الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قوي 25 يناير بعد عامين

الهامي سلامه

2013 / 6 / 2
مواضيع وابحاث سياسية



لا يمكن انكار ان ما ترتب علي 25 يناير لم يكن متوقعا ,حيث اصبح الاسلاميون يرسخون لدولتهم الدينية, نتيجة عوامل عده, وبالرغم من اهمية بعض العوامل السياسية في تمكينهم من السلطة الا ان اهمها هو تنظيمهم القوي الذي عنصرة الاساسي كتل بشرية ضخمة علي قلب رجل واحد تتداخل لديها الدعوة مع العمل السياسي والجزاء الصالح , ويحركها برنامج محدد هو عقل المرشد.
وهنا يطرح تساؤل هل هناك امكانية لدي القوي الغير دينية في الوقت الراهن المقدرة لتكوين تنظيم قوي يستطيع ان انتزاع السلطه من الاخوان؟
اولا: الشباب
1- شباب الثوره علي نقيض من كل خصائص شباب التنظيمات الدينية لهم شخصيتهم وذهنهم المستقلين الذين تخلقان صعوبة لدي الكثيرون منهم في الالتزام بتنظيم سياسي له قيادته ولوائحة وبرنامجة السياسي.
2- ارتباط الشباب بالعمل السياسي لفترة لم تتجاوز 18 يوم والتي كانت شديدة الانجاز, مع عدم خبرتهم بالعمل في احزاب سياسية من قبل , ادي لميلهم للعمل الثوري ورفضهم للعمل الحزبي الذي يعتمد علي العمل التراكمي الجماهيري من خلال برنامج سياسي انتظارا للحظة الوصول للسلطة من خلال صندوق انتخابات او من خلال حركة شعبية ثورية, وقد تدخل الاحزاب مع السلطه احيانا في مفاوضات معها.
3- عدم استيعاب الشباب لاليات العمل الحزبي ادي بهم للاحتماء بميدان التحرير في محاوله لتكرار 25 يناير ولكن المحصله الي الان محبطه, حيث ترك لهم النظام ساحه ميدان التحرير والمناطق المحيطة لتفريغ شحناتهم الثورية وتحولت المليونيات الي عده مئات, وهذا الاحباط ادي بهم للتقوقع حول برامج التواصل الاجتماعي او الانضمام لحركات سياسية مثل اتحاد شباب الثوره او التيار الشعبي الذي عماده الشباب وهذا الفرز والعزله يجسد عدم مقدره الشباب علي الاندماج مع الجماهير من خلال العمل الحزبي واحتياجهم لشخصية كاريزميه يلتفون حولها.
2- خبرتهم في العمل السياسي التي لا تتعدي ما يتم تبادلة علي مواقع التواصل الاجتماعي افقدهم المقدرة علي التحليل السياسي من خلال الاطلاع علي التجارب النضالية السابقة سواء المصرية او الانسانية ولذلك لم يدركوا ان 25 يناير لم يكن ثوره شباب فقط بل كان نتيجة مجتمع يغلي بالاحتجاجات, وان من حسم احداث التحرير كان نزول الجماهير معهم, وان 25 يناير لم يكن اول الاحتجاجات التي هزت النظام في مصر فهناك احتجاجات 68 والطلبة في السبعينات التي احتل فيها الطلبة ميدان التحرير والتي خلدتها قصيدة الكعكة الحجرية لامل دنقل ثم احتجاجات يناير 77 التي شملت كل مصر وتم حصار رئيس الجمهورية من قبل الجماهير في اسوان, وكل هذه الاحتجاجات تم الاستجابة لمطالب الجماهير ولكن النظام اعاد ترتيب اوراقة بعدها.
والقصور المعرفي لديهم ادي بهم الي انهم يتعاملون مع الاحداث بمنطق التجربة والخطاء ولعل انحيازهم للدكتور مرسي ثم العودة عن ذلك يؤكد ما ادعي.
اما المجموعات الاخري من الشباب التي تمارس العنف مثل البلاك بلوك او الالتراس ادعي انة لا يمكن الاعتماد عليها كفصيل ثوري ولعل فشل الامال التي عقدت علي احتجاجات التراس اهلاوي لدعم ذكري الثورة في يناير 2013 بمجرد صدور الاحكام دليل علي ذلك, كما انة من القواعد الاساسيه للانضمام للالتراس عدم ممارسة الاحتجاجات السياسية الا كافراد يمثلون انفسهم.
اما مجموعات البلاك بلوك فهي بالطبع ابعد المجموعات عن الارتباط بلاحزاب في الوقت الحاضر بحكم انها اقرب لمجموعات فوضوية عداؤها للنظام بشكل مطلق دون تفصيلات سياسية او اقتصادية قد يدفعها الي محاولات توريطة في مواجهات معها اي ان كانت ساحتها او مجالها وهذا المنطق التوريطي قد يجعل معاركه مع الامن امام الاتحادية او امام السفاره الامريكيه دفاعا عن الاسلام او حتي محاوله اقتحام الكاتدرائيه وانا هنا لا اتهمهم بذلك ولكنني اذعم انه عندما تغيب الرؤية السياسية وتسطح القضية لمجرد توريط النظام في معركة ليس الا فأن الممارسات لا يمكن توقعها.
اما الشباب المسيحي الذي ارتبط بتنظيمات قبطية ادعي ان الغالبيه منهم لا تنتمي للثورة او حتي الليبرالية ومواقفهم مرتبطه برؤية طائفية حيث عداؤهم للاخوان بشكل مطلق وهذا تاثير ضار بالحركه الوطنيه حيث تستخدم القوي الاسلاميه الانتماء لتلك التنظيمات لتحريض الجماهير لدعم سياسات الاخوان كموقف معاند للاقباط.

