الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورة الأتراك السود على أردوغان الأبيض

أحمد حسنين الحسنية

2013 / 6 / 4
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


إنقسام أغلب ، إن لم يكن كل ، المجتمعات الإنسانية إلى طبقات إجتماعية ، قديم قدم الحضارة ، إن لم يكن قدم الإنسانية نفسها ، و شخصيا أنا من أنصار إنه قديم قدم الإنسانية ؛ و لم يستثن من ذلك الإنقسام المجتمعات البدوية ، و منها القبائل التركية .

قديما ، في المجتمع البدوي التركي ، كان يطلق على الطبقات الحاكمة لفظ : آق ، أي أبيض ، و على الطبقات الدنيا لفظ : قارا ، أو قرا ، أي أسود ، دون أن يكون لذلك علاقة بلون البشرة .

التعبيران ، أبيض و أسود ، عادا للظهور في تركيا بشكل آخر ، يناسب الحداثة ، في تسعينيات القرن الماضي ، حين أطلق وصف : أق ، على الطبقات العليا ، و لفظ : قرا على عموم الشعب من أمثالنا .

أردوغان ، الذي نبت من أصول بسيطة ، سوق نفسه و حزبه للشعب التركي ، على أنه من الأتراك السود ، و أن حزبه هو حزبهم .

أنطلت الخدعة ، لمدة ، حتى إنكشفت مؤخرا ، مع محاولة أق أردوغان تدمير حديقة تقسيم بإسطنبول ، و تحويلها إلى مجمع ، مول ، تجاري .

الأتراك البيض ، من أمثال أردوغان الحالي ، بالطبع لا يهمهم ، أمر حديقة عامة ، و لا كون تلك الحديقة العامة هي من الأماكن الخضراء القليلة ، المتبقية ، في مدينة كبيرة مزدحمة .

أق تورك ، و منهم حاليا بالتأكيد اسرة أردوغان ، و كبار أعضاء حزبه ، لا يقضون أوقات فراغهم فيها .

أردوغان ، الأبيض الآن ، لا يحتاج للتنزه في حديقة عامة ؛ و ابناء طبقته التي إنتمى لها بفضل اصوات القرا تورك مثله ؛ فمثلهم لا يعرفون قيمة تلك الحدائق العامة ، لأنهم ليسوا من روادها .

لكني ، كمواطن مصري ، من القرا مصريين ، نشأ في حي منيل الروضة ، الذي لا تكاد تكون فيه مساحات خضراء عامة ، و حيث تم الإستيلاء على معظم كورنيش النيل الغربي ، لصالح الأندية و المطاعم الخاصة ، و حيث تم تحويل جزء من الكورنيش الشرقي إلى مقلب للقمامة ، و يعرف بحكم سنوات المنفى ، حيث اقام مع زوجته و طفله بالقرب من حديقة عامة ، بسيطة التصميم ، و لكن مساحتها معقولة ، ماذا تعني حديقة عامة للمواطن البسيط .

مواطن مصري شاهد كيف تزدحم الحدائق العامة في القاهرة ، في أيام الأعياد ، لقلة المساحات الخضراء ، و رغبة المواطنين في الخروج للطبيعة .

إنني ، و بحكم التجربة ، أعرف جيدا الفارق بين وجود حديقة عامة ، و بين عدمها .

كما إنني أؤمن بحق الأطفال في التريض ، و إستنشاق الهواء النقي ، و اللعب و الإنطلاق تحت اشعة الشمس ، بحرية و آمان ، و حق الكبار في التنزه بهدوء في مساحات خضراء ، و حقهم في الجلوس و التحادث تحت ظلال الاشجار ، أو تحت أشعة شمس الشتاء اللطيفة ، و حق الأمهات في دفع عربات أطفالهن الرضع في طرقات صغيرة تحفها الأشجار و تهب فيها نسمات الهواء المنعشة .

أعرف الفارق بين التفاعل مع الطبيعة ، و الذي توفره الحدائق العامة ، و بين الحرمان من ذلك التفاعل ، و اؤمن بحق كل إنسان في التفاعل مع الطبيعة .

إنني أتفهم تماما لماذا ثار مواطني إستانبول ، دفاعا عن إحدى حدائقهم ، التي ارادت حكومة أردوغان تحويلها إلى قيمة مالية ، و أتفهم أيضا ثورة أبناء المدن التركية الأخرى ، لأنهم عرفوا أن دورهم سيأتي لو سكتوا على التجاوزات الأردوغانية ؛ يضاف لأسباب الثورة ذلك القمع الذي يتعرض له أصحاب الأراء المعارضة للحكومة الأردوغانية ، حيث في تركيا أكبر عدد من الصحفيين المحبوسين ، و حيث الأردوغانية تناصب مواقع مثل يوتيوب و تويتر ، أشد العداء .

لهذا أرسل تحياتي الحارة للشعب التركي الذي ثار من أجل حدائقه ، و من أجل حقه في التعبير ، فقط أرجو الثائرين إخراج المخربين من بين صفوفهم ، حتى لا تتلوث ثورتهم ، فتصبح بالتالي ثورتهم خضراء .

تحية صادقة حارة لكل من ثار دفاعا عن حقوقه ، في كل أنحاء العالم ، و لو كان ذلك الحق مجرد التنزه في حديقة عامة ، و الجلوس تحت شجرة عامة .

ملحوظة موجهة فقط لأعضاء حزب كل مصر - حكم : لا علاقة لنا بالكاتب النوبي ، رغم محاولاته التشبه بأساليبنا ، و نحذر الأعضاء منه ، و أيضا من قناديل السلطة ، و من أمثالهم الذين سيظهرون في المستقبل ، كما حذرنا من قبل من الكاتب الأسواني ، و من إبراهيم الدستوري ، و غيرهما كثيرين .

أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين محمد علي عبد الرحمن الحسني / الحسنية

7 شارع محمد زغلول ، ميدان الباشا ، منيل الروضة ، القاهرة ، مصر

حزب كل مصر - حكم ، شعار الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا مصر

الثلاثاء ، الرابع من يونيو 2013

04-06-2013

إنتهيت من المقال في تمام الساعة الحادية عشرة و النصف صباحاً بتوقيت القاهرة - مصر .

https://groups.google.com/forum/?hl=en&fromgroups#!topic/allegyptparty/NCkuWS7BoAA

تعريف شخصي ، و بعض الرسائل القصيرة

https://groups.google.com/forum/?hl=en&fromgroups#!topic/allegyptparty/V8t_Bp9FLXk

مقال : نعم الإمتياز ليس تسعة و تسعين عاما ، و لكن يظل مشروع تفريط و خيانة

https://groups.google.com/forum/?hl=en&fromgroups#!topic/allegyptparty/c8-pYACn9yQ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران و إسرائيل -كانت هناك اجتماعات بين مخابرات البلدين لموا


.. إيران و إسرائيل -كانت هناك اجتماعات بين مخابرات البلدين لموا




.. تصريح عمر باعزيز و تقديم ربيعة مرباح عضوي المكتب السياسي لحز


.. طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز




.. يوم الأرض بين الاحتفال بالإنجازات ومخاوف تغير المناخ