الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جوقة مبتذلي الماركسية

عقيل صالح

2013 / 5 / 22
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


(لا بد من نشر ماركسية ماركس)

أهمية قراءة الأفكار الأخرى أو وجهات النظر الأخرى تقع في فهم الطرف الآخر, في فهم نواياه أو أسلوب نقاشه. و لهذا كأمر مبدئي, بالنسبة إلي, أن اقرأ كتابات الماركسيين و غير الماركسيين , للحصول على فهم أكثر شامل للأفكار التي يتداولها البشر. و قد قمت مؤخراً بقراءة (تحولات الكتابة التاريخية) لخاليد فؤاد طحطح, يكتب فيها عن التيارات الفكرية في التاريخ, و الحق يقال أنني كنت أتوق إلى ان أقرأ حرفاً عن ماركس أو الماركسية, حيث حتى غير الماركسيين لا ينكرون أهميتها في السياق الفكري, و سرعان ما حقق الإستاذ خاليد منيتي حيث وجدت قسم لكارل ماركس. طبعاً ورد الإستاذ خاليد أشياء منافية لأفكار كارل ماركس, و أقول طبعاً لأنني كنت على يقين أن سيتم رسم الماركسية بشكل خاطئ. هذا النوع من الرسم الخاطئ يثير الغضب, و لكن سرعان ما تصورت أن السيد خاليد ليس ملوماً فيما يكتب, هو ليس ماركسياً فلهذا يقدم صورة عامة عن الماركسية كما سمع عنها, و هذا جعلني أن اتصور أن الفهم الخاطئ للماركسية تم رسمها من قبل ريشة الماركسيين نفسهم, أعني مبتذلي الماركسية.

المفاهيم أو التعريفات التي قدمها السيد خاليد, ليست من السماء أو أقتطفها من الأشجار, بل وردت من أفواه مبتذلي الماركسية. فيقول السيد طحطح ناقداً للماركسية : (( و يرى ماركس أن الصراع سيحتدم بين الفريقين, و سينتهي بانتصار العمال و عندها سيتحول المجتمع و سينتقل إلى الشيوعية حيث تنعدم الطبقات, و هنا سيتوقف الصراع و تحل الخلافات عن طريق الود و الحوار, فتنتفي الحاجة للدولة و الجيش و الشرطة و سائر وسائل القهر ! لأن عهد الاستغلال قد ولى و انتهى, و لأن المجتمع بلا طبقات ستصبح معه الدولة من حيث إنها سلطة منظمة غير لازمة)) يعرض الكاتب هذه الفقرة ليرفقها نقداً لتلك المفاهيم فيواصل قائلاً : (( لكن هذا في المنطق السليم أمر مستحيل فالأولى أن تستمر الدولة و تتقوى حتى تمنع عودة الرأسمالية من جديد, ففي غياب الدولة تبقى الفرص سانحة لعودة البرجوازية, كم أن تشعب المشاكل و تناميها يستلزم بقاء ادولة لتطبيق القوانين و تنظيم المجتمع و إلا عمت الفوضى و انتشرت الاضطرابات.. )).

هذا النقد, لا يقوم به فقط غير الماركسيين, بل أيضاً الماركسيين, و لهذا المعادلة الصحيحة توحي بأن غير الماركسيين و الذين يبتذلون الماركسية متساويين تساو تام. أنا لن أجعل هذه الورقة رداً شخصياً على السيد طحطح, لأنه – كما أسلفت- ليس ملوماً فيما يقول, أنه غير ماركسي. هذا النقد, بكل يقين, نقد يستند إلى أساس ركيك, يسهل تآكله و سقوطه, صاحب هذا النقد لم يذكر و لو مرة في القسم كله عبارة (( ديكتاتورية البروليتاريا)) يرجح لأنه لا يفرق بين ((الشيوعية)) و ((ديكتاتورية البروليتاريا)).
((ديكتاتورية البروليتاريا)) هي جسر العبور إلى ((الشيوعية)) تقوم البروليتاريا بمحو الطبقات, بكل الأشكال القمعية, فلا تبقى طبقة باقية في ((الشيوعية)). واجب كارل ماركس كان يقتضي بأن يخبرنا الوسيلة للوصول إلى الشيوعية, هو لم ينظرها أو يختلقها, لأنه سبقنا و رآها في الامد البعيد. فالدولة تتلاشى بتلاشي الطبقات لينتقل المجتمع من : (( الكل حسب عمله , إلى الكل حسب حاجته)). ففي الشيوعية لا توجد طبقات لترجع أو تنبعث من جديد.

و يقوم مبتذلي الماركسية, كما يقوم غير الماركسيين, بإعتبار ان المرحلة الشيوعية غير عقلانية و لا يمكنها أن تتحقق, على إعتبار ان ماركس قد قام بإبداعها أو رسمها على حسب مشيئته.

يواصل السيد طحطح نقده للماركسية ليقول : (( فالتطور الذي عرفته أوربا أدى إلى تقوية النظام الرأسمالي أكثر مما سبق و أصبح العمال الأوربيون أنفسهم إحدى ركائز هذا النظام و جزءاً منه, فبعد وفاة كارل ماركس عرفت أوربا تقدماً في التعليم و التكنولوجيا و الثقافة الإنسانية, فقد اتسعت المبادئ الحقوقية و تغيرت طبيعة التركيبة الطبقية للمجتمع الأوربي, فأصبحت الطبقة البروليتارية طبقة أخرى تتمتع بكثير من الحقوق و الامتيازات, فقد أختفت ساعات العمل الطويلة و ارتفعت الأجور , و تحسنت الأحوال التأمينية, و اختفت حدة التناقضات الطبقية .. ))

السيد طحطح, و معاه أغلب الماركسيين, يعتبرون الماركسية تناصر الطبقة العاملة بشكل عام, و الإنتصار لشيء هو غير علمي, أيّ تسعى الماركسية لمساعدة الفقراء و الكادحين و العمال و سائر الشعب, فالعمال –بالنسبة إليهم- هي كتلة واحدة, و لهذا رؤية تحسن أحوال العمال في أوروبا أو غير أوروبا يناقض- على حسب رؤيتهم- الماركسية, إلا أن هناك عاملاً برجوازياً و عاملاً بروليتارياً, عامل يشتغل في المصنع ليخلق ((فائض القيمة)) و عامل يشتغل بشكل فردي ليخلق ((خدمة)), العمال من الطراز الأخير زاد عددهم مع ظهور دولة الرفاه التي تستدين, و لا تنتج ,لكي توفر الرفاه لشعبها – و هذه المسألة خارج موضوعنا .

و هذا يذكرنا كيف قام الماركسيين من الطبقة البتي برجوازية, بالإدعاء أن أوروبا الغربية اليوم تحتضن بما يسمى ((الاشتراكية الإنسانية)) حيث ((اشتراكية)) فيها ((ديموقراطية)) و ((تعددية)). هكذا يتحدث من لا يفقه حرفاً من ((الإشتراكية)). و لهذا يسقط ماركسيو البتي برجوازية و غير الماركسيين في مثل المستنقع, و يتفقون على أفكار متشابهه و متشابكة.

و هذا ما يجعلنا نستنتج, أن الماركسية صعبة, و لهذا ليس هناك أحداً- مثل نموذجنا السيد طحطح- ملوماً في عدم فهمها, و لكن الملامة تقع على من يتحدث عن الماركسية و ينظر لها, و يطالب بتطويرها.

و هذا ما يفسر قول السيد طحطح : (( و تغيرت اشكال الصراع تماما حتى ان الصراع الطبقي بالمفهوم الماركسي لن يعود له ظهور مجدد في المستقبل الأوربي, كما أنه حتى الاحزاب التي تبنت شعارات الماركسية و المساواة عندما كانت خارج الحكم, انتقلت مباشرة إلى الهرمية بعد الاستحواذ على السلطة, و هذه معضلة تنظيمية تفسر التباين بين الشيوعية المساواتية التي وصفها ماركس, و الشيوعية السلطوية التي جربها السوفييت و شعوب أخرى)).

