الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تسليح المعارضة السورية .. دعم للحرب أم قنطرة السلام إلى جنيف 2

محمد بن امحمد العلوي

2013 / 6 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


سوريا الآن بؤرة خطيرة و موقد كبير تفوح منه روائح حرب متعددة الأهداف و الأساليب و هناك عدة أطراف تتزاحم على إذكاء الحروب المذهبية انطلاقا من داخل الأرض السورية لإضعاف أطراف داخلية و توريط أخرى خارجية،تدخل حزب الله على الأرض كان دافعا لعدة تحركات و استقطابات قمة الثماني هيأت الموقف للحديث عن تسليح المعارضة كخيار أساسي لوقف الحزب و من وراءهم عند الحد الذي لا يتقدمون ميدانيا، و هذا ما يحصل في منطقة حلب.لا يخفى أن روسيا تواصل تقديم المساعدة المالية والعسكرية لنظام بشار الأسد،و الإيرانيون قالوا بوضوح بأن بقاء الأسد في السلطة أولوية إستراتيجية بالنسبة إليهم.
المتغيرات في السياسية الخارجية الإيرانية بعد الانتخابات و وصول الرئيس روحاني الذي يعتبر دبلوماسي بعباءة إصلاحية و الآتي من تحت جناح المرشد،لن تتغير طبيعة تلك السياسة حتى و لو تغيرت اللغة التي يمكن اعتبارها للاستهلاك الإعلامي،ففي نظرنا الملف النووي مرتبط بإبقاء الوضع في سوريا متوترا حتى تحوز طهران مبتغاها.
في اجتماع أصدقاء سوريا بالدوحة مؤخرا بدت قطر و كأنها تغازل السلام بالسلاح في سوريا و نجد أن المجموعة الدولية تسعى ظاهريا إلى التسليح من أجل التوازن بين المتصارعين بسوريا و ليس خافيا الآن بأن طهران قررت ألا تنسحب إلا بتسويات تؤمن بها مصالحها و مصالح حلفائها. فالمهم لا يمكن إعطاء القوة لأحد الأطراف و إنما تجريب السلاح للعبور إلى الحل السياسي الذي سوف تكون منطلقاته في جنيف 2 بعد تحقيق ما يعتبرونه استراتيجيا توازن القوة،و لازالت هناك تخوفات تتعلق بحسابات الطائفية و الإثنية و العرقية داخل سوريا مما يعقد الحلول الجذرية بإسقاط مفاجئ للنظام الذي سيؤدي إلى انهيار الدولة السورية و تصبح فاشلة تكون تأثيراتها كارثية و مباشرة على دول الجوار و منها إسرائيل و مصالح الولايات الأمريكية.
لا دور للأسد في مستقبل الحل في سوريا لكن انهيار نظامه بلا تحديد للبديل الذي يتوافق عليه جميع المتدخلين سيؤخر هذا الحل و من ثم سيتعاملون بتكتيكات الإنهاك لكافة الأطراف و استنزاف للمال و الدماء،و عطفا عليه فقمة الثمانية التي عقدت في ايرلندا الشمالية جاءت في وقت حساس ومحاولة جادة لتعبئة الكل حتى يكون جنيف2 صيغة حل خادمة للجميع.فالحكومة الانتقالية يراها كل طرف حسب رؤيته السياسية و المصلحية الخاصة، لكن المؤكد هو أن روسيا تبحث بشكل ضاغط حتى يكون أقطاب نظام الأسد يتحملون داخل تشكيلتها مسؤوليات تنفيذية و هذا في نظرنا صعب التحقق..
إيران و الميلشيات التابعة لها ذهبت لسوريا للحفاظ على النظام و هم غير مستعدين للتخلي عنه مهما كانت الظروف، فإيران تضخ الأموال و الرجال و تحت مظلة روسية دبلوماسيا و سياسيا و بصواريخ و طائرات و أسلحة متنوعة..و هناك في المقابل صواريخ ارض جو التي تعتبر خطا احمر للمعارضة المسلحة حتى لا تحسم المعركة أو حتى لا تصل إلى أيدي التنظيمات الجهادية، لقد بدأت الآن المساعدات العسكرية بشكل غير مستور و بتمويل سعودي قطري و التي وصلت إلى تركيا و الأردن لتوصيلها للمعارضة الموصوفة بالمعتدلة و المتمثلة في عنوان المجلس العسكري الأعلى و اللواء سليم إدريس.
