الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هواتف بايدن والصمت الامريكي

ساطع راجي

2013 / 5 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


يجري نائب الرئيس الامريكي جو بايدن منذ أشهر اتصالات هاتفية بأطراف الازمة الحاكمة في العراق، وكل واحد منذ هذه الاطراف يكتب بيانه الاعلامي الخاص عن فحوى اتصال بايدن، البيانات الصادرة يقول كل واحد منها ان بايدن يدعم الرئيس الفلاني، وانه يعتمد عليه في حل مشاكل العراق، وأطراف الأزمة يستخدمون هذه الاتصالات على انها بيعة أمريكية تسمح لهم وتدعمهم في مواصلة السياسة الغبية والطائفية التي ينتهجونها لتقود العراق والعراقيين الى الكارثة، خاصة ان السيد بايدن وسفارة الولايات المتحدة لايكشفان الرواية الامريكية لمضمون تلك الاتصالات.
تتحمل الولايات المتحدة مسؤولية كبيرة عما يجري في العراق اليوم، ليس فقط لأنها المالك الاصلي والحصري للمشروع السياسي ولكن لأنها إختارت شلة سيئة وفاشلة من السياسيين لحكم العراق ومهدت لهم الطريق للاستيلاء على مقدراته وبالتالي خنق أي عملية تنمية سياسية حقيقية تؤدي الى ظهور بدائل والاكثر سوءا ان الولايات المتحدة تركت للحكام في العراق حرية اطلاق ميليشيات وجماعات مسلحة تسرف في قتل العراقيين، كما ان الولايات المتحدة تعهدت بدعم الديمقراطية والحريات في العراق لكنها تلتزم الصمت حيال الانتهاكات المفرطة وعمليات التضييق على المواطنين، وبالتالي هي تتخلى عن التزامها الاخلاقي والسياسي والقانوني، خاصة فيما يتعلق بتنفيذ الاتفاقيات الستراتيجية وهي اتفاقيات مع الدولة العراقية وليست صكوكا لدعم الحكام ضد شعبهم.
على الولايات المتحدة ان تجمع رجالها و"زعاطيطها" أيضا الذين زودتهم بكل عناصر القوة لتقول لهم "كفى" قتلا لشعبكم واهدارا لفرص التنمية في العراق، "كفى" تمزيقا لهذا الوطن ونسيجه الاجتماعي، "كفى" تحريضا بين المكونات، الولايات المتحدة مطالبة اليوم بتوضيح كل شيء للعراقيين فيما يخص موقفها من التدهور الامني والسياسي ومخططات الاقتتال والتقسيم، لأنها بعد كل خسائرها البشرية والمادية والسياسية في العراق، ستحصل على أجيال تحمل كراهية قاتلة للولايات المتحدة، أجيال ستقوم بأكثر الاعمال سوءا واثارة للفوضى في العراق والمنطقة، واذا كانت بعض دوائر القرار الامريكي تحمل ضغائن ضد العراق بسبب طريقة انسحاب القوات الامريكية، فعليها ان تتوجه بتلك الضغائن الى رجالات أمريكا في العراق الذين يواصلون الضحك على الولايات المتحدة ودبلوماسييها، ويجعلون حتى من الاتصالات الهاتفية بيانات تأييد لمنهجهم التدميري.
اتصالات بايدن وقبلها زيارة جون كيري وزير الخارجية الامريكية وزيارة قائد القيادة المركزية الجنرال لويد أوستن للعراق لم تحقق شيئا لصالح التهدئة بل أعقبها مزيد من التوتر والتحريض، ومن الواضح انها ركزت على الازمة السورية أكثر مما اهتمت بأزمة العراق، هذا البلد الذي يتحول يوما بعد آخر الى مقلب لطمر أزمات دول الجوار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئاسيات موريتانيا: ما هي حظوظ الرئيس في الفوز بولاية ثانية؟


.. ليبيا: خطوة إلى الوراء بعد اجتماع تونس الثلاثي المغاربي؟




.. تونس: ما دواعي قرار منع تغطية قضية أمن الدولة؟


.. بيرام الداه اعبيد: ترشّح الغزواني لرئاسيات موريتانيا -ترشّح




.. بعد هدوء استمر لأيام.. الحوثيون يعودون لاستهداف خطوط الملاحة