الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نظام بطعم الفوضى

ساطع راجي

2013 / 6 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


تقف العملية السياسية العراقية في منطقة غائمة لا نكاد نتبين مصيرها، فلا هي تمثل نظاما يتجه الى استكمال بنائه ولا هي نظام متكامل يوشك على التفتت والانهيار، قتل وفساد وتخبط وغياب كامل للاهداف وتناحر بين القوى السياسية وتخاصم بين المؤسسات، وفراغ في المواقع وفراغات تشريعية ومؤسسية وفوضى في السلاح وتناثر للقوة العسكرية وتخبط في السياسة الخارجية، وفوق كل ذلك غياب المشروع السياسي الجامع لكل هذا الشتات.
فوضى النظام السياسي تنتج يوميا مزيدا من ضحايا العنف وتصاعدا في الاحتقان المجتمعي وتدخلا خارجيا سافرا واهدارا للثروات والفرص وهو ما يؤدي الى مزيد من التباين الطبقي وتراكم في الثروات وتزايد في الفقر ليغذي ذلك المليشيات والجماعات المسلحة بمزيد من العناصر وسط استمرار الحالة الانتقالية واحكامها الخلافية التي لا تتمكن المؤسسات التشريعية والتنفيذية من وضع مدى زمني لها.
الواضح اننا نعيش في فوضى نتلافى مواجهتها عبر الانشغال بالتفاصيل اليومية الكثيرة لخلافات الزعماء والكتل وتصريحات النواب المتضاربة وبرامج التشهير والفساد دون أن نتوقف للتساؤل عن مصيرنا وسط هذه الفوضى فالبلاد في معترك دولي ليست بمستواه وهي قد تندفع الى طريق مظلم عند اقل اهتزاز او رهان خارجي، خاصة واننا نقترب من اعادة ترسيم مناطق النفوذ الدولي.
لا نحتاج للتأكيد اننا نعيش في دولة فاشلة لا يهتم احد بمحاولة اخراجها من فشلها كما ان نخبتها منشغلة بتوزيع ميداليات وهمية للقوائم المتنافسة على المواقع وبتحديد مناصب الفاشلين والفاسدين والقتلة وتوصيف بطولات انتخابية وتقاسم للسلطة الموهومة، نخبة مثقفة تورطت كثيرا بالتحزبات والتهريج الاعلامي والتناحر بين شخصيات مأزومة لا تعير قيمة حقيقية للنخبة وثقافتها وحساباتها.
لقد تورطنا بنخبة سياسية هي على العكس تماما لكل ما تدعيه، نخبة تقف على النقيض من شعاراتها ولكنها وجدت في نفس الوقت جماهير اشد تطرفا منها ونخبة ثقافية واعلامية لا تجد الا التورط في التفاصيل والانقسام، نحن نخسر يوميا جزءا من هذه الدولة لصالح الفساد والفشل والعنف، ونستسلم لجماعات التخريب التي تنمو بسرعة وراحة وهدوء، تمد رأسها متى شاءت لتضع شروطها وتفرض نفسها على الجميع، هذه الحال ليست نظاما لحكم الدولة وصحيح أيضا إنها ليست الفوضى الشاملة، هي نظام بطعم الفوضى، لكنه طعم شديد القوة ويكاد ان يكون هو الاصل في معركة الجميع ضد الجميع، أليس من اللافت ان القوى السياسية تملك مشاريع لمواجهة بعضها بعضا لكنها لا تمتلك اي مشروع ولا حتى بالصيغة الوهمية لادارة البلاد؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هنية يزور تركيا لإجراء محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردو


.. توقعات بموجة جديدة من ارتفاع أسعار المنتجات الغدائية بروسيا




.. سكاي نيوز عربية تزور أحد مخيمات النزوح في رفح جنوبي قطاع غزة


.. حزب -تقدّم- مهدد بالتفكك بعد انسحاب مرشحه لمنصب رئاسة مجلس ا




.. آثار الدمار نتيجة قصف استهدف قاعدة كالسو شمالي بابل في العرا