من هنا نجد أن خلق التوازن و تقديم التنازلات من الطرفين حسب منطق أمريكا في مقاربة الحل للمشكلة السورية سيستغرق الوقت الكثير و يعمق التدمير و تفشي العنف الطائفي الذي تدفع إليه إيران و تنساق إليه عدة جهات،طهران حتى بعد انتخاب روحاني لن تغير استراتيجيتها التوسعية و هي الداعم و الراعي و بالتالي نظام الأسد لن يتم الضغط عليه من هذا المنطلق خصوصا و أن موقف روسيا لم يتغير في دعم نظام بشار،و جنيف لابد أن يعقد حسب تصريحات المتدخلين لكن السقوف لازالت عالية..قطر بدت أكثر اعتدالا في تصريحاتها الآن و كأنها تقول وراء أمريكا بأن الفراغ الذي ينتج عن سقوط نظام الأسد بلا خلق بديل بإمكانه أن يكون توافقيا ستكون عواقبه كارثية على الجميع،فتقديم السلاح طريق وحيد لإحلال السلام و هذا ما قاله وزير خارجية قطر.فالسلاح هنا يمكن اعتباره مَعْبَرَا إلى جنيف و تأكيدا على الحل السياسي.
النتيجة الواضحة هي أن المجلس العسكري الأعلى برئاسة سليم إدريس يتوصل بأسلحة نوعية ما يدفعنا إلى التساؤل هل هذا الجنرال هو البديل الذي يتم تهيئته لتحمل القيادة؟ يأتي الرد سريعا من طهران على لسان وزير خارجيتها علي أكبر صالحي يحذر فيه من تسليح المعارضة في سورية لأن هذا المسعى يقوض طموحات إيران في هذا البلد و المنطقة ككل و ليس خافيا الآن بان طهران قررت ألا تنسحب إلا بتسويات تؤمن بها مصالحها و مصالح حلفائها. و نجد أن الوزير يقول بأن"إيران ترفض فرض إرادة خارجية على الشعب السوري الذي هو من يقرر مصيره بنفسه"و يتناسى بان بلده كان الأقرب إلى فرض إرادته و منطقه على الدولة السورية و اختطاف قراراها السياسي و مساهمة فعالة في دعم نظام بشار لتدمير البلد من اجل إعادة تشكيل خارطة سوريا على أساس طائفي بما يخدم مخططاتها. و على هذا الأساس تريد طهران أن تكون حاضرة في مؤتمر جنيف 2 حتى تضمن مخرجاتها السياسية بعد تدخلها عسكريا و امنيا و ماليا في الشأن السوري و لا يمكن الاغترار بدغدغة العواطف بدعوى وقف نزيف الدم السوري.
في الإطار نفسه لا يمكن أن نعزل ما يقع في الدوحة من اجتماع أصدقاء سوريا و خروجها بقرار دعم المعارضة بالسلاح النوعي، و أيضا مباحاثات سلام بين أمريكا و حركة طالبان العدو اللذوذ قبل الموعد الذي ضربه اوباما بانسحاب الجيش الأمريكي عام 2014 و نقرأه كمحاولة لعزل إيران أو الضغط عليها في أفغانستان و من ثم التشويش على روسيا حتى تنضبط إلى قرار مجموعة الكبار.
تسليح المعارضة السورية و إبقاء طواقم عسكرية بعد مناورات “الأسد المتأهب” بالأردن يشي بأن الأولوية هي بعث الرسائل بأن فرض منطقة حظر الطيران من الممكن أن تكون قريبة رغم التصريحات الإعلامية القائلة بصعوبة تحقيق هذا الحظر لدواعي مالية و لوجيستية لكن نرى أن تغيير الديناميكية العسكرية للمعارضة لابد من أن يتم بدعم القوى الإقليمية حتى يتم عزل الجماعات المتطرفة المقاتلة في الساحة السورية من ضمنها جبهة النصرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سقوط قتلى وجرحى في غارة إسرائيلية على سيارتين في منطقة الشها


.. نائب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية: الوضع بغزة صعب للغاية




.. وصول وفد أردني إلى غزة


.. قراءة عسكرية.. رشقات صاروخية من غزة باتجاه مستوطنات الغلاف




.. لصحتك.. أعط ظهرك وامش للخلف!