الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجابهتنا لما ينحاز الى موتنا

نصيف الناصري

2013 / 5 / 28
الادب والفن



الفاني والباقي ...
عظام محشورة تحت الصخور المرابطة للزمن في الشواطىء . جنس عظيم
اختطفته الطبيعة وأناخت عليه بمناجلها المغتاظة . شقاء أزلي تنفسَّت البشرية
فيه النقيض لحياتها ، ولا أمطار تدفع عنّا إثم موتنا الذي يعوم في آبار السنة .
تشكيكنا الدائم في ما نكهرهه ونتحدّاه في إناختنا لأسقامنا على الحجارة ، يوسّع
الفرجة الضئيلة لنوائبنا ، ويحطّم كلّ اعتبار للأمل . الحبّ والموت . الرغبة
والنوم . الخيّر والبغض . أشياء نضمّنها إبر شقاقنا في يأسنا من الأشياء الغيورة
على خلودها في الشجرة المشينة للوجود . أجناس كثيرة تعهدّت لنا في اجتياز
الهوّة التي تفصل الليل عن النهار ، لكنّها ترنَّحت في انجراحها بفوضى مزاحمتها
لبعضها البعض ، وخدعتها الحيّل في إزاحتها للروث عن مصائرها . أعمال
عظيمة من أجل التحرّر من الفناء ، وصلنا فيها الى النقطة العليا للإغراء . كلّفتنا
اضاعة ملامستنا لأولئك الذين أردنا تكريمهم في ما وراء الوجود ، وانهمر علينا
حمق كثير ونحن نحاول إعطاء الموتى الغصن الذي يخرق الظلمة . تلفيق الرغبة
في إدامة العهد مع الهمج الذين انصاعوا للتفاهة ، يضعفنا في إطالة حياتنا على
الأرض ، وكلّ ما نفترضه في صلاتنا ، ونقدّسه في الإيمان ، عرضة للسخف ولعدم
كفاءة آلهتنا التي تتقاضى منّا الجزية عن طيب خاطر . نومة منعَّمة في طغيان
اللحظة ، يعتدل فيها نقاء ما يستبد بنا ، ونحصي الذين فقدناهم في نواح عظيم على
الفاني والباقي .




مجابهتنا لما ينحاز الى موتنا ...





مواساة مفزعة نعاود فيها إعانتنا للتخلَّص من الجدلية المحيِّرة للظهيرة
اللاهبة والهاوية . ينفجر كلّ منّا في عصره لثمرة حياته على انفراد ،
والله يستثني في احسانه الينا ونحن نتقدّم اليه حاملين سقمنا ، الصخرة
والسلحفاة والريشة المثقبة . ضمانات كثيرة تَجنّبنا السهر عندها ، وكلّ
ضمانة من الآلهة سمّ ووعد مقيِّىء . مجابهتنا لما ينحاز الى موتنا في
عيشنا بالسجن ، لا تعظَّمها الملائكة وهي تستعذب إقناعنا السنبلة أن لا
تثمر في الربيع . رفقة الله في شتله بذور شقائنا في السباخ العميقة للحياة ،
خاصّية مفرطة باليأس وتلتصق بهيمنته على تقديمنا قرابينا إليه . موتنا
الجمعي دفاع عن المادة الخالدة في ليل العالم ، وانحيازنا للمعرفة يقرّبنا
من اللحظة المرتابة لموتنا . أقرباء لنا تحفَّظوا على كتماننا لسرّ رميهم في
المفازة ، خاطبناهم ونحن نهيل عليهم البلى : لا تتكاثروا في حنان الهاوية
التي تجتذبكم .




أشياء واقعية ...






إسنادات كثيرة تعذَّر علينا فيها التمييز بين من لايتورّع في قتله لنفسه
بين النسائم المتلويّة على أشرعة الصباح ، وبين من يفخّخون الأفنان
الصامتة للطيور في منازل الله . ولائم عظيمة للقتل تتم دعوتنا اليها من
دون حواجز ، والقاتل مطمئن في وميض كراهيته لنا ولنفسه . مآثر
إجرام فظيعة تحرمنا الدموع بين الأشجار الهرمة ، وانفجاراتها لا تحرّك
الخشب المذهّب لأبنية السلطة . أشياء واقعية نتعمَّد التغطية عليها ونصافح
ما يقاسمنا إفراطه في نفخ النيران التي تحرق حقولنا وسقوف أيّامنا المتصدعة .
تدابير صارمة اتخذّناها في الماضي للحفاظ على المجتمع ، لكنّها الآن مدعاة
للسخرية ، وفي ترصّد المناوئين لقناديل مستقبلنا . إلزام كبير يدفعنا الى
منازعة الحطام وما نرتاب منه في الصدفة التي جاءت بفرعون .






27 / 5 / 2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا