الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تكدير الصفو العام

مجدي مهني أمين

2013 / 6 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


يجب محاسبة الرئيس وجماعته بتهمة تكدير الصفو العام، هذا لو اقتصر دوره، هو وجماعته، على تكدير الصفو العام ولم يتطور دورهم لاقتراف أعمال عنف وقتل وخطف وغيرها من الأفعال التي يجرمها القانون.

يجب محاسبتهم على تكدير الصفو العام؛ فسياساتهم الجائرة قد أسفرت في النهاية عن خروج الملايين التي تطالبهم بالرحيل، سياستهم الجائرة كانت سببا في تكدير صفو الملايين التي خرجت، وتكدير صفو الملايين التي لم تخرج وجلست في منازلها ويدها على قلبها خوفا على من خرجوا من بطش الرئيس وجماعته.. أليس هذا تكدير للصفو العام؟ يجب محاسبة الرئيس وجماعته بتهمة تكدير الصفو العام.

- ما الذي أوصلنا لهذه النتيجة، وكدّر صفو الجماهير ودعاها للخروج بهذه الملايين؟
- أوصلتنا سياسة تُدعى سياسة التجاهل..

نعم سياسة التجاهل، هذه السياسة التي مارستها حكومة مبارك، تلك الحكومة التي مارست، هي وما قبلها، سياسة القمع وتكميم الأفواه، وبعد مسير طويلة من الكفاح، استطاع الشعب أن يعلي صوته ويعبر عن نفسه بطرق مباشرة وغير مباشرة، ظهرت حركة كفاية، و6 أبريل وغيرها، وتعددت وقفات النقابات والإعلام والقضاة وكافة القوى المستنيرة لمعارضة النظام السابق، وفي المقابل؛ طور النظام السابق استبداد القمع إلى استبداد التجاهل، بدأ في العمل بمفهوم "خليهم يتسلوا".. وفي هذه السياسة- سياسة التجاهل- كان النظام يترك الناس تقول ما تريد، والحاكم يفعل مايريد من توريث، وفساد، وتزوير انتخابات، وقانون طوارئ وغيره من القوانين المقيدة للحريات.

ثم جاء الإخوان، جاءوا بعد أن أتقنوا سياسة التجاهل، لم يدركوا أن الشعب قام بثورة كي يتخلص من الاستبداد بكل صوره، ولم يدركوا أن الشعب وعي أن التجاهل هو أكبر أشكال الاستبداد. هذا التجاهل الذي يهمش الناس، ويترك المجال مفتوحا للحاكم كي ينفرد بالقرار، ويمارس الظلم، ويثبت أركانه، ويطيح بالشعب، ويقوض مؤسسات الدولة كي يكون الحاكم الوحيد الأوحد.. حاكم يترك الناس تقول كل ما تريد وهو لا يرى، ولا يسمع، ولا يدير مع الناس حوارا جادا، ولا يتخذ قرارات تخدم الصالح العام.
ببساطة في سياسة التجاهل، يتم حذف الجماهير من كافة الحسابات السياسية للحاكم.. ها يتصرف وكأن الناس مش موجودة، وهذه أكبر صور العنف والاستبداد.

وهنا لم يكن أمام الشعب من بدٍ إلا أن يخرج بنفسه كي يوصل كلمته للحاكم، كلمة الشعب، هذه المرة، للحاكم ليس لكي يصلح من سياساته ولكن لكي يرحل؛ كي يولي الشعب أمره لنظام جديد يصلح ما أفسده هذا النظام الذي لا يسمع. لقد خرج الشعب في 25 يناير كي يسقط نظاما جائرا، وها هو يخرج في 30 يونيو كي يسقط نظاما مستبدا آخر، وعلى الشعب أن يحاكم هذا النظام بتهمة تكدير الصفو العام.

على الشعب محاكمتهم بتهمة تكدير الصفو العام كي يتأكد الدرس لأي حاكم قادم في أن يسمع بصدق ويتجاوب بصدق ويتحدث بصدق، يتصرف بطريقة شفافة تبعث على الطمأنينة ولا تدعو الجماهير أن تخرج أبدا إلا لتهنئته على إنجازاته التي يحققها بالتعاون الحقيقي مع كافة القوى للنهوض بمشروع وطني فعال، وليس لتمكين جماعة صغيرة ضيقة الأفق لا تسمع.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في


.. ماذا تضم منظومات الدفاع الجوي الإيرانية؟




.. صواريخ إسرائيلية تضرب موقعًا في إيران.. هل بدأ الرد الإسرائي


.. ضربات إسرائيلية استهدفت موقعاً عسكرياً في جنوب سوريا




.. هل يستمر التعتيم دون تبني الضربات من الجانب الإسرائيلي؟