الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فكرا الصهيونية والماسونية وتأثيراتهما في أحداث العالم

خليل البدوي

2013 / 5 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


سألني صديقي: الكثير منا يسمع عن الماسونية ولا يعرفها، وربما يخلط بينها و بين الصهيونية وهل هناك فرق كبير؟
قلت: الصهيونية (بالعبرية: צ-;-י-;-ו-;-נ-;-ו-;-ת-;-) هي حركة سياسية يهودية،ظهرت في وسط وشرق اوروبا في اواخر القرن التاسع عشر ودعت اليهود للعودة إلى ارض الآباء والأجداد (إيريتس يسرائيل) ورفض اندماج اليهود في المجتمعات الأخرى للتحرر من معاداة السامية والاضطهاد الذي وقع عليهم في الشتات، وبعد فترة طالب قادة الحركة إلى إنشاء دولة منشودة في فلسطين والتي كانت على جزء من الأراضي التي تسيطر عليها الدولة العثمانية وقد ارتبطت الحركة الصهيونية الحديثة بشخصية اليهودي النمساوي هرتزل الذي يعد الداعية الأول للفكر الصهيوني الحديث الذي تقوم على آرائه الحركة الصهيونية في العالم وبعد تأسيس دولة إسرائيل أخذت الصهيونية توفير الدعم المالي والمعنوي وهناك طرف آخر يصفها بالأيدلوجية والعنصرية المتطرفة كطرد الفلسطينيين من أرضهم، وأول من استخدم مصطلح الصهيونية هو ناثان برنباوم الفيلسوف اليهودي النمساوي عام 1890 وقد عقد أول مؤتمر صهيوني في مدينة بازل في سويسرا ليتم تطبيق الصهيونية بشكل عملي على فلسطين فعملت على تسهيل الهجرة اليهودية ودعم المشاريع الاقتصادية اليهودية.
قال: والماسونية؟
أجبته: الماسونية يا صديقي هي حركة إلحادية تؤمن بأن الإنسان هو سيد الكون و أنه يستطيع تحدى الآلهة والتحكم في الأقدار، وليس لها وطن ولا دين لذا فهي أكثر خطورة، نشأت من أزمنة سحيقة و مستمرة حتى الآن و لكنها تتطور عبر الزمان.
والماسونيين يتعايشون معنا و يوجهون جهودهم ضد كل الدول و كل الأديان و كل الشعوب. الماسونية " ليست تنظيما سريا و لكنه تنظيم ذو أسرار " له أهداف ظاهرية عظيمة تستعمل كغطاء مثل: الحرية - العدالة - المساواة - الإنسانية، و لكن الأهداف في حقيقتها هي الهيمنة التامة على العالم بجميع مناحيه ولا يعرفها إلا مجموعة بسيطة منهم تسمى (النخبة أو الطبقة المستنيرة) التي تدير العالم بأسره.
ويتوزع أعضاء التنظيم الماسونى في شكل هرمي يتكون من درجات متعددة وتتم الترقية من مرتبة إلى أخرى حسب قيمة الخدمات التي يقدمها العضو كما انه كلما ارتقى العضو أكثر أصبح أكثر إطلاعاً على حقيقة أكبر الأمر الذي لا يتوفر له في المراحل المبكرة.
وتتم الدعوة للشخص المستهدف من خلال عضو ناشط و يتم انتقاؤه تبعا لقدرته على التأثير فى المجتمع لمكانته المرموقة أو فكره المستنير و عادة ما تكون البوابة هى المنظمات الخيرية، وتقوم الحركة على المنفعة المتبادلة فتمنح الأعضاء المكانة و المال أو غيرها على أن تجندهم لخدمة الأجندة الماسونية بنوع من الابتزاز فيطلب من العضو تنفيذ تكليفات محددة مقابل حياته وحياة المقربين و عدم إفشاء أسراره فالعضو يظل عبدا لا يملك إلا تنفيذ ما يؤمر به و من الشخصيات التي تم تصفيتها بالاغتيال الرئيس الأمريكي جون كنيدى – الأميرة ديانا – المغنى مايكل جاكسون. كما يتم تلقين العضو في المراحل الأولى إلى جانب المعارف الأساسية بعض العلوم الخاصة بالحركة الماسونية، وقد تناقلت الأفكار الماسونية عبر القرون الزمنية و لكن في عام 1390 كانت البداية الرسمية للماسونية العالمية بصدور النص الماسونى الأول وفي نهاية القرن 17 تم إنشاء منظمة الطبقة المستنيرة التي أعادت هيكلة الماسونية في شبكة عالمية واحدة مع وضع أجندة واحدة تحمل الخطوط العريضة للفكر التنويري وهو الشكل التي هي عليه الآن.
قال: وإلى أي شيء يسعى النظام الماسوني؟
قلت: يسعى إلى إرساء قواعد حكومة مركزية تمثل النخبة و تدير العالم كله و تتبعها 3 حكومات فرعية : - أمريكية – أوروبية – باسيفيكية، وتسيطر على الحياة الإنسانية بكافة مناحيها على نطاق واسع. تعمل الحكومة المركزية على الأخذ بيد العالم نحو عصر جديد ومرحلة جديدة لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية ينقسم فيها العالم إلى طبقتين بينهما هوة شاسعة الأولى : هي النخبة وهي بدورها مقسمة هرمياً ولا تمثل إلا شريحةً ضئيلةً جداً على مستوى عدد سكان العالم أما الثانية : فهي العوام أي طبقة القطعان البشرية المستعبدة بكل ما تحمله الكلمة من معنى ورغم ذلك تعد هذه الطبقة المستعبدة أوفر حظاً من غيرها إذ أن الوصول إلى ذلك العصر لن يكون قبل أن تتعرض الإنسانية إلى حملة إبادة جماعية لحوالي 5 مليار فرد من أجل ان يحيا مليار واحد بمستوى دخل محترم و ذلك عن طريق الحروب العسكرية والكيميائية و النووية والجرثومية والفيروسية والهرمونية حيث أنهم يؤمنون بأن "الغاية تبرر الوسيلة" و يعاملون " البشرية غير النخبوية " معاملة الحيوانات لا رحمة ولا شفقة ولا إنسانية بينما لا يتمتع بمنافع النظام الماسونى إلا النخبة الحاكمة.
سألني: وماذا عن أركان النظام الماسونى الذي يرسخ ما يسمى بالعولمة:
قلت: 1- الهيمنة السياسية : افتعال الحروب والهزات السياسية غالباً ما تتمخض عنها حركات

انقسامية واستقلالية على نطاق واسع مثل الحرب العالمية الأولى و الثانية – اتفاقية سايكس بيكو – الحرب الباردة – مشروع الشرق الأوسط الكبير لتقسم العالم إلى دويلات صغيرة جدا فاقدة للحد الأدنى من سيادتها يكون خضوعها لحكومة عالمية موحدة أمراً لا مفر منه.
2- الهيمنة الاقتصادية: من خلال سيطرة الحكومة المركزية على الموارد و الأصول و رؤوس الأموال و ظهور عملة موحدة خاضعة لنظام بنكي الكتروني موحد يراقب إيرادات و مصروفات الأفراد فى العالم بأسره، وتكون العملة رقمية بمعنى أن ما يملكه الفرد من مال يكون مجرد رقم وسيكون للنظام المالي العالمي الحق في مصادرة رصيدك الرقمي إذا تجاوزت في مصروفاتك.
3- الهيمنة التكنولوجية : ولترسيخ الهيمنة السياسية والاقتصادية لابد من نهضة شاملة على جميع الأصعدة لا سيما علمياً وتكنولوجياً مما سيجعلها تثبت أقدامها بشكل أقوى.
4- الهيمنة العقائدية: تؤمن بأهمية وجود عقيدة دينية أو فكرية من اجل جمع الناس تحت لوائها من هذا المنطلق فهم يروجون للديانة التنويرية التى ابتكرتها عقول (النخبة) و لكنهم لا يؤمنون بها ولن يكون صعباً عليهم تحقيقها على أرض الوقع عندما تكون هذه الديانة مقترنةً بثورة علمية ونظريات جديدة في فلسفة الوجود.
سألني صديقي: وعلى أي شيء تقوم الديانة التنويرية؟
أجبته: تقوم الديانة التنويرية على وجود قوتين متضادتين و هما (أدوناى) وهو من أسماء الله عند اليهود و يعتقدون انه إله الشر و الظلام و اضطهاد العلم والمنتصر حتى الآن و (لوسيفر) اله النور و العلم و الحرية و لذا فهم يتمردون على (أدوناى) و قرروا مساندة (لوسيفر) الذى يحقق لهم كل ما يريدونه و يسعون لكسب تأييد ضعاف الإيمان من أصحاب الديانات الأخرى من خلال التحكم في مصائرهم و ذلك لتعزيز موقف (لوسيفر) و من ثم رضاؤه عنهم كي يساعدهم على الانتصار النهائى على (أدوناى) الذي لا يرضون عنه ليحكم ( لوسيفر) الأرض و يقيم الجنة و النار و يكون الخلود في الجنة للتنويريين و من هنا استباحوا استعباد و ذل و إبادة الآخرين الكافرين بديانتهم.
قال: وسياسة النخبة؟
قلت: تقوم سياسة النخبة على الالتفاف على الجماهير والتلاعب بعقولها ومشاعرها فتستمد شرعية كل خطوة تقوم بها في برنامجها من رغبات الجماهير أنفسهم وتبني كل مرحلة جديدة ضمن مخططها على قاعدة جماهيرية واسعة النطاق حيث انها تؤمن أن الطاقة البشرية هي الأساس ولا توجد قوة في العالم قادرة على إخضاع الجماهير بقوة السلاح أو التكنولوجيا ولا يمكن إخضاع الشعوب طالما أنها تمتلك الإرادة, حتى الاحتلال يحتاج إلى قاعدة جماهيرية في البلد المحتل إلى جانب قبولاً من الرأي العام العالمي. فكر الماسونية مبنى على أساس أنه لا يمكن أن ينجح احتلال معتمدا في غزوه على القوة العسكرية فقط، إنما ينجح عندما يغزو عسكرياً وفكرياً وإعلامياً في آن واحد.
لكن هذه القوة تمثل سلاحاً ذا حدين، فإما أن يستطيع الشعب تسخير تلك القوة لصالحه، فإن ذلك يعني بأن هذا الشعب “سيستجيب له القدر” وسيتمكن من قيادة نفسه وتحقيق مصالحه وصناعة المعجزات أما عندما يتم تجريد الشعب من “وعيه”، فإن تلك الطاقة البشرية ستتحول إلى مجرد “قطعان بشرية” تمتلك قوة التأثير ذاتها لكنها تفتقد التوجيه تائهة لا تعرف طريقها. عندها ستحتاج تلك القطعان البشرية إلى راع يقودها، وهنا يأتي دور العقول النخبوية الخبيثة التي ستستلم مكانها في قيادة تلك الجماهير فتسوقها وتستغل قوتها من أجل تحقيق مصالحها لا مصالح الجماهير المساقة، ومن أجل حربها ضد هذا الوعي الجماهيري، تسخر الماسونية العالمية كافة الأدوات المتوفرة لديها، من خلال سيطرتها على الإعلام العالمي، وتغلغلها ضمن المحافل الدينية، وإشرافها على وضع المناهج التعليمية والتدريسية في كل أنحاء العالم، وقيامها بزرع النظريات السياسية والدينية والعرقية والطائفية المتطرفة في وجدان الجماهير من خلال الأحزاب والتيارات المختلفة في كل مكان من هذا العالم. وبعد أن تنجح الماسونية العالمية في سلب الجماهير وعيها، وتحويلها إلى مجرد قطعان بشرية منساقة، خلف إعلامها ونظرياتها المتطرفة التي زرعتها، يأتي هنا دور النخبة في توجيه تلك القطعان البشرية على الشكل الذي تريده، من أجل تحقيق غاياتها وتنفيذ سلسلة المراحل المتتالية من خلال مجموعتين رئيسيتين تندرج تحتهما كل السياسات المتبعة:
1- سياسة الداء والدواء:
يقوم النخبة بخلق مشكلة ما ومن ثم يلقون إلى الجماهير بالحل الذى يتحول هذا الحل بدوره إلى مشكلة لاحقاً ثم يأتي دور النخبة في الإلقاء مرةً أخرى بحبل النجاة، وتستمر هذه السلسلة إلى ما لا نهاية فعلى سبيل المثال تصنع الأنظمة الديكتاتورية والفاسدة لتحرض على الثورة ضدها في وقت لاحق عن طريق دعمها لتلك الأنظمة الفاسدة ثم يبدأ الاستياء الشعبي وتتصاعد أصوات الجماهير فتطيح تلك القوى الكبرى بذلك النظام الاستبدادي لتستبدله بنظام عميل من نوع آخر أي أنها تلتف على الجماهير بطريقة خبيثة فيكون النظام الفاسد الصغير قد سقط و يحل مكانه الفاسد الأكبر بل إنه سيظهر في ذلك الوقت بمظهر المنقذ الذي أنقذ الجماهير من جلادها.
وسيصل هؤلاء بالعالم إلى حالة من الفوضى لا مثيل لها على مر التاريخ وإلى مرحلة من الصراعات العالمية الكبيرة والصغيرة، الخارجية والمحلية، سيتحول العالم إلى غابة حقيقية، تتصارع فيها القوى العالمية الكبرى من جهة، والأقاليم المصغرة من جهة أخرى، تبعاً لأحقاد سياسية وتاريخية ودينية وطائفية ومذهبية وعرقية وطبقية الخ..

قال: إنها “فوضى منظمة”؟
قلت: نعم أو كما يطلقون عليها "الفوضى الخلاقة" سيأتي بعدها دور النخبة في توليد النظام من الفوضى، هذا النظام هو " النظام العالمي الجديد " الذي سيخضع تلك الغابة إلى سيطرته التامة فهو وحده القادر على أن يلعب دور المنقذ ويعيد الأمور إلى نصابها. ستنعكس تلك السياسات على الاقتصاد العالمي, تستدين الدول إلى البنوك العالمية وتنهار البورصات و الأسواق و جميع العملات العالمية إيذانا بظهور قوة اقتصادية ماسونية واحدة والعملة الالكترونية الموحدة.

قال: وتقسيم الأديان؟
قلت: تقسيم الأديان أي تحويلها إلى تيارات سياسية مجردةً إياها من دورها الأساس الذي خلقت من أجله، كما تحرض على الفتن الدينية والطائفية والمذهبية، وساهمت في صناعة الحرب بين الدين والعلم، وبين الدين والمنطق.
2- سياسة القطبين، الموجب و السالب:
تقوم سياسة القطبين، الموجب والسالب، على خلق و تغذية خلاف معين، سياسي أو اقتصادي أو عرقي أو طائفي أو تاريخي، بين طرفين معينين، بغرض تحويلهما إلى قوتين حقيقيتين متصارعتين. ومن ثم تقوم الماسونية العالمية من خلال عملائها المدسوسين والمتغلغلين لدى كل من الطرفين بتصعيد حالة التوتر بين الطرفين، الأمر الذي يتزامن مع زيادة تسليحهما وتجهيزهما للمواجهة المنتظرة، ومن ثم يتم تلفيق حادثة ما، كحادثة اغتيال، أو تفجير، لتكون بمثابة الفتيل أو "القشة التي تقسم ظهر البعير "لزج الطرفين في حرب حقيقية مدمرة لكليهما، بعد أن يكون الطرفان قد وصلا إلى مرحلة يستطيع فيها كل منهما إيذاء الآخر لإبقاء شعوب العالم في حالة دائماً من الاقتتال استناداً إلى نظرية “فرق تسد”، فنلاحظ على سبيل المثال الكثير من الحماقة في تصرف الأجهزة الأمنية في بعض البلدان، في وقت تتعرض فيه لحملة تصعيد شرسة، وأزمة داخلية تزداد تفاقماً نتيجة هذه الحلول الأمنية. أي في الوقت الذي تتعرض فيه بعض البلدان لمؤامرة خارجية، نلاحظ أن ممارسات أنظمة تلك البلدان تساعد على إنجاح تلك المؤامرة.
إنما هي في الواقع أجندة تديرها منظومة سياسية عالمية واحدة، وعندما تريد هذه المنظومة تحقيق هدف معين، تتحرك من أجل هذه المنظومة جميع الآليات السياسية والاقتصادية والإعلامية في الداخل والخارج، ولدى جميع الأطراف. سوف نلاحظ غياب الموقف السياسي الوسط، والدين الوسط، والإعلام الوسط، وكيف أن كل من يتخذ موقفاً وسطياً يتم إقصاؤه أو تجاهله أو تحييده لأن التطرف هو دائماً القانون الأساسي في اللعبة.
الإعلام له الدور الأكبر في تجييش و تعبئة القطعان البشرية في فريقين لا ثالث لهما، فبغياب الإعلام الوسط، يجبر المشرفون على المؤامرة الناس على الرؤية بعين واحدة، وبالتالي رؤية وقائع متناقضة تماماً، تؤجج لدى كل منهما مشاعر الكره والبغض والانتقام والتخوين تجاه الآخرين ممن يخالفهم الرأي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي