الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غرور طائفي

ساطع راجي

2013 / 6 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


جنود الطائفية وأقطابها يعيشون أيام زهوهم الآن، لكنهم بلغوا مرحلة من الغرور أعمتهم عن وقائع الارض وحقائق التاريخ، هم يظنون ان هذه الايام هي ايامهم التي تسمح لهم بتصفية كل حساباتهم المتراكمة منذ مئات السنين، وان المعارك التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط اليوم هي فرصة لتسوية حسابات معلقة وحسم معارك سابقة لم تحسم ويريد كل طرف وضع نهاية لها تنسجم مع احلامه، الطائفيون يعيشون لحظة غرورهم الكبرى ولذلك يستخرجون كل قسوتهم وحقدهم ويصبونها على الناس سواء كانوا خصوما فعليين ام مجرد عابرين في حياة المعارك التي لا تنتهي منذ ألف ويزيد من السنين.
الطائفيون يظنون بغرور غبي ان العالم انتج أفضل ما عنده من تقنيات التواصل لينقل اشرطتهم وخطاباتهم ومذابحهم وشنائعهم وفضائحهم عبر القارات وليسجلها ارثا انسانيا خالدا للقسوة والتوحش، عبر القتل والتمثيل بالجثث والتهجير وتقطيع الاوصال والاغتصاب والتهتك والاتجار بالرقيق والتفخيخ، الطائفيون يظنون انها معركتهم الكونية الاخيرة التي ستضع نهاية لكل المشاكل، وهم بغرور أحمق يظنون ان بلدان العالم المتطور تضع كل اقتصادياتها وتطورها التسليحي في خدمتهم من اجل حسم معركة (الحق ضد الباطل) و (الخير ضد الشر).
الغرور أنسى الطائفيين انهم مجرد كائنات بائسة تعيش في مجتمعات على هامش الحضارة الانسانية في دول ما زالت في صيغة المستعمرات او اشباهها وانها دول من العالم الثالث بلا حول ولا قوة وان ما يسمى معركة (الحق ضد الباطل) التي تتم بقناع طائفي واعتمادا على غباء الطائفيين وجهلهم، هي مجرد معركة ثانوية في تنافس دولي على الاسواق والموارد والنفوذ، منطقة الشرق الاوسط ليست الا احدى ساحاته ولا قيمة مقدسة لها تتجاوز منافعها المادية وهي بذلك لا تزيد كثيرا عن مناطق التنافس الاخرى في جنوب آسيا والمحيط الهادي واصقاع القطبين الشمالي والجنوبي، بل وتمتد الى الفضاء أيضا.
عواصم الحراك الطائفي ومؤسساتها الاعلامية وخزائنها، ليست الا جزء بسيط من تنافس دولي لا علاقة له بالكتب الصفراء وجدل العقائد وعلامات الساعة وخنادق المؤمنين والكفار، تنافس دولي يسمح بوجود مشروع نووي ايراني بفضل قطب روسي صيني، ويسمح بظواهر مثل قطر والجزيرة بفضل قطب أمريكي غربي، تنافس دولي تطل من شرفاته الثانوية رؤوس تركيا والسعودية وسوريا والعراق، وليتوهم الطائفيون من كل جانب إنهم يخوضون معركتهم الكبرى، بينما الاقطاب مرتاحون هذه المرة فالتاريخ والغباء وفرا عليهم جهود وتكاليف التعبئة والحشد، أضرحة ودعاة ورموز ومشايخ ومجلدات من الهذر وساعات تلفزيونية رخيصة كفيلة بتوفير الرجال والمال والقسوة، الارباح مضمونة هذه المرة فقد تكفل الاغبياء بقتل أنفسهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. WSJ: لاتوجد مفاوضات بين حماس وإسرائيل في قطر حاليا بسبب غياب


.. إسرائيل تطلب أسلحة مخصصة للحروب البرية وسط حديث عن اقتراب عم




.. مصادر أميركية: هدف الهجوم الإسرائيلي على إيران كان قاعدة عسك


.. الاعتماد على تقنية الذكاء الاصطناعي لبث المنافسات الرياضية




.. قصف إسرائيلي يستهدف منزلا في مخيم البريج وسط قطاع غزة