الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إنقسام المتظاهرين

ساطع راجي

2013 / 5 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


شهدت ساحة الاعتصام في الفلوجة يوم الجمعة، مشاجرات واشتباكا بالايدي بين المتظاهرين المنقسمين بشأن مطلب اقامة الاقليم، هذا الانقسام لايقتصر على الفلوجة بل يمتد الى مدن وساحات التظاهر الاخرى، وشهدت هذه الساحات احداثا مشابهة لما شهدته الفلوجة، بل ان المتظاهرين في بعض المدن انقسموا تماما وصاروا ينظمون صلوات جماعية بحسب الموقف من مطلب انشاء الاقليم، والموقف من انشاء الاقاليم يمثل رؤيتين مختلفتين لادارة العراق والعلاقة بين مكوناته.
المطالبون بالاقليم يجدون ان ادارة البلاد بصيغتها الحالية ستؤدي باستمرار الى ممارسات اقصائية وتهميشية وتؤدي ايضا الى تعرض طائفة واحدة ومناطق معينة لانتهاكات تمارسها السلطة في سياق فرض الامن والمواجهة مع الجماعات المسلحة وفي سياق فرض الارادة المركزية أيضا، ويرى المطالبون بالاقليم ان هناك لونا طائفيا محددا يحاول فرض نفسه على البلاد وإن تشكيل الاقليم يعني اعترافا نهائيا بالهوية الطائفية السنية لأبناء محافظات الاقليم، وهو ما سيؤدي الى نقل التعريف الطائفي من السياق السياسي الكتلوي الى السياق الجغرافي والاداري.
رافضو تشكيل الاقليم يعتبرون الخطوة بداية لتقسيم العراق على المدى البعيد ولكنه ايضا خطوة لفرض الحكم الديني على المحافظات السنية واضعاف للدولة المركزية والاهم ان تشكيل الاقاليم لن يسمح مستقبلا بتغيير النظام السياسي بالنسبة للطامحين في العودة الى الوراء، وفي هذا النقطة تعلن قيادات ومواقع حزب البعث المنحل موقفها الرافض لتشكيل الاقاليم.
قوى شيعية عديدة، ترفض اليوم تشكيل الاقاليم رغم ما تقوله عن دستورية المطلب، وتتعدد مبررات رفضها للاقاليم، فهي ترى في الاقاليم بداية لحرب طائفية وتشكيل ملاذات للبعثيين واعلان فشل النظام السياسي في الابقاء على العراق موحدا، لكن الخطر ان رافضي الاقاليم المعارضين للتظاهرات يرون في الانقسام والمشاجرات داخل ساحات التظاهر نصرا لهم، بينما هي في الحقيقة انذار بحرب وشيكة، بين اتحاديين يريدون الاقليم ووحدويين يرفضون تشكيل الاقليم، ووراء كل طرف منظومة فكرية وشبكة علاقات وخارطة مصالح، وأي مواجهة ستؤدي الى تشجيع الجماعات الارهابية لمعاودة العمل بشكل اوسع مما هي عليه الان كما ان تدخل القوات الحكومية لمساندة رافضي الاقليم سيبدو وكأنه حرب ضد السنة وبما ان مطلب الاقليم تتبناه تنظيمات دينية سنية فانها ستعمل على تسويقه دوليا على انه حرب طائفية.
النزاعات بين المتظاهرين ليست مبررا للفرح او الشعور بزهو الانتصار بعد الحصول على تأكيد يبرر الموقف الرافض للتظاهرات، بل ان هذه النزاعات تنذر بما هو اخطر كما انها تنقل الاقاليم من كونها حلا دستوريا لفض النزاع الى موضوع للنزاع يستدعي بحثا عن حلول أخرى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا خصّ الرئيس السنغالي موريتانيا بأول زيارة خارجية له؟


.. الجزائر تقدم 15 مليون دولار مساهمة استثنائية للأونروا




.. تونس: كيف كان رد فعل الصحفي محمد بوغلاّب على الحكم بسجنه ؟


.. تونس: إفراج وشيك عن الموقوفين في قضية التآمر على أمن الدولة؟




.. ما هي العقوبات الأميركية المفروضة على إيران؟ وكيف يمكن فرض ا