ثانيا الجماهير
كانت عنصر الحسم في 25 يناير ومحاوله تجاهل او التغاضي عن اهميتها لن يكون له الا نتيجة واحدة وهو ان تصبح حركة الشباب حركة صفوه بلا جذور تساعدها علي تحقيق رؤيتها.
وبالرغم من اهميه دور الجماهير ولكن عندما تلتقي مع الثوره بشكل فطري لا يمكن الوثوق بمواقفها خصوصا امام الصندوق, لانها انفعالية وعاطفية وبلا ذاكره ولعل نتائج انتخابات مجلس الشعب الاخيره , كانت لصالح الاخوان بالرغم من الاحداث الدموية امام مجلس الوزراء وشارع محمد محمود وكان اصرار الاخوان علي اجراء الانتخابات هو الرهان علي معرفتهم بطبيعة الجماهير.
اما علي الجانب الاخر فيمكن القول الان ان الجماهيرالغير منظمة في احزاب -باستثناء احداث قطع الطرق ومحاوله اقتحام الاقسام- , عادت لمرحله مبارك حيث منطق التعايش مع المشاكل اليومية والعزوف عن صناديق الانتخابات ولعل الفارق - من المؤكد انها لا ترجع فقط لموقف المقاطعه- ما بين استفتاء مارس 2011 الي استفتاء الدستور يؤكد ذلك.
اما الاخطر من السابق ان الجماهير بعد 25 يناير كانت لديهم ثقه بالنفس في مقدرتهم علي تكرار تجربة اسقاط مبارك وخاضت الانتخابات الرئاسية علي هذا الاساس ولكن الملاحظ الان انهم اصبحوا يرددون التساؤل ما البديل هذا التساؤل الذي كاد ان يسمح بالتوريث,كما ان الجماهير فقدوا ثقتهم بالذات ويطلبون من يقوم بذلك نيابه عنهم من من خلال الدعاء لله او مطالبة الجيش بذلك .
اما تأثير البعد الطائفي علي الانتخابات فهو تاثير لايمكن انكاره سواء في اماكن تواجد المسيحيون او في غيرها حيث التصويت اما مختلف عن تصويت المسيحين بحجه ان الكنيسه توجة الناخبين (هذا الادعاء يصدق كثيرا ولم تكف الكنيسه عن ذلك رغم ثبوت سلبيته), او يرفضون المرشح علي اساس ديني بل قد يصل التطرف في الاماكن التي تنتمي لمجموعات القتلة السابقين من امثال عاصم عبد الماجد مستشار رئيس الجمهوريه ان يمنعوا المواطنين بالتهديد بالسلاح من الخروج من منازلهم في محافظات المنيا واسيوط.
ثالثا العمال بالرغم دورهم المؤثر واري انهم بتكوينهم النقابات المستقله هم علي الطريق الصحيح ولكن لا بد ان يكون نضالهم علي اساس سياسي وطني وليس من منطق طلب الرشوة التي كان يقدمها لهم نظام ما بعد 52 شراء لصمتهم السياسي.
كل العناصر السابقه تؤكد ان تحقيق الثوره اصبح اكثر بعدا مما يتصور وان ما نراه من احتجاجات وقطع طرق بالرغم انه يورق النظام ولكن ما لم يتم التفاعل ما بيين القوي الثورية مع القواعد الجماهيرية ستصبح تلك الاحتجاجت الي الي جزر معزوله لمطالب شديده التدني.
كما ان محاولات الشباب تكرار سيناريو 25 يناير بدون جماهير هي من المؤكد مصيرها الفشل والاحباط لينتهي بالشباب الحال بعيدا عن العمل السياسي خاصه انهم في مرحله عمريه انتقاليه كما حدث للاجيال التي سبقتهم التي بالرغم من عشرات الالاف التي كانت تشارك في الاحتجاجات فأن من استمر في العمل السياسي لم يتعدي العشرات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيول دبي.. هل يقف الاحتباس الحراري وراءها؟| المسائية


.. ماذا لو استهدفت إسرائيل المنشآت النووية الإيرانية؟




.. إسرائيل- حماس: الدوحة تعيد تقييم وساطتها وتندد بإساءة واستغل


.. الاتحاد الأوروبي يعتزم توسيع العقوبات على إيران بما يشمل الم




.. حماس تعتزم إغلاق جناحها العسكري في حال أُقيمت دولة فلسطينية