و هكذا يقوم السيد طحطح بخلق شيوعية ((سلطوية)) و شيوعية ((لاسلطوية)), ناسياً ما معنى الشيوعية التي تقوم على اللاسلطة, فهو – على غرار أغلب المحللين – يستخدم لفظ ((الشيوعية)) مجازاً على أساس أنها نظام تم تطبيقه في الاتحاد السوفيتي, بينما هذا الكلام خاطئ كل الخطأ, يبدو أن السيد طحطح لم يطلع على ((ديكتاتورية البروليتاريا)) أثناء دراسته للماركسية فلهذا لا يعلم أن الاشتراكية تعني قمع الطبقات الأخرى بشكل خاص, و لهذا هي سلطوية لأقصى درجة – على حسب قول أنجلز.

و لهذا تخرج لنا بدعات تخبرنا أن الاشتراكية لا يجب عليها أن تكون ((سلطوية)) بل يجب عليها أن تكون ((توافقية)), هذا المطلب جوهرياً و ظاهرياً يدعو إلى إلغاء وظيفة الاشتراكية الأولى و هي قمع الطبقات الأخرى و محوها.

و لهذا نشر الوعي الماركسي يعتبر واجبنا الأساسي لإستئناف العمل الشيوعي, يجب علينا أن نزيل كل القاذورات من تلك العقول التي تلطخت في مستنقعات البتي برجوازية, لا بد من نشر ماركسية ماركس ! لنخرس جوقة مبتذلي الماركسية إلى الأبد!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الرفيق العزيز عقيل صالح
فؤاد النمري ( 2013 / 5 / 22 - 06:24 )
لما كنت يا عزيزي الكاتب الذي أعوّل عليه في نشر ماركسية ماركس وهي مرشد الإنسانية وليس البروليتاريا فقط، لما كنت تقوم بهذه المهمة الرفيعة فعليك أن تقوم بالمهمة الرفيعة بلغة رفيعة

من يبتذل الماركسية اليوم ليس هو طوطح وأمثالة بل هم في الغالب الأعم -الشيوعيون- الذين ما زالوا في الأحزاب -الشيوعية- في طور التفكك

أنا أراهن أن 100% من هؤلاء -الشيوعيين- لا يعرفون معنى الصراع الطبقي و 90% منهم على الأقل لا يعرفون معنى الاشتراكية فيحسبونها نظاماً إجتماعياً مستقراً تسود فيه العدالة الاجتماعية والمساواة وهي شعارات بورجوازية قلباً وقالباً

واجبنا نحن الماركسيين الحقيقيين تلامذة لينين وستالين أن نفضح شيوعيي البورجوازية الوضيعة أيتام خروشتشوف وليس طوطح وأشكال طوطح

تقديري العميق لجهودك الكبيرة في هذا المضمار


2 - الغائية، ومنطق العلم
محمد حسنين ( 2013 / 5 / 22 - 20:53 )
كل المذاهب والتيارات الفكرية التي وضعت تصورا مستقبليا للتاريخ، سواء الماركسية أو الهيغيلية او غيرها من النظريات الاخرى، اصبحت متجاوزة، لإنها تدخل ضمن المنطق الغائي المرفوض في الفلسفة ما بعد النيتشوية ، وفي العلوم الانسانية المعاصرة
أجد صاحب المقال موغلا في الطوباوية، وفي الغائية، فالماركسية كنظيرية في تفسير التاريخ غائية ومرفوضة، غير انه يمكن مناقشة الاشتراكية كنظام اقتصادي وسياسي، وهذا ما لا يميزه الكاتب عقيل صالح، أجد ان الباحث في كتابه الذي اطلعت عليه، يتحدث عن النظرية في تفسير التاريخ ،وهو ما لم يستوعبه كاتب المقالة، فانصحك باعادة قراءة الكتاب مرة ثانية


3 - الرفيق العزيز فؤاد النمري
عقيل صالح ( 2013 / 5 / 22 - 23:53 )
لا يسعني سوى شكرك على مرورك و درج ملاحظاتك القيمة ..
أتفق مع كلامك كل الاتفاق, فكما ورد في المقالة ان الماركسيين من طراز البتي برجوازية هم من يبتذل الماركسية , و ان كلام السيد طحطح مطابق لكلام هؤلاء مدعي الماركسية , فالمعادلة تقول ان غير الماركسيين و انصاف الماركسيين يتساوون تساو تام.و لهذا ذكرت ان هذه المقالة ليست رداً شخصياً على السيد طحطح.

حربنا القادمة يجب ان نشنها على طبقة البتي برجوازية.

