الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في تركيا قطع أشجار حديقة غيزي في إسطنبول أصبح حركة إحتجاجية شملت مدن تركيا الرئيسية

علي عبد الكريم حسون

2013 / 6 / 11
مواضيع وابحاث سياسية



الظاهر من أحداث مطلع حزيران الجاري , أن الشرارة الأولى التي فجرت الأحداث هي / منع إزالة ستمائة شجرة من حديقة غيزي وسط الضفة الغربية لمدينة أسطنبول ... والمبرر للحكومة الأسلامية الممثلة بحزب العدالة والتنمية , الآتي عبر الأنتخابات وسط صندوق الأقتراع وآليته الوحيدة هي فوز الأقوى , هو : (( إعادة بناء ثكنة عسكرية عثمانية مكانها لأستخدامها كمجمع يضم مركزا ثقافيا وآخر تجاريا وأخيرا مسجدا )) . كما أكد أردوغان يوم 2 – 6 .
هنا الخلط العشوائي بين بناء مركز تجاري يمثل الوصفة الليبرالية لمشروع إسلامي / كومبرداوري , تلتقي فيه مصالح الأطراف المحلية مع مصالح الرأسمال العالمي , بتبعية بغيضة سداها ولحمتها , الترويج لوصفة المؤسسات المالية العالمية , بظاهر تمجيد مظاهر المجتمع الأسلامي , مع إستثمار قبيح لرؤوس الأموال المحلية المرتبطة بالرأسمال العالمي
الأستنتاج الأول : أن الطرف الأسلامي الحاكم يؤجج الصراع مع الطرف العلماني والليبرالي , فالمشروع يشرف على ساحة تقسيم في أسطنبول ... ساحة التجمع الحر والمدني . لجعلها تفقد بريق علمانيتها ومدنيتها لتسير في ركب المحافظة والرأسمالية .
مشاريع حكومة الأسلام السياسي ظاهرها توسيع البناء , وفي حالة العجز عن توفير اراضي , فهناك الأراضي الحكومية , وهناك أيضا أفواه فاغرة لأشداقها , متمثلة بمجموعات ومؤسسات أقتصادية ورأسمالية محلية قريبة ومرتبطة بالحزب الحاكم . وإلا فكيف سيجيب المسؤولين عن مصير هذا المشروع الكبير ؟ هل هو مصمم لتوفير السكن ؟ أو لنقل بعض الأملاك الى أيدي أخرى وهي المتعطشة لذلك , ممثلة بالشركات العقارية لأجبار سكان ضواحي إسطنبول على ترك مساحات بيوتهم بأغراءات الشراء بسعر أعلى .
كل هذا دفع خبراء المعمار الأتراك الى القول بأن : (( الناس أدركوا ذلك وسيتحركون ضده بقوة لأستعادة إسطنبول )) . وهو الأمر الذي أذكى الصراع على الهوية الوطنية , مقابل جشع وتوسع وإمتداد أصحاب المشاريع لتغيير المظهر البنائي لأسطنبول , لصالح من يتشدق بالدين والمتخذين من مظاهر الحجاب ومحاربة الفساد وتقنين بيع المشروبات الكحولية , وسيلة لبناء دولة دينية أرادت تصدير نموذجها إلى بلدان الربيع العربي , والذي قوبل بالصد والأعتراض , ليس على أسس ومباديء المشروع , بل على الخشية من تصدير نموذج ينافس النماذج المحلية في تونس ومصر وليبيا .
ياترى مالذي يجمع بين أردوغان التركي وأحمدي نجاد الأيراني في توجههم لأبناء الضواحي والفلاحين وأطراف المدن من الفقراء والمعدمين ؟؟؟ والموقف المضاد من نخبة العلمانيين تجاه ذلك والمحذر من (( غزو فلاحي الأناضول الأجلاف للمدينة )) . كل هذا جعل أصوات جميلة إفتقدت الحس الطبقي للقول : (( أين أسطنبولي )) ولكنها تستدرك لتقول (( أن الأمر كله ركض وراء المال )) .
في مجمل الوقائع يشير الكاتب عبد الآله مجيد في عدد إيلاف ليوم 4 – 6 بأن السابق للغضب المتفجر هو : (( هدم أقدم سينما في إسطنبول لبناء مركز تجاري آخر .... وتهديم كنيسة أرثودكسية روسية بنيت في القرن التاسع عشر لأعادة بناء الميناء )) . مستنتجا وهو على حق بأن : (( الحكومة لاتستشير المؤرخين مثل كوبان أبرز مؤرخي إسطنبول وهو القائل بأن الحكومة تهمل تأريخ المدينة قبل الأسلام فهي لاتحافظ إلا على المساجد القديمة . ))
مابين غطرسة وعنجهية وتعنت أردوغان , وشماتة الآخرين الذين حاربهم وهددهم في عقر دارهم , بأسلحة طائفية وأثنية والمستقوية بقوات الناتو وقرارات الأتحاد الأوربي .. يظل التساؤل : هل إحتمالات تراجع أردوغان الظاهري والذي سيحدث عاجلا أو آجلا ... هو مفتاح خلاصه ؟ أم أنه سيهيء لضربة أخرى يوجهها للقوى العلمانية والليبرالية والشبابية ؟ مستفيدا من تراجع تكتيكي لغرض فرض الأمر الواقع وهو :
إنهاء أي مظهر للعلمانية والمدنية لصالح بناء دولة دينية تتكتك لتقدم يلحقه تراجع , لتتقدم خطوة للأمام مضحية بخطوتين للوراء .... ولكن أين دور العسكر ؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو: حماس تمارس إبادة جماعية ورفضت جميع المقترحات المتعل


.. الدكتور مصطفى البرغوثي: ما حدث في غزة كشف عورة النظام العالم




.. الزعيم كيم يشرف على مناورة تحاكي -هجوماً نووياً مضاداً-


.. إيطاليا تعتزم توظيف عمال مهاجرين من كوت ديفوار وإثيوبيا ولبن




.. مشاهد جديدة وثقتها كاميرات المراقبة للحظة وقوع زلزال تايوان