الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل نحن على اعتاب ربيع تركي

حيدر صبي

2013 / 6 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


ما شهدته تركيا ولليوم الرابع على التوالي من استمرار للتظاهرات والاعتصام في مدنها وبلداتها والزخم الكبير للمتظاهرين وإصرارهم على البقاء يشير الى ان تركيا مقبلة على تغيير ما ؟ خصوصا بعدما دخل " حزب الشعب التركي" صخب التظاهرات وبات يدعوا الى استمراريتها . لا بل دعا اوردوغان بالرحيل عن سدة الحكم . هذه التظاهرات والاعتصامات من شأنها ان ترقى الى " ثورة" فيما اذا اخذنا بنظر الاعتبار ان كل الثورات في العالم بدأت بشرارة وبموضوعة ربما تكون غير مهمة لكن سرعان ما تكبر وتتوسع بتوسع المطاليب خصوصا ان كان الوضع المعاشي ومستوى الحريات في ادنى مستوياته ونسب البطالة مرتفعة وكم في تركيا وهذه الامور وحدها تكفي لإشعال فتيل ثورة لو وجدت القيادات المخططة لها وبشكل مدروس من اجل الحفاظ على ديمومتها . وبمقارنة بسيطة بين ما يجري الان في تركيا وما جرى في بلدان الربيع العربي لوجدنا ان تلك البلدان لم تك ثوراتها قد بدأت بهذا الزخم الجماهيري الذي تشهده المدن التركية اليوم . وأسبابها كانت من الضعف بحيث لا ترقى لأن تحدث ثورة غير اننا وجدنا تنامي حشود الجماهير العربية شيئا فشيئا وباضطراد مع تنامي مطاليبها وبحكم الحفاظ على استمراريتها . فالتونسيون لم يتصوروا ان " زين العابدين بن علي " ستهزمه نيران شاب احرق نفسه ؟ والليبيون ايضا بدؤوا احتجاجاتهم في طرابلس ولم يرفعوا اول وهلة سقوط النظام الا حينما توفرت " الاجواء لهم " ؟؟ . كذلك الحال مع المصريين في ميدان التحرير فهم لم يرفعوا شعار " الشعب يريد اسقاط النظام " الا بعد مضي شهر تقريبا على استمرار اعتصامهم في ذلك الميدان الذي صار رمزا للمصريين فيما بعد . واليمينيون ليسوا ببعيدين وعلى نفس الخطى مضوا وكذا الحال مع سوريا اليوم . ومع اقرارنا باختلاف الادوات التي اسقطت تلك الأنظمة لكن اصل الثورة واحد وهو " خروج الشعب بالتظاهر ثم الاعتصام " .. وهنا يجب ان لا نغفل الدور الذي لعبته وسائل الإعلام وخصوصا الغربية منها والعربية مع وقوف المجتمع الدولي وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية في دعم تلك الشعوب بمطالبيها لا بل راحت ابعد من ذلك حيث صارت تزود المعارضة بالأسلحة وتفرض حظر طيران جوي على اجواء تلك الانظمة وحتى وصل الامر بها اخيرا الى ان تدعم المجاميع الإرهابية بالعدة والسلاح الذي وصل الى ان يفوق المتوسط وكما حصل في سوريا الان . فهل ان ما يجري الان بتركيا كاف لإشعال ثورة ؟ او لنصيغ السؤال بصياغة اخرى هل هناك مقومات فعلية لقيام ثورة في تركيا ؟ (الفقر .. البطالة .. قمع الحريات .. اقصاء المكونات .. قمع الأقليات .. الأحزاب المعارضة .. والتخبط السياسي .. اعلام موجه وقوي .. دعم اقليمي دولي ) هذه المقومات لو توافرت لدى اي من الشعوب تستطيع وحدها وبإصرار جماهيرها على الإطاحة بأي نظام سلطوي .وهي كلها اليوم متوافرة في الشأن التركي ما خلا شيئيين وهو الدعم الاقليمي والأعلام الموجه ؟؟ فلو ان الدول الإقليمية رأت ان زوال "اوردوغان " مع حزبه يصب بمصالح دولها ستمد التظاهرات وستدعمها ماديا وإعلاميا وربما حتى تمدها بالسلاح ان تطلب الامر وسيكون من اليسير جدا الاطاحة "بأوردوغان وحزبه ". لكن هذا العامل الان من الصعوبة بمكان توافره إذ تعروه جملة اسباب " منها علاقة تركيا مع اسرائيل .. قرب تركيا من دول الاتحاد الاوربي .. سياسة تركيا الخارجية ودخولها على خط الازمة السورية وتعاونها مع الحلف الاطلسي لإسقاط نظام بشار. اخيرا علاقاتها مع دول التشدد الاسلامي كقطر والسعودية من اجل قيادة دول المنطقة وتنصيب نفسها كشرطي عليهم لما تعانيه تلك الدول الآن من ضعف في ميزان القوى . ومع هذا ان اصر الشعب التركي على ازاحة نظام "اوردغان " وعلى تنحيته وبتصميم وإرادة صلبة وبقيادة حزبية حكيمة تمتلك قواعد جماهيرية كبيرة وكذلك فيما اذ اقدمت الدول التي عانت من التدخل التركي في شؤونها الداخلية من تقديمها للمساعدات وبما تراه مناسبا لهذه المرحلة الى قيادات منظمي التظاهرات ودعم القيادات الحزبية المعارضة فسيكون بالإمكان حصول الشعب التركي على مبتغاه وسيجبر كل دول العالم اخيراً على احترام خياراته في التغيير .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موريتانيا - مالي: علاقات على صفيح ساخن؟ • فرانس 24 / FRANCE


.. المغرب - إسبانيا: لماذا أعيد فتح التحقيق في قضية بيغاسوس للت




.. قطر تؤكد بقاء حماس في الدوحة | #غرفة_الأخبار


.. إسرائيل تكثف القصف بعد 200 يوم من الحرب | #غرفة_الأخبار




.. العرب الأميركيون مستاؤون من إقرار مجلس النواب حزمة مساعدات ج