الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حل الدولتين بين اليمين واليسار

ملهم الملائكة
(Mulham Al Malaika)

2013 / 6 / 23
ملف - القضية الفلسطينية، آفاقها السياسية وسبل حلها


في قراءة لدور اليسار الفلسطيني والإسرائيلي في تبني حل الدولتين لأزمة الشرق الأوسط ، لا يمكن أن يغفل القارئ دور اليمين في تبني أو إفشال هذا الحل . عالميا يدل ظاهر المشهد أن ادارة اوباما (الديمقراطية) مهتمة بارساء حل الدولتين.
لم تنجح جولات المفاوضات وتقريب وجهات النظر التي فعّلها وزير الخارجية الامريكية جون كيري في أن تبعث الحياة في حل الدولتين المقترح الذي طال انتظاره لانهاء أزمة الشرق الأوسط المزمنة. بل إن هذا الحل يبدو اليوم أبعد ما يكون عن التحقيق في ظل تسارع الأحداث السياسية في المنطقة، والتي جعلت من قضية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في آخر سلم اولويات الدول العربية ودول جوارها الإقليمي والقوى الفاعلة في الساحة.
" حل الدولتين هو الحل الأمثل في الوقت الحاضر لأجل إنهاء الصراع "
في الجانب الفلسطيني ، تباعدت القوى السياسية وتشرذمت مواقفها الى حد فاض عن وصف ( يمين ويسار) وصار يتطلب نوعا آخر من التوصيف للتعبير عن الموقف، ولو شاء الفلسطينييون أن يخرجوا بموقف متفق عليه عموما من قبل قواهم اليسارية أو موقف متفق عليه عموما من قبل يمينهم، لما استطاعوا أن يصلوا الى أي اجماع تحت هذا التوصيف الذي بات لا يستوعب مستوى الخلافات الفلسطينية الفلسطينية.
فحركة حماس بتوجهها الإخواني المحافظ لا يمكن الا أن توصف بأنها يمينة، فيما لن يتمكن المراقب أن يصف الجبهة الشعبية، والجبهة الديمقراطية الا بأنهما قوتان يساريتان، لكن هذا الوصف لا تدعمه مواقف هذه القوى قط.
المكافيء الأقوى لحركة حماس بمنطق وجودها على رأس السلطة الفلسطينية هي حركة فتح، وفي معرض رده على سؤالنا بشأن مواقف اليسار واليمين الفلسطيني من حل الدولتين، اشار مسؤول مكتب فتح في فينا أحمد حامد دغلس الى أن وصف اليمين واليسار هو وصف غير محبب عند الفلسطينيين، و" لكن الفلسطينيين مجمعون على أن حل الدولتين هو الحل الأمثل في الوقت الحاضر لأجل إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي".
هل يعني هذا أن الفلسطينيين يضعون كل بيضهم في سلة هذا الحل؟ ليس الامر بهذه البساطة، فحماس الاخوانية ما فتئت تهدد بمواقف عسكرية ضد إسرائيل، وفصائل إسلامية مسلحة في غزة ما برحت تطلق صواريخ إيرانية الصنع تقوض في الغالب إعلانات حسن النية التي تطلقها فتح، لا سيما وأن الإسرائيليين بكل أجنحتهم -عند الحديث عن المفاوضات - يتساءلون: مع من نتفاوض؟ وأين هو الإجماع الفلسطيني؟
أحمد دغلس لخص مواقف الفلسطينيين بالقول:" حل الدولتين عمليا غير ممكن، نظرا لكثافة الاستيطان على الأراضي الفلسطينية ". ثم عاد واستدرك بالقول: " ربما يكون هناك بصيص أمل حين توقف اسرائيل عمليات الإستيطان ، وقد يكون هذا ممكنا اذا ابتعدت حكومة المستوطنين التي يقودها نتانياهو عن هذا النهج".
"لا أحد في إسرائيل يريد أن يشاهد دولة حمساوية في الضفة الغربية"