وهنا يستلزم علينا البحث عن المفتاح الذي سيرشدنا إلى ذلك, و في بعض الأحايين يساورني الاحباط الشديد بسبب الطريق المسدود, و لكن لا أنسى ان الشيوعي الحقيقي هو من يتقدم على البشرية ليحررها فلا مكان للإحباط الفردي و لا مكان للأحاسيس الفردية.

ليس هناك مثلك يا رفيقي العزيز من يستطيع أن يفضح هؤلاء البتي برجوازيين, و لهذا يجب بدورنا ان نعمل في فضحها من دون كلل او ملل.

كل المودة و المحبة..


4 - إلى السيد محمد حسنين
عقيل صالح ( 2013 / 5 / 23 - 00:08 )
شكراً على مرورك و تعليقك.

أصيب أحد اقربائي بالسرطان , توقع الطبيب موته خلال 4 أشهر, و بعد 4 اشهر توفى قريبي. هل هذا الطبيب طوباوي ؟ هل توقعه مرفوض ؟ لأنه قائم على تصور مستقبلي ؟ قطعاً لا سيدي حسنين, الطبيب توقع ذلك لأنه توقع موت قريبي توقعاً علمياً. و هذا لا يختلف عن ماركس الذي حلل التاريخ تحليلاً علمياً ليخبرنا أن المرحلة الشيوعية تنتظرنا في نهاية المطاف, كارل ماركس لم يتنبأ بالشيوعية على اساس عاطفته او آماله, هو أخبرنا بالحقيقة ورحل, كما فعل هذا الطبيب بإخبارنا الحقيقة حتى لو كانت مره. تحليل ماركس مستند على قوانين المادية الديالكتيكية , و ليس على آمال و تخيلات فردية. تحليل ماركس للتاريخ تحليل علمي بحت. السيد حسنين يتوقع ان الاشتراكية نظام مستقر إلى الأبد , وهذا الدليل الأكبر على عدم فهمه للماركسية.

انا لم اوجه نقداً شخصياً للسيد طحطح, بل تحدثت عن قسم كارل ماركس, اتخذت السيد طحطح - على اعتباره غير ماركسي - كنموذج لأبرهن ان أنصاف الماركسيين يتحدثون تماماً مثل غير الماركسيين, فلا فرق بينهما.

تحياتي.


5 - التاريخ مفتوح على الممكن
شادي ( 2013 / 5 / 25 - 23:07 )
لا يمكن مقارنة العلوم الحقة بالعلوم الانسانية ولذلك فالمثل الذي قدمته بشان مرض السرطان وتشخيص الطبيب مختلف عن تنبأ كارل ماركس ان المستقبل لا يمكن أبدا التنبؤ به من كان يعتقد بحدوث 11شتنبر ومن كان يتوقع الثورات العربية ان منطق التاريخ مختلف عن منطق العلوم الفيزيائية ولهذا فإننا نؤكد ان توقع مستقبل العالم وفق نظريات فلسفية كالهيغيلية او الماركسية او وفق منطق توينبي او وفق منطق فوكوياما غير معقولة وتدخل ضمن افق غائب لاهوتي


6 - لماذا لم يتم نشر تعليق السيد شادي ؟
عقيل صالح ( 2013 / 5 / 25 - 23:29 )
قد ارسل السيد شادي تعليقاً على مقالتي و قد وافقت على نشر التعليق مع الموضوع , و لكن لا ادري لماذا لم يتم نشر تعليق السيد شادي .. ربما خلل فني .

أنشر تعليق السيد شادي هنا :

التاريخ مفتوح على الممكن
Saturday, May 25, 2013 - شادي

لا يمكن مقارنة العلوم الحقة بالعلوم الانسانية ولذلك فالمثل الذي قدمته بشان مرض السرطان وتشخيص الطبيب مختلف عن تنبأ كارل ماركس ان المستقبل لا يمكن أبدا التنبؤ به من كان يعتقد بحدوث 11شتنبر ومن كان يتوقع الثورات العربية ان منطق التاريخ مختلف عن منطق العلوم الفيزيائية ولهذا فإننا نؤكد ان توقع مستقبل العالم وفق نظريات فلسفية كالهيغيلية او الماركسية او وفق منطق توينبي او وفق منطق فوكوياما غير معقولة وتدخل ضمن افق غائب لاهوتي


7 - إلى السيد شادي
عقيل صالح ( 2013 / 5 / 26 - 00:51 )
شكراً على مرورك..

بالطبع لا يمكن التنبؤ ماذا سيحدث بالتفصيل في المستقبل , فمثلاً لينين لم يتوقع ظهور خروتشوف في الاتحاد السوفييتي ليلغي الاشتراكية.و لكن لينين عرف ان اليسار و مبتذلي الماركسية يشكلون خطراً على العمل الشيوعي و كذلك ستالين. أعيد و أكرر ان الماركسية ليست ايديولوجية لها اهداف و احلام و اوهام , مثل الفاشية او النازية. العلم يحلل الحقائق , و هذه هي وظيفة الماركسية, اكتشف ماركس ان الصراع الطبقي هو المحرك الوحيد للتاريخ, مستنداً على قوانين المادية الديالكتيكية.

كارل ماركس هو من حول الفلسفة إلى علم , فإدعائك ان الماركسية او التحليل التاريخي مختلف عن العلوم الفيزيائية امر خاطئ , الماركسية التي تستند على قوانين الديالكتيك, كانت موجودة قبل ظهور الإنسان بل منذ بداية الكون ! ماركس اكتشف الديالكيتك و لم يبتدعه.

تحياتي..


8 - عودة الى الموضوع مرة ثانية
محمد حسنين ( 2013 / 5 / 26 - 10:55 )
يبدو أن الكاتب عقيل صالح متعصب للماركسية بشكل جنوني، لدرجة أنه جعل حقائقها مطلقة، لاتقبل الخطأ، بينما ما يعرفه الجميع هو: أن العلوم الانسانية مجالها التأويل والتفسير ، وكل المساعي التي أرادت ان تجعل منها علما له قوانين ثابتة باءت بالفشل، إن النسبية هي الخاصية التي تميز النظريات الفلسفية، وهي اجتهادات بشرية وليست مقدسة، وادعائك أن الماركسية لا تختلف عن العلوم الفيزيائية لا سند له بتاتا في المجال العلمي والفلسفي، فكل الفلاسفة ومنهم نيتشه و جيل دولوز و بول ريكور وفيلسوف العلم كارل بوبر وغيرهم انتقدوا غائية التاريخ، التي تعني التنبؤ بالمستقبل البشري، كما انتقدت مدرسة الحوليات الفرنسية والتاريخ الجديد التاريخانية
نرجومن السيد عقيل صالح ان ينتصر للمعرفة والعلم، وأن لا يتعصب للايديولوجيات الغائية كيفما كانت، إن العلوم الانسانية تطورت بشكل كبير في القرن العشرين،ويبدو أن الكاتب بقي أسير الفهم الخاطيء للتاريخ ،فهو يردد نفس المقولات، ويدافع عن فكرة الغائية التي أصبحت متجاوزة في حقل العلوم الانسانية ة
.الخلاصة: ان التاريخ مفتوح على اللامتوقع، ولا يمكن باي حال التكهن بالمستقبل،


9 - إلى السيد محمد حسنين
عقيل صالح ( 2013 / 5 / 26 - 14:04 )
انت تتهمني بأنني عقائدي و متعصب للماركسية , فهذا لا يمنعني من إتهامك بأنك متعصب ضد الماركسية. مصطلحات مثل التعصب و العقائدية ليست لها اي صلة بالعلم, المؤدلجين فقط يعتبرون العلوم الماركسية أفكار مستقلة.

انت تقول (( باءت بالفشل)) هل يمكنك ان تدرج امثله , لكي تنور بعصاتك السحرية تعصبي المجنون ؟ سيدي العزيز انا ارجوك ان تقرأ الماركسية قبل ان تأتي تناقشها , علوم الماركسية صعبة الفهم.

السيد حسنين يدعوني إلى التخلي عن العقائدية ( الدوغمائية) بينما لا يدري انني دعوت انصاف الماركسيين إلى التخلي عن الدوغمائية لأنها منافيه للعلم. الماركسية منهج للبحث و التحليل , هذا المنهج مستند إلى قوانين الديالكتيك الثابتة.

