الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرب الحكومة والبرلمان

ساطع راجي

2013 / 5 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


دستوريا، البرلمان هو صاحب القرار النهائي في الموافقة على تشكيل الحكومة، وواقعيا، جميع كتل البرلمان تقريبا ممثلة في الحكومة بشكل أو آخر، لكن رئيس الوزراء نوري المالكي جمع الوزراء من حوله في صولة اعلامية ووجه انتقادات لاذعة للبرلمان لأنه يريد بحث الانهيار الامني الذي تعيشه البلاد منذ اسابيع، كما وجه المالكي اتهامات خطيرة للبرلمان تصل الى حد اتهام نواب بالمسؤولية عن اعمال العنف وحث النواب على مقاطعة الجلسة الطارئة لمجلسهم، رئيس الوزراء غير مقتنع بوجود سلطة رقابية ممثلة للشعب بأي درجة كانت ولا هو مقتنع بان من حق ممثلي الشعب (دستوريا على الاقل)، مناقشة أي شيء، هو يرى ان دور المجلس يقتصر على تأييد كل خطواته ومنحه كل الاموال التي يرغب في الحصول عليها دون متابعة صرف تلك الاموال ولا جدوى المشاريع التي تخصص لها.
البرلمان بدوره منقسم بسبب ولاءات النواب، انقساما اضاع الدور الاول والرئيس لهذه المؤسسة، وخاصة مع انفتاح باب المساومات الشخصية مع الحكومة التي تقبل بتحقيق كل مطلب شخصي وكل مصلحة فردية لأي نائب بشرط أن لايقوم بدوره الحقيقي، ومن هنا وجد بعض النواب ان التشهير والصراخ افضل وسيلة لاعلام الحكومة بانهم يريدون شيئا ما بينما انتهج آخرون سبيل الدفاع عن الحكومة في الحق والباطل حتى الرمق الاخير لضمان مصالحه، ولذلك لا تنتهي اي قضية نهاية مؤسسية دستورية ولا يدار اي ملف ادارة مهنية تحقق المصلحة العامة، وصار للبرلمان اداء شخصي يتمثل بنشاطات رئيسه اسامة النجيفي الذي رد على صولة المالكي الاعلامية بصولة مماثلة في أقل من 24 ساعة.
الحرب القائمة بين الحكومة والبرلمان ليست لها علاقة بأي أزمة معينة، بل ان هذه الحرب هي التي خلقت كل الازمات، والصراع هنا ليس على صلاحيات دستورية لأي من السلطتين، بل ان قوى سياسية ترى في الحكومة حصنها وساحتها وبيتها الذي يجب ان لايطلع عليه احد وان لايهتك اسراره أحد، وفي المقابل هناك قوى ترى في البرلمان بيتها وحصنها وساحتها، وبما إن رئيس الوزراء من طائفة ورئيس البرلمان من طائفة أخرى، فقد أصبحت المؤسستان في حالة مواجهة طائفية امتدت الى داخل الحكومة والبرلمان على السواء، فتمزقت المؤسستان، الانسحاب والرجوع من والى مجلس الوزراء حدث يومي تقريبا يشبه الانفجارات، وحالات اعلان مقاطعة الكتل لجلسات البرلمان والعودة لحضورها لا تقل عددا عن ملفات الفساد التي تضربنا كل إسبوع.
حرب الحكومة والبرلمان تعني ان القوى السياسية العراقية لا تؤمن فعلا بالديمقراطية او بالحياة الدستورية، ويبدو اننا دخلنا في حلقة مفرغة لأن قوانا السياسية لاتريد استكمال تشريعات ومؤسسات النظام الديمقراطي التي ستجبرها على الانسجام مع روح الديمقراطية التي أصبحت في صورتها المشوهة والفاسدة تنتج دمارا وتخريبا لايقلان عما ينتجه النظام الاستبدادي إن لم تتفوق عليه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسلتنا: مقتل شخص في غارة استهدفت سيارة بمنطقة أبو الأسود ج


.. مشاهد جديدة من مكان الغارة التي استهدفت سيارة بمنطقة أبو الأ




.. صحفي إسرائيلي يدعو إلى مذبحة في غزة بسبب استمتاع سكانها على


.. هجوم واسع لحزب الله على قاعدة عين زيتيم بالجليل وصفارات الإن




.. شمس الكويتية تسب سياسيي العراق بسبب إشاعة زواجها من أحدهم