الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحضور الصحراوى فى شهوة قتيل لأسامة البنا

حسام الحداد

2013 / 5 / 23
الادب والفن


الحضور الصحراوى فى شهوة قتيل
لأسامة البنا
تسعة اسطر شعرية يقدم فيها اسامة البنا تجربة انسانية ربما ان جاز التعبير فهو يقدم لنا حياتنا بالصورة القاتمة التى يراها والتى لا تخرج بحال من المقولة الموروثة " نحن اموات نسير على الارض " ومن خلال هذا المنطلق ينفى اسامة البنا احقية المجتمع الصحراوى فى الحياة او اشتهاء الحياة فى تلك القصيدة ، ربما يكون هذا المجتمع هو صعيد مصر وربما يكون تلك المحافظات الحدودية التى عمادها النخيل والتمر هو منتجها الرئيس ، حيث ان هذه المجتمعات ترتبط بالموروث الثقافى والدينى البدائى فهى تنتظر الشفاعة بعد الموت ناهيك عن سمات تلك المناطق الصحراوية ودخول انفس المقيمين فيها فى حالات التصوف والوجد الذى يشير اليه الكاتب .
وبعيدا عن مناهج النقد واستيراد المدارس النقدية واقحامها على النص نحاول قراءة اسامة البنا من خلال النص محل القراءة نفسه فهو المفتاح وهو الذى سوف يكشف لنا عما يريد ايصاله الكاتب لنا من رسالة عبر هذا النص ،
وليست هذه القراءة سوى قراءة اولى ربما نتفق اونختلف حولها ولاى من كان ان يضيف اليها اويحذف منها ما يشاء فهى محض قراءة اولى لا تدعى لنفسها ان تكون قراءة مثلى او ناجزة .
بداية من العنوان يصدمنا اسامة البنا " شهوة قتيل" فكيف لقتيل ان يكون له شهوة وهو جثة هامدة وقد انتفى عنه الاحساس واذا عدنا الى مقدمة هذه القراءة سنجد ان هذا القتيل هو المجتمع الذى يكتب عنه اسامة البنا " الاموات السائرون على الارض " الاموات معنويا وليس جسديا ، اموات من فعل الظروف الاجتماعية والاقتصادية التى يعيشون فيها .
هذا ما سوف يفصح عنه نص اسامة البنا الشعرى مستخدما مفردات تربط بالمناطق الصحراوية لتاكيد حالة الموات التى يريد الحديث عنها من "صهيل ،تمر، ونخل "واعادتنا الى احدى غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم والسبب الحقيقى فى حالة الموات التى نحن فيها ،
يبدأ اسامة البنا قصيدته باداة النفى " لا " فى اول سطر شعرى نافيا صهيله وحلاوة الروح حينما توشك على مفارقة الجسد حين الموت ونافيا ايضا تلك الحالة الصوفية التى يدخل فيها الانسان حينما يتوه عن الدنيا ويحى فى المطلق الغيبى " الوجد" تلك الحالة التى تجعل صاحبها ذاهدا زائغا عن الدنيا وما فيها ، ثم يقوم اسامة البنا بطرح الاسئلة المحورية التى فى كثير من الاحيان لاتنتظر اجابات " ازاى قتيل راح يشتهى التمر ، اللى نخله غاب ف أسر ؟! " حيث يستنكرهنا الكاتب فعل الاشتهاء على القتيل من حيث هوقتيل اولا فلا يحق له الاشتهاء وثانيا لان النخل المنتج لهذا التمر فى " أسر " بيد اخر غير موجود ليس للقتيل سيطرة عليه ولا يملكه فقد ضاع منه فى "أسر " هذا الاخر غير المعلن الذى من الممكن ان يكون عدوا وطنيا ام عدوا ايديولوجيا ام اقتصاديا ، وهنا يضع اسامة البنا المجتمع الذى يتحدث عنه من خلال بيئته محل القتيل فى امتزاج خفى غير مرئي ، ويؤكد على هذه الحالة حالة استنكار المشاعر المتمثلة فى الاشتهاء على قتيلة / مجتمعه من خلال سطر اخر يرتبط بالموروث الدينى لهذا المجتمع " أوينتظر حلم الشفاعة من نبى بيرتد ؟! "تاكيدا لما قام بطرحة فى السطر السابق واضافة اليه قسوة ارتداد النبى عن ما كان يدعواليه فى ظل حالة القهر الواقعة على هذا المجتمع / القتيل فهو لا يستطيع حتى ان يتنفس القليل من الرومانسية التى من الممكن ان تثرى روحة فهو لايستطيع ان يجمع اغانى البحر ربما لبعد المسافة او لقتل الاغانى حتى اصبحت تلك الحياة موحشة لا تليق بان يحياها مجتمع الشاعر / القتيل .واستنادا على التراث الدينى يقدم لنا اسامة البنا السبب الرئيس خلف وحشة الحياة وقساوتها فى سطر شعرى يقول فيه " يرجع (أُحُد) ويعدكم الغنايم وينسى جتته فى العد " وكان سبب قسوة الحياة ومواتها الطمع فيها كما طمع الصحابة فى غنائم غزوة أحد فأدت بهم الى القتل فى نهاية الامر او ربما يكون السبب هو البعد عن تراثنا الدينى المتمثل فى بعد الصحابة ايضا عن الامتثال لامر الرسول صلى الله عليه وسلم او ربما السببين معا واننا لم نتعلم حتى الان من غزوة احد فاصبحنى قتلى احياء . يفعل اسامة البنا هذا فى لغة بسيطة غير متعالية على المتلقى لغة تميل الى الثقافة الشفاهية لارتباطها بالايقاع والاحرف المطمئنة فى اخر كل سطر شعرى .
حسام الحداد
22/5/2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي


.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال




.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81


.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد




.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه