الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سعيهم لمشابهة أنفسهم بآلهتهم

نصيف الناصري

2013 / 6 / 30
الادب والفن





فعل الاستخارة...







حوادث تعسَّفية نغلِّب فيها المصلحة على ماهو مشترك بيننا وبين الآخرين.
إثارتنا لغضب الذي يتأمل ميتته باجتنابه ايماءات سأمه ، تنسجم وإثارته
لنفسه. يترقَّب السجناء في الفجر الأشياء التي تطمئن الجروح الخصبة
لأحلامهم في الدوران حول الأفق الشاحب، ومضاعفتهم لصلاتهم في
الظهيرة المجوّفة، تسبغ عليهم فضيلة معيّنة ووئاماً مع عادة الذبيحة في
حجزها النسيم عن المحتضر. طوائف كثيرة تنكَّرت لهداتها وأبطلت فعل
الاستخارة. تنقّب عن الملح باصطيادها للولائم التي تقيمها الضواري في
الصحراء، وكلّ ما يحيِّر الصيِّاد في رميته الحيوية للسهم، سخطه وإدماجه
لحظَّه بالفريسة المحاذرة. معظم البشرية التي رقدت على صخرة يأسها،
أصيبت بالهوَس وتربَّت على طاعة الشيطان، لكنَّ المحافظة على ثياب آدم
وسخط الله ضد فعلته اللامقصودة، لا تنجّينا من دفع الضريبة ، وأقصى ما
نطمح اليه في سهرنا بين النكبة الأزلية. ذرّية صالحة نسبقها في نزولنا الهاوية.









أشياء نفيسة أُعطيت لهم في نومهم العاطفي...







مُصاب أليم نعانيه في تحايل العطَّار علينا. المتلمَّظون والخسيسون يديمون
مغازلهم بعد كلّ مشقَّة في الزواج ويجفّفون في تتبيلهم للظهيرة التي تحنو
عليهم براعم القرنفل والسأم. أشياء نفيسة أُعطيت لهم في نومهم العاطفي
وتلقَّوا من الشمس سماحة القرابين، وأبشع ما نالنا منهم في تخميرنا لنبيذنا
في الصيف، مماطلتهم في دفع ديوننا عليهم وإعجابهم بفقرنا ونحنُ نقايض
العطّار صوفنا وما تنتجه حقولنا العقيمة. امرأة لوط السيدة العصابية التي
قتلها الوعي المفرط في تكراره للخطيئة، تخالفنا في كلّ ما نطريه وما نود
منه أن لا يبلي حياتنا. تغطس جدائلها في ليل آبارنا المكدود وتزيد في سماكة
خطايانا المعتدلة. نتبجَّحُ في إطالة اعتقادنا بالآلهة ونرفع لها فنوننا المزعومة
تكفيراً عن ما ارتكبناه، لكنَّ نفورنا منها ومن رعونتها. كارثة تليق بعدم
ورعها وفحشها الرصين ضدّ تعبنا في عملنا الشاق بالبراري. إرضاء
المتغطّرس في اختطافه لضوء النجوم، مناوأة لما نعتمد عليه في خلاصنا .








يتحاشون الزائل برهابهم من الزمن...





كلّ ما يتجهَّم في محاولتنا لتخليصه من الشراك، يطوي نفسه ويقلّل حاجته
الى التغنّي بموته. براهين واهنة دمَّرنا في تملّكنا لها كلّ إرادة في صداقة
الحجارة الرنَّانة. يُنظِّم من لا شبح له في الطبيعة ، حياته بإفراط عظيم
للتشابه مع اللامرئي ، وفي تخلّيه وعدم إحسانه لما يندثر في بؤسه. أبهة
ملوك يتحاشون الزائل برهابهم من الزمن. لحفظ حياة المرء في الميزان
الأزرق للطبيعة، طرق استئصال للأسقام متعدَّدة، والفن والأدب ينتهكان
حرمة الموتى في اقتراضهم الدراهم من الطيور المهاجرة في الفجر. كلّ
نغمة ، وكلّ كلمة تدمّر من يستقل عنّا وتطيح بموارده القليلة. نراعي في
خرافتنا عن الذين أبحروا الى مثواهم المتَّضع، محبّتنا لهم وتراجيديا نقلهم
بالمراكب أرض الثمار المتعفّنة، وفي اعتمادنا على المبادىء التي تُنسينا
أيّامهم بيننا، لا نستهدف كرامتهم والعلوم التي ما كان بإمكانهم تمحّصها.
الحمق والعته أنجع للانسان في إدامته لسروره بين الخرائب، من المعرفة
المُفسدة للعافية دائماً.






سعيهم لمشابهة أنفسهم بآلهتهم...





أسيادنا الأٌقل مهارة من الذبابة في دورانها حول مح البيضة
المنفجرة، تفوتهم فرصة عظيمة للنجاة من المرض في إلحافهم
لأنفسهم بأوراق البردي. يؤمل لهم تلطيفهم لموتهم، التخلّص
من الفزع بأمومتهم مع المتوفّين. توطيدهم لمحنتهم العنيفة
وسعيهم لمشابهة أنفسهم بآلهتهم، تضحية يرفعون لها أسلحة
صيدهم في الميزان الكتوم للديمومة، ويوكلون للورثة إزاحة
الهنيهة الغافية التي تهفو الى الفناء. يغدق الموت البارّ نعمته
على البشرية في كلّ لحظة، وفي رضعنا ثدييه بين أشجاره
المثقلة والفريدة، حافز عظيم لتجانسنا مع الشعوب التي أفنتها
الدودة.




30 / 6 / 2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا