الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جنجويد في عامودا

محمد رشيد

2013 / 7 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


د . محمد رشيد
كلمة جنجويد بحسب ويبكيديا (جن راكب جواد يحمل مدفع جيم 3) وترمز للرجال الذين يقاتلون من فوق الخيل ويحملون ال ج3 (البندقية الالية المعروفة) والكلمة تأتي من (جنجد) وتعني (النهب) حيث أن هذه الميليشيات ومنذ سنوات عديدة يحترفون النهب المسلح بمنطقة دارفور، ويقولون (نمشي نجنجد) أي ننهب ومنها أتت تسميتهم بالجنجويد وهي مسمى لميلشيات شبه منظمة .
الى هنا الكلمة تعرف نفسها بنفسها اما التوضيح فهو لمشاهد تبث عبر الفضائيات وتنشر عبر مواقع الانترنيت لعشرات السيارات المدججة المحملة لعناصر من مسلحي حزب الاتحاد الديموقراطي ب ي د الفرع السوري لحزب العمال الكوردستاني وتنظيماته المسلحة وهي تقتحم مدينة عامودا وتبث الرعب والذعر بين المواطنين وتختطف النشطاء وتزجهم في اقبية زنازين وسجون لايعرف لها اماكن , الحادثة او الغزوة او الملحمة كما يتم تسميتها من وعلى لسان الشبيحة والتعقيب الإعلامي الإعلاني بان الجحافل المجولقة كانت عائدة او كانت في مهمة قتالية , وبعودتها تعرضت لكمين من نشطاء ينتمون الى المدينة وقتل احد العناصر , وهي من تدبير مؤامرة استهدفت المنتصرين لتعكير نشوة الاحتفال بالانتصار , بعدما لقنوا الكتائب النظامية والمرتزقة دروسا في القتال والتربية والتعليم والجغرافيا والزراعة - زراعة الحشيش - الرابط : الكلام عن اللجنة التنفيذية لحزب الاتحاد الديمقراطي- http://www.nasnamame.com/22/3325-2013-06-28-13-50-12.html
اما تصريح رئيس الحزب فهو يؤكد في مقابلة :
http://www.welati.net/
" ..بان مجموعة مسلحة نصبت كمينا لمقاتلينا في عامودا توزعوا في صفوف مدنيين وقاموا بإطلاق النار على قواتنا فقتل أحد عناصر قواتنا المسلحة وحينها قام مقاتلو وحدات الحماية الشعبية بالرد على مصادر النيران وقُتل اثنان وجرح أربعة من المسلحين فارقوا الحياة لاحقا ..." مناقضا مع بيان حزبه الذي يؤشر في ان عناصرهم تعرضوا الى القذف بالحجارة حال عودتهم ..´...
يبدوا من خلال البيان الرابط في انه تم استباحة المدينة ( للجنجدة ) وتركوا العنان للمنتصرين في الاحتفال بالنصر على طريقتهم الخاصة , ردا على الاستفزاز كما أوضح البيان بترديد شعارات من نشطاء لم تكن مسوغة لمزاجهم ( عامودا حرة حرة شبيحة اطلع برا ) .
النظام الدكتاتوري الاستبدادي وعلى الرغم من جبروته فانه طوال تاريح تسلطه لم يطلق رصاصة واحدة ضد المظاهرات السلمية كالتي كان يقوم بها نشطاء الحركة السياسية الكوردية باستثناء عدة تظاهرات خلال اكثر من 40 عاما من الاضطهاد والاستبداد - مظاهرة نوروز عام 1986 والذي استشهد فيها الشهيد سليمان آدي , و الانتفاضة الكوردية عام 2004 , واطلاق الرصاص على نشطاء كورد للاحتفال بعيد نوروز 2008استشهد على اثرها ثلاثة شبان كورد – المحمدون الثلاثة – ومن خلال استمرارية الثورة السورية وطوال اكثر من سنتان تجنب النظام في الاحتكاك بالتظاهرات الكردية احتراسا منه في قيام الكرد بحمل السلاح ومحاربته وتحرير مناطقه والانخراط في المعارك التي يخوضها الثوار , ومن خلال تفاهمات واتفاقات استطاع النظام تجنب المنطقة الكردية مؤقتا حيث هو بغنى عنها على الأقل في الوقت الراهن اذ اركن واوكل شؤون المنطقة تشاركيا لحليفه القديم الجديد , بعد ان ايقن في ان مجموعات الثوار تزحف بدك قلاعه وعرشه وتنهك قواه وتستنزف قدراته وطاقاته ولم يبقى امامه سوى اللجوء الى الاستفادة من عامل الوقت عسى ولعل بان يجد لنفسه مخرجا بمساعدة حلفاءه روسيا وايران , ولهذا فانه اوعز الى اجهزته وشبيحته وحلفاءه بعدم اطلاق أي رصاصة حتى وان كانت خلبية او على رؤوس المتظاهرين الكرد واوكل الامر الى من ينوب عنه في هذه المهمة على الرغم من ان المظاهرات كانت تعم جميع المناطق الكردية .
لقد ارتضت تتنظيمات حزب العمال الكوردستاني بجميع مسمياتها السياسية والعسكرية ( ت ه ف - ده م ) في القيام باعمال السخرة وبالوكالة لقمع أبناء شعبنا الكوردي ومنعهم من الانخراط في مجاميع الثوار الذين حملوا السلاح ضد النظام , فالممارسات من قتل واعتداء واختطاف للنشطاء تسترت عليها وجعلت منها حوادث فردية أرغمت حلفاءها في التنظيمات الحزبية الكردية - المجلس الوطني الكردي - بان تمررها وتغض الطرف عنها وربما نسيانها – التقادم - , بدواعي الحفاظ على تجنب الاقتتال الكردي – الكردي ( مكره اخاك لابطل ) , وكذلك بالنسبة لحوادث الاعتداء على المظاهرات والاعتصامات فقد تم تجنبها من قبل أبناء شعبنا درأ للفتنة( الاعتداء على مظاهرات اتحاد القوى الديموقراطية الكردية من امام جامع قاسمو في قامشلوا , وبانتقالهم الى شارع منير حبيب فانهم لم يسلموا من شرورهم فكان ان تم تعليق المظاهرات , ولنفس السبب أوقف أحزاب المجلس الكردي الدعوة الى التظاهرات ) , اما ان يتم التهجم على النشطاء وفي وضح النهار بواسطة الأسلحة الخفيفة والمتوسطة واطلاق الرصاص وقتل الشباب والأطفال والاعتداء على الحرمات على مرأى من العالم فهو المساس بالمقدسات قبل ان تكون جريمة .
فبهذا العمل الشنيع وما ارتكب بحق أبناء عامودا انتفى التستر والتحجج مراوغة واحتيالا وتخفيا في انه هناك من يتآمر على الشعب الكردي , ولم يعد ارتكاب قبح الأفعال الشنيعة تبرر الغاية والهدف في انه الحفاظ على مكتسبات الشعب , ولم يعد بالإمكان الاستمرار في رفع درجة الايقاع لدى الطبالين ونفاخي الابواق في انهم جزء من الثورة و بانهم كانوا مشاركين فيها منذ اليوم الأول من انطلاقتها , ولم يعد التلثم تحت برقع الثورة تخفيا وتمويها بستر العورة , فقد مارسوا بافتعال شنيعتهم تقديم صك الولاء والموالات على انهم جزء من النظام , بعدما تبجحوا افتراء في انهم جزء من الثورة .
عامودا بنكهتها العامودكية صرخت هادرة وتستصرخ مستنجدة وهي لن تغفر لجلاديها الشبيحة المتكلمين بلسان ابناءها على الرغم من ان اغلب ممارسي الجنجدة لديهم لكنات مختلفة ( وقد اصدر النشطاء يوم امس أسماء اولاءك الشبيحة الذين فتكوا بابناء عامودا ) فمنهم من ينتمون الى البلدة ومنهم الى بلدات مجاورة و منهم من ينتمون الى كردستانات مغتصبة انتهتكت فيها اعراضهم وهم بدروهم ينتقمون تشفيا من أطفال وشباب عامودا ؟
عامودا لم تهدأ منذ انطلاقة الثورة السورية وهي السباقة في النضال فابناءها الابطال كسروا صنم الدكتاتور وإعلان التحرير الغير معلن في الشهر الأول من الثورة ,مستعيدة ذاكرتها عندما حطم ابناءها صنم الدكتاتور المقبور للمرة الأولى قبل تسعة أعوام تضامنا مع انتفاضة شقيقتها قامشلو , وهي لم تحسم امرها باستشهاد خيرة شبابها كما يتوهم البعض , فهي قد حسمت امرها منذ عشرات السنين عندما قدمت قوافل الشهداء مرورا بحريق عامودا ( طوشا عامودى ) في منتصف الثلاثينات من القرن الماضي وحريق سينما عمودا حيث ينتصب تمثال الشاهد الشهيد محمد سعيد آغا دقوري في وسط البلدة , وهي التي صممت ورسمت مواقف الحركة السياسية الكردية بمجملها بفضل ناشطيها منذ اليوم الأول من انطلاقة الثورة السورية ولن تستسلم للجنجدة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأرمن في لبنان يحافظون على تراثهم وتاريخهم ولغتهم


.. انزعاج أميركي من -مقابر جماعية- في غزة..




.. أوكرانيا تستقبل أول دفعة من المساعدات العسكرية الأميركية


.. انتقادات واسعة ضد رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق لاستدعائها




.. -أحارب بريشتي-.. جدارية على ركام مبنى مدمر في غزة