الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حلم الطفولة الضائع...

بيان بدل

2013 / 5 / 22
الادب والفن


حلم الطفولة الضائع...
شاءت الاقدار بعد عشرين عاماً ان يعود بها الزمن الى الحلم الجميل ، حلم حضن الام وحضن المدينة .
وكانت جالسة في الصف الاخير من مركبة الاجرة العمومية تتأمل ذكريات الطفولة وكان قلبها يخفق اكثر وأكثر كلما اقتربت من محطة المنزل ، وما ان شارفت المركبة على الوصول اليها حتى بادرت بلهجة غريبة تختلط فيها مشاعر الحنين والرقة والحدة خوفاً ان لا تتوقف السيارة فتجتاز محطة الحلم بالقول توقف!!!.
وكان ان بادر غالبية الركاب الى الالتفات اليها بحركة بطيئة في ذهول من نبرة الاشتياق والحنين في صوتها الرقيق .
وتوقفت المركبة ونزلت منها وهي لا ترفع نظرها كي لا تسرق الحلم قبل الوصول اليه .
وما ان نزلت من المركبة حتى بادرت الى مليء رئتيها بكل ما تمكنت من جمعه من هواء مدينة الطفولة ،وسلكت طريقها نحو الحلم بخطوات واثقة وبفطرة طفولية تتأمل وجوه المارة وارصفة الشارع والزقاق الطويل وكأنها غائبة لعشرون عاماً وليس لأسبوع وما هي ألا دقائق حتى وصلت الى امام باب المنزل، بيت الحلم بيت الطفولة
وما ان اقتربت من البيت حتى خفق قلبها خفوق عاشقة ولهانة ذاهبة الى لقاء الحبيب فتحولت خطواتها الى خطوات ملكة متوجهة الى عرشها للتتويج رافعة رأسها بكبرياء انثوي .
كادت ان تفجر ما بداخلها بصراخ يطبق الفضاء أماه ها قد عدت اليك عدت اليك وانا اذوب في الاشتياق الى حضنك الدافيء ولعطرك الطاهر ولأنفاسك وللمسة يدك الحنونة ولأبتسامتك المليئة بالمرارة والالم ، سارعت في خطاها لتزداد نبضات قلبها مع تسارعها.
تقدمت نحو باب منزلها المنزل الذي يستوعب بين جدرانه اجمل ذكريات الطفولة لون الباب كما كان اخضر ينخره الصدأ ، فتحت باب المنزل بهدوء من يبتغي السطو على بيت لتجدها كعادتها جالسة على بساط فارسي مطرز بجميع الوان الحياة في فناء المنزل .
كم افتقدتك يا امي...
قالتها وهي تتنفس الحياة في حضنها ،
وبعدها قامت تتأمل الذكريات في المنزل،
المنزل كما هو لم يتغير فيه الكثير لون جدران غرفتها كما كان بلونها الوردي
شجرتا الكمثرة مازالتا شامختين كعاشقين وقد ضربتا جذورهما في الاعماق والوردة التي غرستها في الحديقة ما زالت تقاوم وتزهو.
تجولت في المنزل الذي يسكنها ولا تسكن فيه لتلمس كل شبر منه كي يذكرها كل شبر بذكرى طفولية جميلة ، لتستفاق بعدها وتجد ان ما رأته لم يكن سوى حلماً جميلاً يرفع راية الاستسلام امام كابوس الحقيقة المتمثل بفقدان الام وبيع منزل ذكريات الطفولة.
انهم يبيعون كل ما له علاقة بالطفولة وب ..... الحلم

بيان بدل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قصة معبرة
فادي يوسف الجبلي ( 2013 / 5 / 21 - 22:04 )
قصة معبرة عن اغتيال احلام الطفولة في واقعنا الاليم الذي يحارب كل ما هو جميل

عاشت اناملك والى المزيد من الابداع والتألق

اخر الافلام

.. شراكة أميركية جزائرية في اللغة الانكليزية


.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر




.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة


.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي




.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة