الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تخريب مشاريع بناء الثقة في العراق تطال اقليم المحافظات الوسطى

جليل البصري

2013 / 5 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


ان الانباء التي تتحدث عن ان مشروعا لاقامة اقليم شمال العراق يجري تداوله الان بين قيادات في الموصل قد اثارت ردود افعال مباشرة وغير مباشرة داخل الساحة العراقية بما فيها ساحة الاعتصامات، ردود افعال اتسمت بالكشف عن مصالح الجهات الرافضة للمشروع الذي يهدف بحسب القائلين به الى اقامة اقليم من محافظات نينوى وتكريت ديالى اضافة الى اقليم كردستان تكون فيه كركوك عاصمة الاقليم الجديد، ويضم الاقليم الكرد والسنة والتركمان والمسيحيين في الوقت الذي تتزايد فيه مطالب السنة باقامة اقليم لهم.
ردود الافعال برزت اولا داخل ساحات اعتصامات الرمادي والفلوجة حيث جرى الرد بعنف على محاولة لتوزيع استمارات استفاء الجمعة على المصلين في الساحة تتعلق بالموقف من تشكيل الاقليم في الرمادي مما اجبر دعاة تشكيل الاقليم وأصحاب مشروع الاستفتاء الذي طرح قبل اكثر من اسبوعين الى ان يسحبوا الاوراق التي تم طباعتها وتداركوا وقوع الاسوأ فيما لو تم توزيع تلك الاوراق على المصلين. وبذلك يكشف المتصدون لقضية الاعتصامات عن ضيق افق سياسي وعدم ادراك ان الاقليم لا المطالب ولا التهديد والوعيد الاجوف لبغداد هو الذي سيحقق لمواطني المحافظة حقوقهم وطمأنينتهم، ويوقعهم في خطأ تأريخي سيدركوا فداحته بعد فوات الاوان وتقديم تضحيات جسيمة.
الاتجاه الثاني الذي يقف بالضد من تشكيل الاقليم هم البعثيون والقوى المسلحة التي تأتمر بامرتهم او هي قريبة منهم او من توجهاتهم والتي لم تخف موقفها الرافض لفكرة الاقليم دون تقديم بديل واقعي، باستثناء خطابات رنانة وحديث عن امجاد غابرة.
قول رئيس المجلس الاعلى الاسلامي عمار الحكيم من ان" الضمان في الحفاظ على التعددية هو القبول بالاختلاف كحقيقة ومن ثم تأطيرها ووضع ضوابط ومحددات تنظم هذه الاختلافات" وهو قول يقترب من الحل فعلا لان على السنة والمالكي وغيرهم ان يدركوا ان العودة الى الوراء اصبحت مستحيلة وان العراق القديم قد دفن الى غير رجعة وان اي منهم اذا اراد البقاء في العراق وحقوقه مصانة ان يفكر في ضمانات وبالتأكيد هذه الضمانات لا تتمثل في مطالب ساذجة تقدم هنا وهناك ولا في تهديدات لا اساس واقعي لتنفيذها، بل بالتوعية والبحث عن حلول حقيقية.
وهذا القول يمثل افتراق عن الموقف المتشدد لرئيس الوزراء نوري المالكي وكتلته من موضوع الاقليم ف"صولات الفرسان" لم تعد علاج لقمع المطالبات في الاقليم وان العراق لن يحكم من بغداد بل من ابنائه في كل محافظة وكل اقليم لتضييق الفرص على النفعيين في التسلط على رقاب الشعب مرة اخرى. وهذا الكلام ينطبق على الوضع في كركوك وفي اقليم كردستان ايضا. وعلى الكركوكيين وابناء المناطق المتنازع عليها التفكير جديا في مصالحهم وتضييق الخناق على القيادات التي تدعو الى شق الصفوف والتبشير بالخلافات ووضع العصي في عجلات البحث الواقعي عن حل. يجب ان يتحلى الجميع بالشجاعة والجرأة في الطرح وان يقول ان العيش على حساب الاخرين غير ممكن مثلما ان معاداتهم غير ممكنة ايضا ولذا تعالوا الى مائدة الحوار ولنطرح حلول العيش المشترك لانها الحل ولنستقل في قراراتنا ونقرر مصيرنا بدلا من ان يقرر المركز ذلك وفقا لاهواء القائمين عليه وليس وفقا لمصالح ابنائنا، فأبناء كركوك والمناطق المتنازع عليها مستعدون بالتاكيد لدفع عجلة التقدم والتعايش الى الامام دون توقف لانهم يدركون معنا المصلحة المشتركة لابناء كل مكوناتها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عودة جزئية للعمل بمستشفى الأمل في غزة بعد اقتحامه وإتلاف محت


.. دول أوروبية تدرس شراء أسلحة من أسواق خارجية لدعم أوكرانيا




.. البنتاغون: لن نتردد في الدفاع عن إسرائيل وسنعمل على حماية قو


.. شهداء بينهم أطفال بقصف إسرائيلي استهدف نازحين شرق مدينة رفح




.. عقوبة على العقوبات.. إجراءات بجعبة أوروبا تنتظر إيران بعد ال