الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحتمية مبدأ صالح لكل عالم و معلم

مهدي فضلان

2013 / 6 / 30
الطب , والعلوم


كثير من النظريات تحدثت عن أن العالم الذي نعيش فيه ليس منطقيا و لا عقلانيا فالقوانين التي نراها منطقية لا تنطبق على هذا الواقع، فأفكار كنا نراها أساسا للعقل قد خرقت حسب هذه النظريات، كأن الشيء هو نفسه،وان الشيء لا يمكن أن يكون في مكانين معا، كما نلاحظ أن سبين الكهرب يساوي نصف أي أننا نحتاج إلى إدارته مرتان كي نرى شكله الأول و صفاته الأولى وهذا مناف للمنطق ،ثم إننا أحيانا نلاحظ توفر نفس الشروط الابتدائية مع اختلاف النتائج ، إننا لا يمكننا مراقبة الظواهر جيدا و لا أخذ المعلومات في هذا العالم فإن تأثيرنا فيه سوف يعطينا نتائج خاطئة فالتأثير في هذا العالم كبير مقارنة مع الجزيئات و الكمات التي ندرسها ،بل حتى أننا ندرس كثيرا من الجسيمات مع أنها لا تزال افتراضية أي أننا لم نرها إلى اليوم كالكوارك والغرافيتون وجسيمات كثيرة كما أننا لا يمكننا معرفة كل المعطيات لحدث ما في لحظة ما لضعف التقنية و لظاهرة عدم اليقين لهايزنبرغ أي عدم قدرتنا على تحديد مواقع الجسيمات و سرعها في آن واحد(الإلكترون)
بطريقة أخرى هل توفر الأسباب والظروف يؤدي دوما إلى نفس النتائج ؟هل الحتمية مبدأ مطلقان أم نسبيان؟
يرى أنصار نسبية الحتمية (والتي تشمل السببية)أن الحتمية مبدأ نسبي و ليس مطلقا فالأشياء و إن بدا أننا يمكننا التنبؤ بها كما أشار لذاك الحتميين أمثال لابلاس و نيوتن و الذين يؤكدون على أنه لو أمكن لكائن أن يلم بكل المعطيات في الحاضر لأمكنه معرفة الماضي و لتجلى أمامه المستقبل، لكن الحقيقة ليست هكذا حسبهم فحتى و إن أمكننا أخذ المتغيرات ووضعها في الدوال كي نستنتج الأحداث فإننا لا يمكننا فعل هذا لمدى طويل فكما تنص نظرية تأثير الفراشة فإن تأثيرا طفيفا يمكنه أن يغير كل مجريات حدث عام و إن حركة صغيرة يمكنها التأثير على النسق العام مع أننا لا يمكننا معرفة كل التأثيرات الطفيفة التي تحدث في نظام ما فإن غرور الحتمية يوقف أمام لا يقينية هذه النظرية،كما أن كثيرا من المجالات أثبتت أن الحتمية ليست محققة فكثيرا ما كانت نفس الشروط الابتدائية و اختلفت النتائج المحصل عليها و هذا يظهر خاصة في ميدان التنبؤ بالأحوال الجوية زد على ذالك أنه و إن بدا لنا أن الأمور ممكن التنبؤ بها فقط بمعرفة كل الظروف المحيطة بها و التي تأثر فيها في عالم الماكروفيزياء فإن عالم الميكروفيزياء يأتي منافيا لذالك تماما ففي هذا العالم نجد أن القوانين التي ألفناها لألفيات من الزمن أقصد قوانين المنطق تخرق تماما فالإلكترون لو أدرته دورة كاملة فلن ترى نفس الوجه بل تحتاج لأخرى والنظرية الكمومية بصفة عامة فيها خروقات كثيرة للقوانين التي ألفناها منذ تطورنا عن القردة أجدادنا فهل هذا العالم لا يخضع للعقل؟؟إذا فكيف ذلك فهل يمكن القول انه توجد قوانين أخرى تحكمه إذا فما هي و هل يمكننا أن نعرفها؟
إن نقد هذا الرأي يأتي من ناحية واحدة و هي قدرة الإنسان فبالنسبة لتأثير الفراشة فما الذي يخرق قوانين المنطق إذا كنا لا نستطيع معرفة كل الظروف التي تحيط بحدث ما أو جسم ما؟؟؟؟؟؟بطريقة أخرى لماذا القول أن كوننا لا يمكننا معرفة كل الظروف الصغيرة والعوامل الطفيفة هو اللاعقلانية و اللامنطقية؟؟؟الأمور تحدث و هي كثيرة لكن كيف لنا أن نقول أن فيها خرقا للمنطق كيف لنا أن نتكلم في ما لا نعرفه؟؟؟ كان يمكننا أن نقول ذالك لو أدركنا كل تلك العوامل و لاحظنا خرقا للقوانين لكن هذا لم يحدث الأمر يشبه ذاك القاضي الذي لم يمكنه أن يثبت برائة متهم و لم تتوفر له دلائل لا عن إدانته و لا عن تبرئته فرأى أن المنطق يقضي بثبوت التهمة على المتهم!
أما فيما يخص عالم الميكروفيزياء فلقد صرح الداعون إلى فكرة الحتمية غير المطلقة بعدم قدرة الإنسان على قياس الأبعاد و أخذ المعطيات بدقة تامة فكيف لهم أن يجزموا بتلك الآراء غير المنطقية وكيف يمكن لمن لا يعرف كل الشروط الابتدائية أن يتكلم عن بطلان الحتمية، لقد علمنا الزمن أن لا نصدق أي نظرية و ننفي قوانين العقل و المنطق فقط لتصديقها و أرانا كيف اعتمد العلماء مثل هذه الأفكار كي يفسروا تناقضات وصلوا إليها بعد اعتماد نظريات معينة ثم أثبتت اكتشافات أخرى أن تلك التأويلات ليست سوى خرافات نتجت عن أخطاء سابقة ليكن الامر صادرا عن أهم عالم في الدنيا ليكن هذا وليتفق عليه كل علماء الذرة و الفيزياء كمية ،الأهم هو المنطق و ليس أسماء العلماء و الباحثين لا تقل لي قال آينشتاين أو نيوتن بل قل لي ما هو التفسير الذي جاء به ذاك العالم لنظريته
لكن لو عرفنا كل الظواهر و المعطيات فهل يمكننا التنبؤ بالمستقبل أي ما سيحدث؟؟؟
طبعا لأن المنطق موجود و صحيح و لا يمكن خرقه فتوفر نفس الأسباب و الظروف يؤدي إلى نفس النتائج في كل الحالات و إذا اختلفت النتائج فهذا مرده حتما إلى اختلاف في الشروط الابتدائية و منه فالحتمية مبدأ مطلق في كل العوالم.
في النهاية أقول أن نفي ثبوت قوانين المنطق يعد أكبر حماقة سمعناها فلولى تلك القوانين لما ازدهرت العلوم و ما تطورت،أما الشك الحقيقي فيكون في قدراتنا و مدى صحة بعض المعلومات التي تدفعنا لهذه الأفكار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من إحدى مركبات مكافحة الشغب.. رش مسؤولين إيرانيين بالمياه في


.. تويتر تبدأ فرض رسوم على المستخدمين الجدد في دولتين تعرف عل




.. برج الحساسين وإزاي تتعامل معاهم تحذير لجميع الأبراج في الت


.. بين المباني المدمرة بسبب قصف الاحتلال.. فلسطيني ينقل المياه




.. ناسا تحذر من أنشطة عسكرية سرية للصين في الفضاء