الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاديان التوحيديه والثقافه الهيلينيه

عصام عابدين

2013 / 6 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من خلال دراسه الميثولوجي الاغريقي يتبين لنا ان الاديان اليونانيه القديمه كانت اكثر قابلية لاعتقاد البشر فيها , عن الاديان التوحديه التي يومن بها اليوم حوالى اربعه مليار شخص تقريبا . اذ ان مُعتقد الانسان اليوناني القديم بان الالهه لم يخلقو الكون كما تقول الاديان التوحديه وان الالهه خاضعه للقدر حالها كـ حال اي انسان او اي عبد لها . مما يعني انهم اشبه بكائنات بشريه تحمل قوه خارقه للطبيعه تجعل منها خالده فى الوجود . وان اي انسان يمكن ان يكون خالد هو الاخر ان استطاعت اعماله الدنيويه ( سواء اكانت ماديه او الروحيه ) تحطيم جدار الفناء البشري .
ويختلف الحال تماما فى الاديان التوحديه . منُذ بدايه وجدانها المتمثل فى الديانه الاتونيه والتي انتهي زمن اعتقادها الفعلي فى الان الحالى لكن لاتزال موجوده جوهريا فى كثير من الاديان الاخره . مروراَ بعد ذلك باليهوديه والمندئيه والاسلام الخ .
فجميعها اديان تقول بان الاله الواحد خلق كل شيء . وابدعه فى احسن صوره ( الانسان - الحيوان - النبات - الجماد - الكون ) و قد دون جلالته الاقدار قبل بدايه الحياه في اي جزء من اجزاء هذا الكون . بالتالى هو المُسير الذي لا يسير عليه القدر .
لتصبح من اهم مقومات الديانه التوحيديه زرع فكرة الغائيه فى كل الافعال . فالامور لا تسير من طلقاء نفسها بطريقه عشوائيه لا اراديه ( يقصد الاراده الخارقه للطبيعه ) . فما دام الابداع موجود فلابد من وجود مبدع لكل شيء . وكل شيء يحمل بصمه هذا المبدع فى جوهره الخ . لكن بهذه الطريقه يتبين لنا بعض التناقُض يظهر خلال سوال احد الاطفال في العقد الاول من عمره ثناء محاوله تلقينه قواعد دين يجب ان يرثه عن والديه ( بغض النظر عن ديانه والديه ) .
فمن البديهيات ان يتسائل الطفل من مبدع هذا الاله . ان كان لكل ابداع مُبدع . وان الامور تسير بشيء من الغائيه . لكن ياتي جواب الدين سريعا في حروف قليله من الكُتب المقدسه . " ان الله واحد احد لم يولد وهو اساس كل شيء " اختلفت الصيغه من كتاب لاخر لكن المضمون واحد هو ان الاله اول نُقطةُ بدايه في كتاب السببيه المتسلسله . لكن المُعتقد البي لم يترسخ بعد فى الاطفال هو مُترسخ فى بعض الاشخاص البالغين ( افصد النظره التسلسُليه ) . فكثير منهم يحاول فهم ماهية الاله والغايه من وجوده .
اذ ان الاديان بهزه الطريقه منحت العقل الفكره وعكسها . لتتحول الفكره الموحده الى تناقض يترتب عليه نفي الفكره القديمه و انقسامها الى عدد من الافكار تتصارع فيما بينها بحثاَ عن الوحده من جديد . التي سيترتب عليها راحه نفسيه مُستقبلية .
وبعد فتره من الصراع الداخلي بين المُعطيات الروحيه والماديه يتوصل الشخص الي احد الوحدتين . الاوله منها مازالت مُحتفظه بنفس الماهيه بعض الشيء وتحمل فى مضمونها راحه الكامنه ( العقل الكامن ) . وتتجسد في توجه هذا الشخص الى الاغتراب عن ذاته بالتوحده مع اشخاص اخرين قد يكونو قد حملو نفس الفكره فى فتره من الفترات وتوجهو الى قمعها بنفس الطريقه ( الاغتراب ) او طُرق قمعيه اخري . او رُبما لم يمرو بتلك المرحله العقلانيه فى الاساس لاسباب مُختلفه حسب الايكولوجيه التي وجود فيها كل شخص والتي اثرت فى تكوينه .
اما الوحده الثانيه فهي الاكثر راحه للانا الوجداني ( عقل المنطقي ) صاحب السلطه العُظمه على شخص الانسان والقادر على ترويض العقل الاخر ( الكامن ) . وتبدا الوحده فى الظهور بعد انخراط الشخص قبل ان يحس تلك الوحده في السير بنفس مبدا السببيه النسبيه التي ترسخت فيه من طفولته . فيدعم المُعطيات الماديه المتمثله فى نظريات وابحاث علميه فى مجالات تتصل بالفكر فى بعض النقاط . بالمُعطيات الروحيه المختلفه . من كل الديانات التوحيديه وغيرها . من بدايه فكرة الاديان والعباده "الطوطم والطبو" مروراَ بجميع مراحله تطور الفكره ( الاله الحيوانيه - الارضيه - التعدُديه - الاله الانسانيه - الاله القوميه - التوحيديه - الاله الكوثموبوليتيه ) حتي يصل الي مُعتقده (مصدر الاثاره الجدليه ب نفسه ) ويبدا في مقارنته بالاديان الاخره وتفنيدهم ولا يلبث ان يبدا المزج بالمُعطيات الماديه حتي يبدا بدحض افكاره الموروثه ويتوحد بذاته , او بمعني يجد ذاته بين هذه الالهه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهدافها هدفا حيويا بإيلا


.. تونس.. ا?لغاء الاحتفالات السنوية في كنيس الغريبة اليهودي بجز




.. اليهود الا?يرانيون في ا?سراي?يل.. بين الحنين والغضب


.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل




.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت