الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة واحدة مهمة

ساطع راجي

2013 / 6 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


مع مرور الوقت تراكمت السلوكيات السياسية في العراق وصار بالامكان تصور منطق محدد يتحكم بتحركات الاحزاب والزعامات، ومن أبرز ملامح هذا المنطق هو الاتجاه الى التصعيد والتحريض ثم النزوع الى التهدئة والحوار، والحراك بين طرفي هذا الطريق تتحكم به مصالح وقتية ومناخ الصفقات ولحظات التسوية وجني الارباح، والأهم ان هذا الحراك يكون أحيانا لافتعال حدث جانبي تصعيدا او تهدئة لتجاوز استحقاقات واحداث صعبة ومحرجة للنخبة السياسية، ومع ذلك ليس لنا الا التمني بأن تكون خطوات التهدئة الاخيرة والاجتماعات في بغداد وأربيل بداية لما هو أفضل، لكن هذه الاجتماعات مهما كانت نتيجتها انما تبعث برسالة واحدة مهمة ومؤكدة، وهي رسالة صادمة في جانب منها.
شهد العراق في الفترة الاخيرة خصومات حادة بين الفرقاء تم خلالها تبادل اتهامات خطيرة واطلاق تهديدات غبية في أكثر من مرة، وخلال تلك الفترة أدخلنا الزعماء في أزمات حرجة مازالت تحبسنا الى اليوم، وكل ذلك يدور في نطاق مصلحة الزعماء وأمزجتهم ورغباتهم أكثر مما يتعلق بالتعامل مع المشاكل الحقيقية التي تواجهها البلاد في مرحلتها الانتقالية المتطوالة وفي مستجداتها الداخلية والخارجية الخطيرة، وفي حمى التدافع بين الزعماء الهاربين من مواجهة الاسئلة الحقيقية والمصيرية، سقط مئات الضحايا واستفحل التحريض والتحشيد واثارة النعرات القومية والطائفية التي تبرع لخوض مياهها الآسنة حشد من النواب الموتورين والهامشيين في عملية صنع العراق ولحقتهم جماهير مغفلة غالبا تسيطر عليها مشاعر انتقامية عمياء، وهو ما مهد لعودة العنف ودعوات الاحتراب، وهو سلوك تطلقه عقائد وعقليات قاتلة ترى اننا يجب أن نخوض "معركة تاريخية حاسمة" لذلك تم اختيار القاب تاريخية وطائفية لزعماء الاحزاب التي تتعارك واقعيا على مصالح بائسة ومواقع ادارية وعمولات بزنس، والاجتماعات الاخيرة تثبت لكل دعاة التخندق وراء الزعماء ان الصورة أبسط وأكثر نفعية مما يريدون تصوره وتسويقه من خرائط طائفية.
الاجتماعات الاخيرة بين الزعماء تبعث برسالة مهمة واحدة الى اصحاب التصريحات النارية ودعاة الاصطفاف "خلف القائد" وهي نفسها الرسالة الموجهة الى البسطاء والسذج الذين يسارعون الى "تلبية نداء السلاح" أو "الانتصار للطائفة"، الرسالة تؤكد إن الزعماء سيتصالحون في لحظة ما ويتركونكم في ساحة المعركة بين نائب أو حزبي واقف خلف المايكروفونات لا يعرف كيف يبرر تراجع "قائده الاوحد" عن كل شعاراته وتهديداته، أو بين متهمين وربما مدانين بممارسة العنف والقتل والتحريض، رسالة واحدة مهمة تقول "لا تسرع في دعم الزعماء، لا تسرع في دخول المعركة، لا تسرع في اختيار خندق ضيق قد يتحول في لحظة قريبة الى قبر أو سجن"، من إستلم الرسالة؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غارة إسرائيلية تقتل 3 عناصر من -حزب الله- في جنوب لبنان


.. عملية -نور شمس-.. إسرائيل تعلن قتل 10 فلسطينيين




.. تباعد في المفاوضات.. مفاوضات «هدنة غزة» إلى «مصير مجهول»


.. رفح تترقب الاجتياح البري.. -أين المفر؟-




.. قصف الاحتلال منزلا في حي السلام شرق رفح