل البيئية والإجتماعية داخلها، لكنها توفر كل السلع وكل الحاجيات لسكانها، (كل المواد الإستهلاكية موجودة بالولايات المتحدة وبوفرة)ـ فهي تشغل العالم في الإنتاج وتكتفي في المركز بالخدمات
هناك أيضا إشارات أخرى تحيل على التناقض في فهم الدين العام، فالولايات المتحدة مدينة ماليا للدول، لكن أغنياءها الرأسماليون غير مدينون، وهنا تكمن مشكلة الخلط بين كون الدولة رأسمالية وكونها دولة رأسماليين وهو ما تسعى إليه الطبقة الرأسمالية للتخلص من مسؤولياتها تجاه الدولة وبالتالي تجاه المجتمع
عموما أشكرك على هذا المقال الواضح جدا


10 - إلى الرفيق عذري مازغ
عقيل صالح ( 2013 / 5 / 18 - 21:58 )
أنا سعيد بإعجابك في طريقة شرحي, بالرغم انني اختلف معك حول رأيك في أن شرحي أفضل من شرح الرفيق فؤاد النمري الذي اعتبره استاذ لي و اعتبر كتاباته مساهمة جداً في تسليط الاضواء على الصراع الطبقي في الاتحاد السوفييتي و انهيار الرأسمالية في السبعينات . الدولة حسب المفهوم الماركسي ليست سوى جاهز قمع طبقي , ففي الرأسمالية الطبقة الحاكمة هي الطبقة البرجوازية ,في أي مجتمع الدولة تقودها الطبقة الحاكمة و نمط انتاجها هو الذي يسود , فأي عمل تقوم به الدولة فهو في مصلحة الطبقة التي تقودها. التوسع و البحث عن الاسواق الأخرى هو إفي صالح الطبقة الرأسمالية. في الإمبريالية , المركز الإمبريالي يصدر رؤوس الأموال و السلع إلى الطرف الإمبريالي بينما يتم في الطرف الامبريالي انتاج المواد الخام إلى المركز الذي يقوم بإرسالها مرة أخرى.اليوم الولايات المتحدة تقوم بإستيراد رؤوس الأموال و السلع و ليس تصديرها , هذه العملية تعني ان الولايات المتحدة غير إمبريالية. يتبع..


11 - إلى الرفيق عذري مازغ 2
عقيل صالح ( 2013 / 5 / 18 - 22:26 )
انتقال الشركات الرأسمالية من المراكز إلى الأطراف لم يكن بشكل طوعي , بل تحت ظروف معينة التي نستطيع أن نحددها تحت خانة -انهيار الرأسمالية و صعود الخدماتية- الولايات المتحدة توفر الحاجيات لشعبها عبر الاستدانة و ليس عبر الانتاج , و هذا ما يعارض المبادئ الأولية للنظام الرأسمالي. لماذا ستقوم المراكز الرأسمالية بنقل الانتاج إلى الاطراف و الاحتفاظ بالخدمات ؟ الرأسماليون يحاولون دائماً تقليل من القطاع الخدمي , العمل في القطاع الخدمي هو غير منتج للثروة .

اشكرك على مرورك و تعليقك ..


12 - سؤال لو تسمحون
جلال البحراني ( 2013 / 5 / 18 - 22:56 )
مستمتع و مستفيد بهذا الموضوع و النقاش القيم
سؤالي،، إن كانت الإمبريالية ماتت و الرأسمالية انهارت،، فتحت ظل أي تشكيلة اقتصادية و اجتماعية نعيش الآن


13 - استفسار
رائد عودة ( 2013 / 5 / 19 - 11:35 )

تحياتي لك رفيق على مقالك العلمي ولكن لي بعض الاستفسارات، الامبريالية تقوم بالحروب من أجل فتح أسواق جديدة لسلعها، وحسب تعبير استاذنا النمري الصين اليوم هي الدول الرأسمالية بامتياز، ولكن ما نشاهده أن الولايات المتحدة قامت بثلاث حروب خلال عقد واحد (العراق، افغانستان واخيرا ليبيا بينما الصين لم تخض أي حرب من أجل فتح أسواق جديدة ومن المعلوم حسب شرحكم عن الامبريالية انها هي التي تخوض الحروب من أجل السيطرة على الثروات وفتح الأسواق فكيف يمكن تفسير هذه المعضلة والتي عندما اسئل عليها لا اجد اجابة شافية لها ارجو من الرفيق صالح الاجابة وان يكون حليما فيما يتعلق باستفسارتي التي ممكن أن تكثر
وشكر جزيلا لك مرة اخرى


14 - إلى الرفيق جلال البحراني
عقيل صالح ( 2013 / 5 / 19 - 12:23 )
أشكرك على متابعتك و اهتمامك للموضوع ..