تقليديا وقف اليسار الإسرائيلي بكل ثقله مع حل الدولتين ، وكان موقفه دائما مثار نقد اليمين الإسرائيلي وهو يرى في هذا الموقف مثالية ترقى الى يوتوبيا . ولدى سؤاله عن موقف قوى اليسار الإسرائيلي من حل الدولتين ، أعتبر د. مردخاي كيدار استاذ العلوم التاريخية والدينية في جامعة بار إيلان أن" اليسار يعيش تحت حلم أن الدولة الفلسطينية المقترحة ستكون مسالمة وستعيش بسلام مع إسرائيل الى أبد الآبدين، وهذا ما يدفع باليسار الاسرائيلي الى الدفع قدما لتطبيق الحلم على أرض الواقع بتقسيم الارض الى دولتين".
خلافا لهذه القراءة، كشفت نتائج الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة أنّ ثلثي ناخبي أحزاب اليمين الإسرائيلي ( الليكود، واسرائيل بيتنا) يدعمون حل الدولتين بتفاصيله المعلنة، فيما لا تبدو أحزاب يسار الوسط الإسرائيلية متحمسة لحل الدولتين بنفس طرح أحزاب اليمين. وهذا الانقلاب في المواقف مرتبط على الاغلب بارتدادات الزلازل السياسية التي تصيب المنطقة، وما تميله من تغيير جبهات قوى اليمين واليسار على حد سواء.
وفي معرض تحليله لموقف اليمين الإسرائيلي أشار د. مردخاي كيدار الى أن اليمين أكثر واقعية في رؤيته لحل الدولتين، فهو يرى ما جرى في قطاع غزة بعد أن استولت عليه حركة حماس قبل 6 سنوات، " واليمين يخشى أن تتكرر هذه الصورة في الضفة الغربية، وفي الدولة الفلسطينية التي ستنشأ ربما في الضفة الغربية، ولا أحد في إسرائيل يريد أن يشاهد دولة حمساوية في الضفة الغربية".
هذه القراءة لمواقف اليمين من داخل إسرائيل قد تقود الى الإستنتاج أن اليمين يقف ضد حل الدولتين. وقد علقت جريدة القدس العربي الصادرة في لندن في 23 كانون ثاني/ ياير 2013 على مجريات الانتخابات الاسرائيلية بالقول: " هذه الانتخابات ونتائجها، والاجواء التحريضية التي رافقتها ضد العرب ستكون نقطة تحول رئيسية في تاريخ الصراع العربي ـ الاسرائيلي من حيث قتل حل الدولتين والعملية السلمية التي من المفترض ان تؤدي اليه، واعادة ضم الضفة الغربية او اجزاء رئيسية منها في افضل الاحوال".
وفي هذا السياق اشار د. مردخاي كيدار الى أن" نتانياهو وحكومته يلعبون اللعبة أمام أنظار المشاهد الأمريكي، لأن الأمريكيين ما زالوا يحلمون بحل الدولتين ، ولكني أعتقد أن نتانياهو ليس مؤمنا بأن هذا الحل ممكن، لأنه يعلم أن كثيرا من الفلسطينيين سوف لن يقبلوا بانهاء النزاع".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نهاية النفق
علي اياد ( 2013 / 7 / 29 - 13:05 )
يبدو ان في نهاية النفق ضوء ما، والمنطقة تسير الى التفتت والخلاف، سيصل الفلسطينيون مع الدولة العبرية الى حل قريب.

اخر الافلام

.. ماكرون يستعرض رؤية فرنسا لأوروبا -القوة- قبيل الانتخابات الأ


.. تصعيد غير مسبوق على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية مع تزايد




.. ذا غارديان.. حشد القوات الإسرائيلية ونصب خيام الإيواء يشير إ


.. الأردن.. حقوقيون يطالبون بالإفراج عن موقوفين شاركوا في احتجا




.. القناة 12 الإسرائيلية: الاتفاق على صفقة جديدة مع حماس قد يؤد