الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تسليع الجسد

شاكر النابلسي

2013 / 6 / 17
ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس


تسليع الجسد
شاكر النابلسي
يقل أحد المفكرين العرب المعاصرين:
يمتلك الرجل جسده.
أما الأنثى، فلا تملكه.
الرجل، يعاشر من يشاء من النساء.
ولكن المرأة مرغمة على معاشرة الرجال المفروضين عليها.
الرجل، كائن لذاته، بينما المرأة كائن للغير.
الرجل، هو الفاعل، والمرأة هي المفعول به.
قول الرجل ممتلئ، وقول المرأة فارغاً.
ويقال دائماً:
"كلام نسوان".
وإذا أرادت المرأة أن تمتلك قولها، فعليها امتلاك جسدها، وعليها امتلاك نتاجه (الأطفال).
*
لا تعني المرأة بالنسبة إلى العربي، شيئاً آخر سوى أنها جسد.
ونظرته إليها، نظرة حسيَّة.
لقد كان العرب بدواً رحلاً، يعاشرون الناقة، والفرس. ونظروا إلى المرأة من المنظور ذاته.
وكان من الطبيعي، أن تترك البيئة الجغرافية بصماتها على اللغة، وعلى خصائصها، وتطورها.
وكانت اللغة الجنسية، غنية بألفاظ البيئة، التي رسمتها الصحراء المقفرة، بجفافها، وقسوتها، وخشونتها، وخيلها، وجِمَالها. كما يقول الباحث ابراهيم الحيدري في كتابه (النظام الأبوي وإشكالية الجنس عند العرب، ص286).
*
وحاول الإسلام تحرير المرأة، من نظرة الجاهليين إليها، ومنحها حقوقاً إنسانية، وشرعية.
فجعل لها حق التعبير عن رأيها في خاطبها، ومنع تزويجها بغير إرادتها، وأجاز لها طلب فسخ زواجها. كما يقول عبد السلام الترمانيني في كتابه (الزواج عند العرب في الجاهلية والإسلام، ص200),
ولكن مع زيادة الثراء العربي بعد الفتوحات، وبعد ظهور الإسلام، أصبحت المرأة تُباع وتشترى، تحت غطاء "مقدار المهر"، الذي أصبح رمزاً للكفاءة.
وقد تأسى الأغنياء من كبار التجار والمُلاَّك ببيوت "الأشراف"، فغالوا في مهور بناتهم، واضحى المهر رمزاً للثروة، والنسب الرفيع.
وكان الأغنياء إذا أفحشوا في الثراء، التمسوا لأنفسهم نسباً كريماً، يرفعهم إلى مراتب "الأشراف"، فيجمعون بين الحسنيين، ولا يزوجون بناتهم إلا لمن أضحى من أمثالهم نسباً، ومالاً.
وقد أقلق هذا الوضع السلطة السياسية والدينية، فوقف عمر بن الخطاب – مثلاً - محذراً، وقال:
"أيها الناس، لا تغالوا بصداق النساء، فإنه لو كان مكرمة في الدنيا، وتقوى عند الله، كان أولاكم بها النبي، فإنه عليه السلام لم يصدق امرأة من نسائه، ولم تصدق امرأة من بناته بأكثر من 12 أوقية (500 درهم).
وإن الرجل، ليغالي بصداق امرأته، حتى يكون ذلك في قلبه عداوة."
ورغم هذا، يقول لنا المؤرخون، أن عمر بن الخطاب دفع عشرة آلاف درهم في مهر أم كلثوم، زوجته، وابنة علي بن أبي طالب.
وكان الباعث على ذلك تيسير الزواج. وهو ما دعا إليه النبي الكريم بقوله:
"إن أعظم النكاح بركة، أيسره."
*
يقول أحد الباحثين الاجتماعيين المتخصصين في "الجنسانية العربية"، أن جسد بعض النساء العربيات الآن، أصبح ثقباً، يتسرب منه الآخر إلى داخل الأنا.
أصبح الجسد بدوره سلعة، ورأسمالاً، يُباع، ويُشترى، ويُكرى.
تحوَّل إلى أداة، نفعل بها ما نشاء، ونحن مستعدون لبيعها.
فقد الجسد حرمته التقليدية، ولم يعد هو الدار الأولى للأنا، بعد أن كان حامي الأنا الأول.
أصبح الجسد الأداة الأولى، التي تُعلن عن الهشاشة الاقتصادية، والاجتماعية، كما قال الباحث عبد الصمد الديالمي في كتابه (سوسيولوجية الجسمانية العربية، ص 89).
وإذا أرادت المرأة أن تمتلك قولها، فعليها امتلاك جسدها أولاً، وعليها امتلاك نتاجه (الأطفال) أيضاً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وحاول الإسلام تحرير المرأة
هانى شاكر ( 2013 / 6 / 17 - 05:00 )


وحاول الإسلام تحرير المرأة



جاء في القرآن الكريم: {فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ}. [البقرة 230] وورد في تفسيرها: قالت امرأة رفاعة لرسول الله: إن رفاعة طلقني فبتَّ طلاقي، وإن عبد الرحمن بن الزبير تزوجني، وإن ما معه مثل هدبة الثوب. فقال رسول الله: أتريدين أن ترجعي إلى رفاعة؟ قالت: نعم. قال: لا، حتى تذوقي عسيلته، ويذوق عسيلتك. وكثير ما تكون امرأة لها زوج عظيم وأولاد وبنات هم سادة مجتمعهم، وفي حالة غضبٍ يطلِّقها زوجها، ثم يندم على ما فعل فإذا الشرع القرآني يُلزم هذه السيدة أن تُجامع غير زوجها قبل أن تعود إليه.

...


2 - مجرد تبريرات غير مقبولة نفسيا واجتماعيا ..
...متابع ( 2013 / 6 / 17 - 21:49 )
روى لي احد شيوخ الدين (ملا ) ان كثير من الاشخاص يأتون اليه لغرض عقد نكاح زوجاتهم المطلقة على رجل اخر وبعد ما يقضي ( العريس الطارىْ ) وطره يقوم بتطليقها ويعقد نكاحها مجددا على زوجها الاول وهذا ما يسمى عندنا ب ( التجحيش ) ويمضي رجل الدين ( الراوي ) ويقول .. ان ازواج تلك النساء المطلقات كانوا يبدون الفرح والسرور عند اتمام عملية عقد النكاح وعودة الزوجة الى زوجها الاول بعد ليلة عسلية ! ويتقاض الملا مبالغ وهدايا من الزوج بعد اكتمال العملية ..!! فهل هذاه العملية مستساغة ؟! طبعا كلا ! ولنا ان نتسائل الم يكن في مقدور هذا ( الدين العظيم ) ان يضع حلا اخر كاعطاء جزية او صدقة بدل هذه الاهانة ....( النفسية ) للرجل الزوج وهدر لكرامته كرجل ؟؟!!

اخر الافلام

.. ماذا نعرف عن انفجارات أصفهان حتى الآن؟


.. دوي انفجارات في إيران والإعلام الأمريكي يتحدث عن ضربة إسرائي




.. الهند: نحو مليار ناخب وأكثر من مليون مركز اقتراع.. انتخابات


.. غموض يكتنف طبيعة الرد الإسرائيلي على إيران




.. شرطة نيويورك تقتحم حرم جامعة كولومبيا وتعتقل طلابا محتجين عل