الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ضحايا نسياننا

ساطع راجي

2013 / 5 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


في الشهر الماضي تعرضت أربع صحف عراقية في "عز النهار" وفي قلب العاصمة لهجوم قامت به مجموعة مجهولة ورغم التواجد الامني الكثيف الا إن أحدا لم يعترض طريق تلك المجموعة وهي تتنقل من بناية جريدة الى أخرى، وبعد كل الشجب والادانات والحديث عن لجان وتحقيقات ذهب كل ما حدث الى المجهول، هذه الحادثة ليست استثنائية ولا فريدة فنحن نشهد في هذا البلد (الآمن المستقر) الكثير من هذه الاعتداءات وأحيانا تطال أماكن أشد تحصينا مثل السجون ومديرية مكافحة الارهاب ووزارة العدل حتى، واذا كانت كل هذه الهجمات تنسى بسهولة فالجدير بنا أن نتوقع تكرارها، حيث لايعرف الجناة ولا يعاقب المتساهلون والكسالى ولا تتغير الخطط والاجراءات الامنية، ولذلك استبيحت دماء الايزيديين في زيونة وبعدهم استبيحت دماء في احياء شرق بغداد والكاظمية وقبلها في العامرية وفي كل خارطة البلاد الدامية، سيبقى الحال دائما على ما هو عليه لأننا مواطنون طيبون وبلا حيلة نستسلم بسرعة للنسيان ونبقى ننتظر ببعض القلق الجريمة التالية ونتسلى خلال ذلك الوقت بتصريحات بائسة وخلافات شخصية لمنتحلي الزعامة وبعض البرامج الرخيصة، ننتظر موتنا وإهانتنا باستسلام، حتى ينقض المجرم ثانية علينا، ويأخذ ما يجده في طريقه من أرواح، ويبدو إن هذا المجرم الاخطبوط الشبحي صار يشعر بالملل من كسلنا ولا مبالاتنا به لذلك هو ينوع من فعالياته، ويغير خرائطه ومناطق عمله، وأهدافه ومواعيده وأساليبه، لكننا صامدون في خندق التجاهل، لا يهزنا دم الضحايا الذين قد نكون بينهم في وقت قريب، لا يحركنا الخراب الذي تتركه أعمال الارهاب، ولا تؤثر فينا دموع أهل المغدورين الذين قد يلحق بهم أهلنا في أية لحظة، ولا نهتم بمساءلة أولئك اللاهين في حروبهم ومعاركهم الشخصية وجوعهم الذي لاينتهي للغنائم، نحن شعب إسطوري في لامبالاته التي صرنا نعتبرها إنتصارا هائلا على قتلتنا، وكأننا نردد تلك المقولة المعتوهة (خو ما تبخرنا)، وكأن الابادة الكاملة هي الحد الذي نستيقظ فيه على الكارثة، لكن حينها لن يكون هناك أحد، لن يكون هناك معنى للاستيقاظ.
نحن ننسى بسرعة، ننسى باستمرار، بينما الذاكرة القوية هي أساس التعلم وبالتالي هي أساس التقدم، الذاكرة هي البداية لتجنب السقوط مرة أخرى، والذاكرة لا تخزن معلومات فقط بل تخزن أيضا مشاعر، لكن من الواضح إن ذاكرتنا ضعيفة وإن مشاعرنا سريعة الذوبان، نحن لانحب هؤلاء الذين نبكيهم والا لماذا ننساهم بهذه السرعة ونحن ربما لا نحب أنفسنا أيضا والا لماذا ننسى الساعين الى قتلنا؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما الهدف وراء الضربة الإسرائيلية المحدودة في إيران؟|#عاجل


.. مصادر: إسرائيل أخطرت أميركا بالرد على إيران قبلها بثلاثة أيا




.. قبيل الضربة على إيران إسرائيل تستهدف كتيبة الرادارات بجنوب س


.. لماذا أعلنت قطر إعادة -تقييم- وساطتها بين إسرائيل وحماس؟




.. هل وصلت رسالة إسرائيل بأنها قادرة على استهداف الداخل الإيران