العمل في الاقتصاد الخدماتي غير منتج للثروة , أيّ لا ينتج ((فائض القيمة)) و بذلك لا ينتج ((رأس المال)) , هذا الإسلوب الانتاجي هو أسلوب الطبقة الوسطى , و بهذا , إذ كان هذا النمط من الانتاج هو السائد اليوم فهو نمط انتاج الطبقة الوسطى.

هذا النوع من الاقتصاد يسود في الدول الرأسمالية السابقة , مما يجعلها (الولايات المتحدة كمثال) تستدين بشكل كبير لتوفر الحاجيات لشعبها . و لهذا صفة ((غير مستقر)) يقع على هذا النوع من الاقتصاد السائد اليوم.

صعود الاستهلاكية في الدول الرأسمالية السابقة أفرزت مما يسمى اليوم بدول ((الرفاه الاجتماعي)) التي أخذت -الخط الثالث- ما بين الرأسمالية و الاشتراكية , و الاستهلاكية طبعاً لا تنتج اسباب عيش الناس لأنها تستهلك الثروة أساساً و لا تنتجها.


15 - إلى الرفيق رائد عودة
عقيل صالح ( 2013 / 5 / 19 - 14:18 )
اشكرك على متابعتك ..

لنفهم اي حرب لا بد من فهم أي طبقة تمول هذه الحرب , و يجب فهم هذه الحرب سارية لمصلحة أي طبقة. حرب الولايات المتحدة على ((العراق)) و ((أفغانستان)) ليست حرباً إمبريالية , لأن الحرب الإمبريالية لها خصائصها , و الحرب على ((العراق)) و ((افغانستان)) لا تشمل تلك الخصائص, الولايات المتحدة حذرت صدام حسين منذ 2002 بإجراء عسكري إذ لم يقف عن إنتاج أسلحة الدمار الشامل بتفويض من الأمم المتحدة, و الحرب على أفغانستان هي حرب دفاعية كردة فعل لهجمات 11 سبتمبر بقيادة حكومة طالبان . فإذا تمعنا هنا نستطيع ان نرى ان هذا الطراز من الحرب ليست حرب إمبريالية , أيّ لم يكن غرضها تصدير رؤوس الأموال و السلع و البحث عن المواد الخام . الصين ليست رأسمالية فلا يمكنها أن تكون إمبريالية ,الصين تتبع اسلوب الإنتاج الرأسمالي و لكنها ليست رأسمالية , الصين تكفل دولار الأمريكي الزائف على حساب الطبقة العاملة الصينية التي هي في المقام الأول التي تنتج حاجيات الشعب الأمريكي التي تقدمها الصين للولايات المتحدة على شكل ديون.

لك الحرية عزيزي رائد في عدد استفساراتك , كل الشكر لك .


16 - إلى السيد رائد عوده / تعليق 13
فؤاد النمري ( 2013 / 5 / 19 - 14:27 )
أنت يا سيد تنسب إلي ما أعارضه
إقرأ مقالتي معترضاً على الرفيق علي الأسدي عندما كتب عن رأسمالية الصين في الحوار المتدن العدد 4007
ومقالتي -الصين وروسيا لن يعودا إلى التظام الرأسمالي- في الحوار المتمدن العدد 4000
وبالمناسبة فإن من يدعي بأن حرب أميركا في العراق وفي أفغانستان حروباً
استعمارية فإنما هو مفلس سياسياً
الاستعمار عملية إقتصادية وهاتان الحربان خلو من كل عملية إقتصادية رأسمالية

اخر الافلام

.. الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا


.. الشرطة الأميركية تعتقل عدة متظاهرين في جامعة تكساس




.. ماهر الأحدب: عمليات التجميل لم تكن معروفة وكانت حكرا على الم


.. ما هي غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب؟




.. شرطة نيويورك تعتقل متظاهرين يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة