الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دراسة نقدية

غادة هيكل

2013 / 6 / 1
الادب والفن


صادق ابراهيم
*********
قراءة نقدية بقلم صادق ابراهيم صادق عضو اتحاد كتاب مصر وعضو لجنة النقد
لم يعد بكر
*********
ها هى تلك العصفورة الشقية ثمرة مهيئة للقطف ، سوف تعود إليك كاملة وان لم تكن القطفة الاولى لك ولكنك سعيد الحظ فهى من تأتيك بالجاه واللقب الذى تمنيته كثيرا ، ثم تأتيك هى نفسها خالصة لك ، فلتغض البصر عن الرغبة الأولى فما هى إلا طقوس بالية يبتدعها الرجال بدعوى الشرف والكرامة والاصالة والنسب ، لقد مضت السنوات وأنا اشتهى تلك الغزالة البرية المتوحشة منذ دبت باظافرها فى الارض، جنية ساحرة تملا الدنيا بصخب الأنثى ونزقها تنموا بين يدي وأنا أنتظرها أمسية بعد أمسية وسنة بعد سنة أرقب اكتمال جسدها البض ، وأركب جواد الخيال فيجمح بى بعيدا بين تكوينات ذلك الجسد وتأخذنى الشهوة إلى مضاجعة أجزاءه الواحدة تلو الأخرى ، يا لك من سعيد الحظ لقد أتى من يحملها إليك على طبق من فضة ، ولن تتوسل إلى أبيها هذا الرجل الصارم أن يتنازل ويزوجها لك أنت الشايب ذو الخمسون عاما وهى ابنة الخامسة عشر ، الأن سوف يتوسل هو لك لكى تعفيه من مذلة هذا القادم الذى قدمت له كهدية فتفضل عليك بكسر حاجز العمر والبراءة التى يفصلك عنها .
يدق برجليه على الرمال فرحا يقفز مع المحارات التى تلج إلى الشاطئ يطوحها بعيدا غير عابئ بألمها ، ينفض عنه وقار السنين ،تراوده ايام لم تأت بعد ولكنه ينتظر أن تلوح له فى الافق أخبارتلك الملكة التى تسابق الريح مع ملكها فى انتظار ان تنفض عنها بكارتها لكى تكون غنيمته المستقبلية يطرح الاسئلة ولا يجد لها جوابا ،
فجوابها معها هناك فى الجانب الآخر للشاطئ مع من يغطيها بكرمه ويغذيها بعاطفته
ويضفى عليها من هيبة الملك وكؤس خمره يحيطها بذراعه السمينة فتستكين كملكة متوجة تومئ براسها لحرسه المحيطين بهم من كل جانب يفصلون بينهم وبين الحاشية يرفعون الكؤس فى صحتها ، وعلى الرمال الناعمة تدب برجلها فتبرز ملامح أنوثتها فتغوى الشيطان إلى حملها والإنفراد بها ليقضى على براءتها وطفولتها الجميلة ولم تع تلك الخطة الشيطانية إلا وهى تقاوم براثن هذا الذئب الملكى ثم تنهار آدميتها مع قوة وحشيته فتستسلم لصراخها والمكتوم ويستسلم جسدها الواهن لمصيره المحتوم ، ليعود الشاطئ البكر وقد انتهكت بكارته وتلوثت رماله الصفراء بدم البراءة وتسيل الدماء ممتزجة بماء البحر إلى الجانب الآخر حاملة بشارتها إلى المتربص بمخالبه وتعود هى منهكة تحمل الخطأ والخطيئة فيلقاها بنشوة المنتصر
يداريها بعيون حَملٍ برئ يمسح عنها الذنب وسوء الظن ،ويقرأ فى عينيها الواسعتين
امرأة بلغت النضج قبل أوانها ،ولكنها تفتقر إلى حكمة السنين فوقعت فريسة للشهوة والمال ، أحاط بهما هذا الجسد الهزيل الذى بدأ يبيح بمكنونه الداخلى ويزيد الخطيئة بنبت يختبئ فيه سرعان ما يتجاوز حدود الجدار الملاصق له ليعلن عن وجوده ويطالب بحقوقه ، وهو الكبير المقام والكبير السن الذى ضن عليه الزمن بمثل هذا الوافد وكم يحن إليه ، ويشتاق أن يحمله بين كفيه ويحمل هو اسمه ،