عندما نريد ان نظهر وجه الماركسية الحقيقي يغضب اعداؤها , و يقولون انها -ايدولوجية- قديمة ولا تصلح للوقت الحالي , و هذا الدليل الأكبر على عدم فهم ماهية الماركسية!.

اي مقولات التي ارددها ؟ يا سيد حسنين ,هذه المقالة موجهه لمن يعرقل استئناف العمل الشيوعي بعد التغيير العالمي الذي نواجهه , انت ضدي بلا سبب !

تحياتي..


10 - لا يوجد نظام أساسي للتاريخ
محمد حسنين ( 2013 / 5 / 27 - 23:33 )
لقد وضع الزمن الدولوزي مفهوم السببية في أزمة، باعتبار أن الزمن يظل مفتوحا دائما على مآلات مختلفة وغير متوقعة، لأنه ينبني على الافتراضي الذي هو في النهاية الأرض الصلبة التي يقف عليها كل شيء. فما يجري، لا يمكن تفسيره تاريخيا، ولا توقعه، لأنه محكوم بالمصادفةا
إن القوى المتحكمة في التاريخ، لا تسعى نحو مرمى بعينه، ولا تخضع لعلاقات آلية، وإنما لمصادفات الصراع؛ فهي لا تتجلى باعتبارها أشكالا متعاقبة لمقصد أساس، ولا باعتبارها نتيجة، وإنما على الدوام باعتبارها تفردات للأحداث . إن الوصول إلى الحقيقة، أمر مستحيل، حسب نيتشه، والبحث عن حقيقة الأحداث، غير ممكن، لأن الحقائق ماهي سوى نسيج من التحولات والتشبيهات والتأويلات؛ بحيث يجب على الجينيالوجي تحطيم هذه القناعات، وإعادة بناء سلسلة شبكات المعاني، انطلاقا من عناصر غير مكتملة، من الأعراض، من الفجوات، فعلى خطى الجينيالوجيا النيتشوية، قَوَّضَ فوكو البحث في العلية، وفي الأصول التاريخية. وهاجم -في أعماله- -المعرفة التاريخانية-، و-التاريخ الشامل-، و-فلسفة التاريخ-، نظرا لما تعج به من المعاني الثيولوجية الهيغيلية والماركسية
.هذا هو الفهم العميق للتاريخ


11 - إلى السيد محمد حسنين
عقيل صالح ( 2013 / 5 / 28 - 00:28 )
اذا كان يعتقد السيد حسنين ان استخدامه لكلمات ملونة و عبارات فاخرة- و ليعذرني على هذا الكلام - ليقنعني بكل بساطة ان : (( هذا هو الفهم العميق للتاريخ)) فهو خاطئ.

السيد حسنين بشكل , مباشر او غير مباشر , ينعت المادية التاريخية ( التفسير التاريخي المستند على قوانين الديالكتيك) , التي بالمقام الاول جعلته ان يتعرف على تلك المذاهب المختلفة, بأنها غير عميقة , أيّ بالضرورة يقصد انها سطحية و ساذجة.

السيد حسنين يقول ان الاحداث التاريخية محكومة بالمصادفة , ايّ بالضرورة مستقلة عن الاحداث الأخرى. الاحداث في الامس بالصدفة , و الاحداث في اليوم بالصدفة. و لكن أليس هذا هو فهم غير عميق للتاريخ , كما تدعي عكس ذلك ؟ كيف التاريخ مفتوح على مآلات مختلفة و غير متوقعة اذا كان التاريخ محكوم بالصراع الطبقي , انا اتفق معك انا الاحداث اليومية ليست متوقعة, أو المنعطفات في التاريخ غير متوقعة و غير قابله للتنبؤ الدقيق, لكن كل تلك الاشياء محكومة بقوانين الديالكتيك, انت تشير إلى العبثية , بينما هذا التفسير غير صحيح, كيف تفسر عبثية صراع الطبقات على سبيل المثال ؟ كيف تفسر عبثية تطور التاريخ ؟ .

تحياتي..


12 - رمضان مبارك،
محمد حسنين ( 2013 / 7 / 20 - 19:47 )
رمضان مبارك، وكل عام وانتم بالف خير،

اخر الافلام

.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in


.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو




.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا


.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي




.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا