الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كآبة وجوه الدعوة كآبة وجوه البعث

فالح المشهداني

2013 / 6 / 18
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم




وفي الشارع كنت احلم بالحرب دائما تطاردني ، وارى اسمي دائما مكتوبا على لا فتة سوداء معلقة ببداية شارع بيتنا
تقول الشهداء اكرم منا جميعا
ولا تحسب الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون
هذه الكذبة التي شجعت البعث على قتل الأبرياء بتفويض من الله ولم يعترض عليها احداً
بدأت الحرب مع إيران وكان عمري وقتها 13 عاما ويوميا اذهب مشياً من ساحة النهضة ببغداد وارى نقليات السيارات الكبيرة التي تنقل الجنود البائسين الذاهبين لساحات الحرب وأقرأ شعارات البعث الكئيبة المعلقة على واجهات الشوارع - شهران والعراق يتقدم عامان والعراق يتقدم –
انا كنت اقرأ شعارات حزب البعث بالمعنى العكسي للكلمة ( يتقدم يعني يتراجع )
بدأ الجميع يقلق من اجواء الحرب مع ايران وكان البعث يقود البلد لحرب طويلة جدا
بعدها صار لي ملفاً في مديرية الصحة النفسية على شارع ابي نؤاس واراجعهم كل شهر كي يعطوني الادوية المهدئة لرنين قذارة الحرب
كنت احلم دائما بالهرب من كآبة صدام ومن كآبة آل البيت المعصومين وغير المعصومين ، اهرب الى ايّ بقعة في العالم اعيش فيها بعيداّ عن اجواء الحرب وبعيداً عن وجوه البعث المشؤومة بعيدا عن كآبة العقيدة ، فعلا بدأت فكرة الخروج من العراق تكبر يومياً، بعد ان اصبحت جندياً في مشاة لواء 99 معارك الفاو – رأيت اشلاء اجساد العصافير واشلاء اجساد الجنود العراقيين والإيرانيين معجونة مع الفولاذ المنصهر ومع البارود المحترق،
كنت لابسا الملابس العسكرية وجالساً جنب الشارع المؤدي للفاو خلف الجبهة انتظر قدوم ظلام الليل كي اذهب الى ساحات الحرب ، مرّ امامي كلبُ سائباً ، حسدتُ حرية انطلاق الكلب ؟؟ ليس عنده رئيس يحكمه مثل رئيس بلدنا وهو يستطيع التنقل في اي مكان يعجبه
– تذكرت قول صديقي جاسم الكردي يقول اعيش كلب بالسويد افضل من إنسان بالعراق
جاسم قتلته قنابل حرب الخميني وصدام في معارك مهران
هذا الكلب حتى لو عبر الحدود لن يجد احد يطارده ، لا البعث ولا حزب الدعوة ولا الصدريين ولا الطائفيين ولا ولا ولا
البارحة قرئت عن اخبار ابا تحسين الذي ضرب صورة صدام بالنعال وتناقلت صوته الغاضب جميع فضائيات العالم كي يسمع الذي لا يعرف عن معاناتنا مع نظام حزب البعث عن جرائم المقابر الجماعية الكثيرة
اليوم اعاني من نفس كآبة البعث لكن البعث تغير اسمه لحزب الدعوة ؟ وجوه الدعوة هي نفسها وجوه البعث ونفس السلوكيات والحماقة مع خلطة خبيثة من معممين العجم
كنت عندما ارى صورة صدام بالتلفيزون احسّ بالاختناق وضيق التنفس وبحزن شديدٍ ، اليوم نفس الشيء يحصل معي عندما ارى صورة المالكي بالتلفيزون احسّ بضيق النفس وبالاهانة
وكلّ اعضاء مجلس الحكم بالعراق هم وصفة جاهزة للقرف والاشمئزاز









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رد على مقالة فالح المشهداني
صريح صادق اللامي ( 2013 / 6 / 23 - 23:25 )
رداً على مقالة الكاتب فالح المشهداني كآبة وجوه الدعوة كآبة وجوه البعث .. وتعليق محمود الشمري عليها ... نود أبداء الرأي والتعليق على ما جاء ......
ليس دفاعاً عن نظام البعث ... فويلات هذا النظام لا تحصى ولا تعد .. وخير شاهد على ذلك الظروف السيئة التي عاشها العراقيين في عهد البعث ... لكن الحقيقة يجب أن تقال ... فويلات نظام حزب الدعوة أكبر وأكثر وأشد قسوة ... حتى أن وضعه غريب فما سر تعدد الاحزاب التي انشقت عنه .. أما سرقات أعضاء هذا الحزب ورئيسه هي الاخرى لا تحصى ولا تعد ... فالذي يعيش داخل العراق يحس ويعرف المعاناة الكبيرة لهذا الشعب الجريح الصابر ... فميزانية الدولة خلال حكم حزب الدعوة تصل إلى حدود ترليون دولار (ألف مليار دولار ) ... أما رئيس الوزراء فلا نعلم إن كانت له مهنة حكومية قبل منصبه الحالي ... لكن الذي نعلمه أن الوظيفة العامة في النظام السابق كانت لا تسمح بترقية الموظف إلى درجة أعلى إلا بعد مرور عدد من السنوات على خدمته الفعلية في وظيفته ، وأن شروط الترقية في السلم الوظيفي تتطلب اجتياز المرشح لأي منصب في الدولة عدد من الدورات الحتمية ...

اخر الافلام

.. نواب في الحزب الحاكم في بريطانيا يطالبون بتصنيف الحرس الثوري


.. التصعيد الإقليمي.. العلاقات الأميركية الإيرانية | #التاسعة




.. هل تكون الحرب المقبلة بين موسكو وواشنطن بيولوجية؟ | #التاسعة


.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة علما الشعب جنوبي لبنان




.. المتحدث باسم البنتاغون: لا نريد التصعيد ونبقي تركيزنا على حم