الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجزائر: أين اختفى الرئيس؟

حداد بلال

2013 / 5 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


عجيب امر الكرة السياسة في الجزائر،تكاد رماح مسيسيها تقتل انفاس مضربيها لو وليت بناظريك الي مشارقها ومغاربها ومن شمالها الي جنوبها ستجد كلها تحمل هم واحدا بعين واحدة ترتقب وتتساؤل بين حين واخر دون ان تجد جوابا مقنعا لفضولها من ناحية غياب وليها الغائب الحاضر بلسان يعجل به مقربون من حضرة رئيسنا،وان كانت غالبية تلك التفضيلات والتساؤلات كلها تنصب حول سؤال واحد متمثل في اين اختفي الرئيس؟، بعدما اصبحت صحة الرئيس هي الاخرة محل استفهامات حيرت الشعب الجزائري.
وفي ضل ازيداد مدة غياب الرئيس بدات تتطوال الالسن حول التفكير المستعجل لايجاد من سيكون خليفة الرئيس بعده وبعد تقديمهم نماذج لرؤساء جدد،دون تاكدهم من صحة الرئيس ان كانت قادرة علي استكمال مشوار المضمار الرئاسي ام لا من جهة ومن جهة اخري دون مرعاتهم لمقدرة هؤلاء علي تقلد منصب بهذا الحجم،متناسينا بذلك ما حدث في بعض دويلات الربيع العربي بعدما سنة مطالب تدعوا بالتغير المسرع لاجل ابدال مرؤوسيهم القدماء كشرط اساسي لتحقيق التغير،وان كانت هذه المطالب في ضاهرها مطالب شعبية الا انها لاتبدوا كذلك في مضمونها لانها قد تنغوي في غرائز مطلبية لاطماع المعارضة في الاستخلاف علي مقاليد الحكم،والا بماذا نفسر نتائج الاستخلافات المستعجلة لمعارضة الغنوشي المستخلف لزين العابدين في تونس ومرسي لمبارك في مصر؟الذين لم يذيقا شعبهما سوي مرارة الفوضي والدمار المحطم لامال شعوبهم.
وعجيب العجاب مما تحمله الكرة السياسية الجزائرية من سياسيها علي انه بالرغم من التدهور الصحي للرئيس،الا ان بعض الساسة لا يزالون يتغنونا ويؤمنونا باغنية "العهدة الرابعة" لفخامته،مع انه هو بذاته صرح مؤخرا في احدي خطابته قبل مرضه بالحرف الواحد قائلا:"طاب جناني" ما يعني ايحاءا منه بطريقة غير مباشرة علي انه يستبعد ترشحه وانكم مطالبون بالبحث عن البديل عنه بدلا من الطواف عليه
وما زاد الطين بلة وبعيدا عن سياستنا الجزائرية ما قيل عن ذلك الجار الذي لا يصون اخاه الجار لمجرد مرض صاحب الديار،وهو ما قد راح يتسعرض فيه عضلاته بخرجاته الفلكلورية التي لا نستبعد في ان تختفي وتنتهي اوقاته التمثيله لمجرد ظهور الرئيس علي الساحة السياسية،وهو البارز فيما نراه اليوم من طرف حزب الاستقلال المغربي الذي يريد ان يشمث بنا من اجل بلوغه رقاب السلطة وكسب مرضاة الملك المغربي في مقابل طعن الاخوة بين الشعبين الشقيقن في زمام الصمت الجزائري المتواصل نتيجة مرض صحة الرئيس المستغلة من طرف هذا الحزب لاثارة المتاعب
ولم يكفنا هذا فقط ،بل زادنا الفراغ الذي تركه "الرئيس"لنا هما وراء هم من خلال ما يحدث في هذه الاونة بالذات من اضرابات في شتي القطاعات و احجاجات شعبية غطت احداثها معضم الولايات،فسببهما واحد يعود الي الشعار الذي يتفننوا فيه غالبية المسؤولين تحت عنوان "كل واحد يلعب لعبوا" لانه بالطبع ليس هناك من سيحاسبهم علي افعالهم فالرئيس غائب عنهم
ومن هذا وذاك فاننا قد نكون مقبلين علي ايام اشد وطئت من سابقتها التي كنا قد عايشناها من قبل،لاننا سنعاني من غياب حلقة مفقودة عنوانها "غياب الرئيس" الذي يزداد غيابه بزايدة طول موجة الاضرابات التي تشل شتي الاسلاك الوظيف العمومي والاحتجاجات الشعبية الراهنة دون نسيان بالذكرالحملات الشرشرة الخارجية المتواصة ضد السيادة الوطنية الجزائرية التي سنطالب بالمحافضة عليها بغياب الرئيس او بعدم غيابه من خلال التلاحم الذي عهدناه في شعبنا في ازمات شد رهبة منها الان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تكتل- الجزائر وتونس وليبيا.. من المستفيد الأكبر؟ | المسائي


.. مصائد تحاكي رائحة الإنسان، تعقيم البعوض أو تعديل جيناته..بعض




.. الاستعدادات على قدم وساق لاستقبال الألعاب الأولمبية في فرنسا


.. إسرائيل تعلن عزمها على اجتياح رفح.. ما الهدف؟ • فرانس 24




.. وضع كارثي في غزة ومناشدات دولية لثني إسرائيل عن اجتياح رفح