وحيدة هى فى بحر الشهوات والمطامع الذى يحيط بها ، صغيرة على كل ما تواجهه فكان لابد وأن تستجيب لهذا القدر وان تعمل على الاستفادة منه وتطويعه لها ، وافقت على الزواج بمن رتب لها كل هذا المشوار الطويل دون أن تدرى ،وداخلها يرفض تلك النبتة كما يرفض هذا الزوج الذى ما ان مسها جسده حتى تنتفض كمن مسها جان ،بدأت تتحرك داخلها بذرة لم تزرعها برضاها ولم يكن شعورها الطفولى قد أنضجته الأمومة بعد ولم يكن سوى قدر هائل من الالم تحملته حتى أخرج الطبيب هذه النبتة من محل طرحها ،كتلة لحمية لزجة لا تكن لها نوع ما من المشاعر سوى بعض الواجبات التى تحملتها لها ، ورغبة ملحة للاحتفاظ بها من جانب هذا الزوج لملئ فراغ يحتويه ،ولكن رغبتها فى البقاء والاستمتاع بالحياة كيفما تريد أصبح يلح عليها فتهرب إلى الشاطئ تبث له لوعها ورغبتها فى استعادة بكارته ، تقدم له الاعتذار فى طقوس شبه يومية ، تحفر خندقا تملؤه بالماء ثم تفتح له طريق إلى البحر فينسل إليه بهدوء ،ثم تاود الحفر كل يوم ويعاود الماء إلى مجراه ، حتى أتى اليوم الذى استعاد فيه الشاطئ بكارته ، حملت الطفل بين احشاءها وجلدها ضمته بشدة إلى صدرها وراحت تقيم شعائرها المقدسة وطقوسها المعتادة فحفرت خندقها وغمرته بالمياه وسربلت فيه كتلة لحمها فطفا وسار مع جدولها الصغير حتى امتزج بملح الشاطئ ومياهه وقبل البحر اعتذارها ولكن هل عاد للشاطئ بكارته ؟
غادة هيكل
لم يعد بكر
*********
قراءة نقدية بقلم صادق ابراهيم صادق عضو اتحاد كتاب مصر وعضو لجنة النقد
القصة ذات نفس درامى منسوج بخيوط الرومانسيةلتكون لوحات تشكيلية متتابعة متنمية متجاوزة الواقع الى فضاء وعالم السرياليين
انب يفصلون بينهم وبين الحاشية يرفعون الكؤس فى صحتها ، وعلى الرمال الناعمة تدب برجلها فتبرز ملامح أنوثتها فتغوى الشيطان إلى حملها والإنفراد بها ليقضى على براءتها وطفولتها الجميلة ولم تع تلك الخطة الشيطانية إلا وهى تقاوم براثن هذا الذئب الملكى ثم تنهار آدميتها مع قوة وحشيته فتستسلم لصراخها والمكتوم ويستسلم
عبارات تنم على ابداع القاصة فى اختيار اسلوبها المتنامى والرمزىوالقصة يغلب عليها االرمز على الافصاح وهناك تشكيل متدخل مع القصة الدرامية لالاانسان الواهم المندفع كالاعصار
حتى أتى اليوم الذى استعاد فيه الشاطئ بكارته ، حملت الطفل بين احشاءها وجلدها ضمته بشدة إلى صدرها وراحت تقيم شعائرها المقدسة وطقوسها المعتادة فحفرت خندقها وغمرته بالمياه وسربلت فيه كتلة لحمها فطفا وسار مع جدولها الصغير حتى امتزج بملح الشاطئ ومياهه وقبل البحر اعتذارها ولكن هل عاد للشاطئ بكارته ؟
تاملوا معى هذا المقطع ستلاحظون ان هناك تفاعل عميق لاانفعال صاخبوهى ومضة رائعة فى ختام القصة مما يدل على التحكم فتلك العبارة تجمع فيها عصارة الحدث كلة وهى علامات القاصة المبدعة المؤثرة حيت استطاعت ان تحلق بنا فى فضاء الحب والرومانسية وفضاء واسع من وهذا مثال الساطع لللتداخل الاجناس الادبية من شعر وموسيقى وقصةا
شكرا للقاصة المتميزةغادة هيكل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي


.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة




.. فيلم -شقو- بطولة عمرو يوسف يحصد 916 ألف جنيه آخر ليلة عرض با


.. شراكة أميركية جزائرية لتعليم اللغة الإنجليزية




.. الناقد طارق الشناوي : تكريم خيري بشارة بمهرجان مالمو -مستحق-