الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعوب التي تعيش معنا

نصيف الناصري

2013 / 5 / 19
الادب والفن












ما يتماثل مع نفسه ...





شعوب مجيدة تتحمَّل محنة الجفاف في البرّية وتربط رياح الله لإرادتها .
الزلاّت التي تتوجّس منها في الدروب المؤدية للهاوية ، تتحاشاها في صلاة
طويلة الى ما يتماثل مع نفسه في الطبيعة ، والتاريخ يتقدّمها في توكيده
ينبوعه معها ، ويلقي مشاعله باطراء عظيم لاعتدالها في إراحتها نفسها
بين النقائص التي تقتسمها مع أشياء الوجود . بصائر يتلاشى في زمردها
الانسان المدرك لذاته ، والوعي يراعة توأم تبغي في اعتيادها على المخاطر
الجوائز التي يتحمَّل ثقلها الزمان .






مشاركتهم الشر ...






نهار أدهم أمضيناه نزيح ما تصدَّع من نزاعاتهم . تفجيرهم لزهور عبّاد
الشمس في قيلولتنا ، يفقدنا كرامتنا وتحلّ الكوابيس خيوط قرابتنا لهم .
تعقّبهم للحمامة التي نطلقها باتجاه مركب نوح ، وإزاحتهم للملح من الأفياء
التي نوسّد عندها أرواح من ماتوا منّا . يثقل كواهلنا ويعجزنا عن ترويض
التطاول عليهم . ضآلة لا شعورية تعذّبهم في عدم التساوي معنا ، لكنّ
أضحياتهم التي تذوب حبّاً بالآلهة ، تلوذ في صمتها وتصلّي الليل كلّه الى
ما يعتقها من إيمانها . يمتنع الكمال عن اظهاره لماهيته لمن أفسدوا حياتهم
في مشاركتهم الشرّ خلطه بين الحصاة والريشة .






مماطلة الآلهة في وعودها ...






المتقلَّبون في نومهم وسيّر حيواتهم ، يستشيطون فزعاً من ذكرنا الفردوس لهم .
إمالتهم لزيفهم ومطابقته مع تقشَّفهم في كلّ شيء ، حيلة يحفرون الأذى فيها للغير ،
ويبالغون دائماً باتقان ما تعلَّموه من أسيادهم الذين يدسّون السقم في عظام الشجرة .
فزّاعات كثيرة بنيناها بين الأروقة المتحيّزة للنهار ، من أجل تجنَّب شرّهم . تدفّقوا
عليها يحزرون كيفية تطويبها لأفعالم التي لا تلتزم الحيطة من جنايتها على الموتى .
في دخيلة كلّ وقح منهم ، صلابة تنتهك البخار المغلي لانفجار الصاعقة ،
واحتفاظهم للفضيلة بعرنوس ذرة ، ذخيرة مكتفية بضآلتها من الحرمان في التعذيب .
يومهم الذي لا فاصل بين نهاره وليله ، يمرّ بتمثيلات شائنة لما ارتكبوه قبل النوم ،
ونحن لا نستطيع اقحام صلاتنا من أجل إزالتهم لعقابهم الذي ينتظرهم . قولهم أن
تقلَّبهم في مجتمع ذرّيتهم ، غاية ثورية للاحتياط من مماطلة الآلهة في وعودها
بالغفران ، تقاعس عن إيمانهم بكرامتهم الانسانية .





الشعوب التي تعيش معنا ...





مربيات شابات من شعب آخر ، أرضعننا ثمارهن المشابهة لعسل قوميتنا
والقحط والجفاف لا يظهران عيوبنا في مبارزاتنا للآخرين . مراعاتنا
للغريب التائه بين أطلالنا القديمة والترحاب به ، خصوصية تعلّمناها من
المربيات الجميلات ، وسمة خيّرة خُصصنا بها وحدنا . الشعوب التي تعيش
معنا في أرضنا ، تتمثّل الخيّر والجمال والصلاح دائماً ، لكن الازدواجية
التي تعاني ونعاني من وحشيتها . تزامن حيّ لفك الارتباط عن انسانيتنا .
تضاعف المعابد التي نفجّرها ونقتل فيها المصلّين ، وانتزاعنا من الآلهة
ما تَّتسم به من رحمة وغفران ، واختراعنا للطوائف العدوّة . إرث منحط
وتعوزه الاستقامة . ابداع في القتل والتمثيل بجثَّة الربيع ، وكلّما تقدّمنا في
السن . نعزّز اليقين الأجوف في ضمائر ذرّيتنا ، ونعلّمها الوشاية بالآخر أو
الاجهاز عليه في صلاته المرفوعة الى آلهتنا .


19 / 5 / 2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه


.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما




.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة


.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير




.. الفنان الراحل صلاح السعدنى.. تاريخ طويل من الإبداع