الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القضية الفلسطينية بين النوسطالجيا والواقع الموضوعي

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2013 / 6 / 13
ملف - القضية الفلسطينية، آفاقها السياسية وسبل حلها


القضية الفلسطينية بين النوسطالجيا والواقع الموضوعي
مرت الذكرى على من تبقى على قيد الحياة ، من ابناء الشعب الفلسطيني الذين عاصروا "دولتهم " ، ما قبل ال 48 ، "وهم قلة تتناقص كل يوم " ، ولو انها كانت "دولة " تحت انتداب بل احتلال بريطاني مباشر ، الا انها كانت بالنسبة لهم دولة ، عاشوا فيها وحاولوا بناءها وفق ما ظنوه مناسبا لبناء الدولة . تشكلت احزاب وحركات ، صدرت جرائد ومجلات ، نشطت مدارس وجامعات ، وتأسست جمعيات مجتمع مدني . ومع ذلك يمكن القول بأنها كانت بدايات متواضعة ، لكنها دلت على رغبة وقدرة ابناء هذا الشعب على بناء كيان سياسي مستقل شأنه شأن بقية الشعوب الواقعة تحت الاحتلال .
لكن يا فرحة ما تمت !! فقد تكاتفت ظروف موضوعية واخطاء ذاتية على وأد حلم الدولة في مهدها ، وكانت النتيجة اقتلاع الشعب الفلسطيني من ارضه ، وتشتته في بلاد اللجوء .
لقد اعتبر المشردون بلاد لجوئهم محطات "ترانزيت " في طريق العودة الى بيوتهم وقراهم ، وما هي الا لحظات حتى يُقلعون عائدين اليها .
ومرت السنون ، والامل لم يفارقهم لحظة بأن الفرج قريب ، تمسكوا بمفاتيح بيوتهم ( التي لم يعد لها وجود على ارض الواقع )، واعلنوا انتمائهم وانتسابهم لقراهم ومدنهم ، (التي تمت ازالتها من الوجود ) ، وكبر الحلم كلما زادت الاوضاع سوءا في مخيمات لجوئهم .
لا يمكن مناقشة لاجئ حول حقه في استعادة حياته الماضية ، ولو عبر حلم رومانسي نوسطالجي ، وأنا شخصيا ابن للاجئ حلم طيلة حياته بالعودة الى مرابع الصبا ، لكن الى جانب الحلم لم يهمل حياته ، وكغيره من اللاجئين ، بنى لنفسه ولعائلته بيتا اخر وحياة أخرى .
لكن النظام الرسمي العربي ،الشريك الاول في الهزائم التي لحقت بالقضية الفلسطينية ،حول هزائمه الى انتصارات عبر خطاب رسمي عربي شعاراتي ، يدعو الى اعادة عجلات الايام الى الوراء !!!!!!!
وبالمقابل فحركة التحرر الوطني الفلسطيني وضعت سقفا لطموحاتها ، سقف الدولة الديموقراطية الواحدة على كامل التراب الفلسطيني .
الاسلام السياسي الذي استقوى بالنفط ونشر فكرا سياسيا نوسطالجيا بامتياز ، رأى في "حلم " العودة الى الخلافة ، العصا السحرية التي بواسطتها سيعود المسلمون والعرب الى الصدارة ، ولو لم يتمكنوا من صناعة نكاشة اسنان !!!! وحينما تعود الخلافة فستعود معها فلسطين !!
وعلى ارض الواقع ، اسرائيل تزداد قوة وتقدما عسكريا وعلميا ، وتصادر الارض وتقيم المستوطنات .
وتحاصر المدن الفلسطينية وتوجه ضربة قاسية للتواصل الجغرافي بين المدن الفلسطينية ، بحيث اصبحت هذه المدن كانتونات منعزلة ومنفصلة ، لا امل لها بتشكيل كيان سياسي مستقل ، يحظى بتواصل جغرافي .
خلق واقع على الارض هو السمة المميزة للسياسات الاسرائيلية المتعاقبة ، بحيث يحظى في نهاية المطاف ، بتفهم "المجتمع الدولي " ومؤخرا وتماشيا مع الواقع الجديد فقد طرحت المبادرة العربية للسلام ، طرحت فكرة تبادل الارض ، اي بمعنى اخر الاعتراف بشرعية الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة.
وليس بجديد القول بأن الانظمة العربية اضرت بالقضية الفلسطينية كثيرا وكونت شراكات في الخفاء مع اسرائيل ، وهذا الاسبوع كشفت صحيفة هأرتس عن حقيقة لم تكن جلية ، وهي أن دولا عربية تستورد السلاح من اسرائيل !!!!! لمحاربة من ؟؟ ومن بين الدول برزت مصر والامارات ودول اخرى .
اذن هل فُقد الامل بدولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة ؟؟؟؟؟؟
اذا اراد الشعب الفلسطيني أن ينقذ ما يمكن انقاذه ، والحصول على دولة في حدود الرابع من حزيران ، على ابناء الشعب الفلسطيني الثورة على" قيادته "، واسقاط دولة حماس ورام الله، وتوحيد القوى والطاقات من اجل بناء الدولة في حدود الرابع من حزيران 67 .
الاصوات التي تخرج من اسرائيل على السنة الصغار (نواب وزراء ) تدل وتشير الى أن اسرائيل لا تريد حلا على اساس الدولتين لشعبين ، بل تماطل حتى يصبح حلم بناء الدولة الفلسطينية مستحيلا !!
"خذو اسرارهم من صغارهم " كما يقول مثلنا الشعبي .

لكن ربما يستفيق الشعب في اسرائيل من غفوته ويقضي على الاحتلال قبل أن يقضي الاحتلال على دولة اسرائيل ، كما قالت زهافا غلئون رئيسة حزب ميرتس الصغير .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المبادرة العربية للسلام
زرقاء العراق ( 2013 / 7 / 8 - 22:19 )
نلوم اسرائيل ليل نهار بأنها لا تريد السلام , ولا نريد ان نعترف بأننا لانقبل بالسلام بل نتظاهر فقط بأننا نجنح لها والمبادرة العربية للسلام خير مثال لذلك
فمن اوائل بنودها هو حق العودة لللآجئين , ليس لدولة فلسطين المستقبلية بل عودتهم جميعاً الى داخل اسرائيل وهذا بند انتحاري لأسرائيل ان قبلت به, وهكذا يتم وضع العصا في العجلة ويدل على عدم رغبة العرب بالسلام اصلاُ
ثم نتناسى بأن اول ميثاق لحماس هو محو اسرائيل من الوجود, ونلوم اسرائيل بأنها لا تريد السلام
يجب علينا بأن نتخلص من ثقافة الغاء الآخرين في دولنا العربية قبل ان نحاول حل القضية الفلسطينية

اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي