الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
تسعيرة الداعية والمدرب
ساطع راجي
2013 / 7 / 1مواضيع وابحاث سياسية
كان بشعا مقتل الداعية المصري حسن شحاتة على يد مجموعة هائجة بالاحقاد الطائفية والتحريض والكراهية، وبمثل بشاعته كان حادث الاعتداء على المدرب الكروي لنادي كربلاء محمد عباس الذي نفذته قوة أمنية، لكن الاهتمام السياسي بالجريمة الاولى رغم بعدها المكاني وعدم مسؤولية العراق عنها فاق الاهتمام بالجريمة الثانية التي حصلت على الارض العراقية وكان الضحية والجناة فيها عراقيون هم جميعا في ذمة الدولة العراقية ومن الواضح ان تقييم ارواح الناس وحقوقهم يتم بمقياس سياسي يرى الجريمة الانفع لينشغل بها متجاوزا الحقوق الانسانية المتساوية، وفي الاجواء الراهنة تسيطر الطائفية على المقياس السياسي ولذلك كان الاهتمام بمقتل الداعية يتقدم على الاهتمام بمقتل المدرب حيث لكل شخص تسعيرته الطائفية الخاصة.
قتل الداعية على يد حشد أهوج بينما قتل المدرب على يد قوة نظامية، الجريمة الاولى نفذها طائفيون رعاع، الجريمة الثانية حصلت على ايدي قوة نظامية مهمتها تنفيذ القانون وحفظ الأمن والنظام، قتل الداعية حصل في مجتمع منفلت ومنقسم ومتشدد في بيئة معادية طائفيا، بينما قتل المدرب وهو في ملعب رياضي، أي أكثر الاماكن قربا من الانسجام الانساني والوداعة، لكن التسعير الطائفي للحياة الانسانية يرى ان قتل الداعية في مصر يستحق الاهتمام بينما قتل المدرب في العراق يمكن تجاهله، واذا كان هذا حال العراق فإن الوضع في بقية دول المنطقة أسوأ، فقد تجاهلت وسائل الاعلام العربية جريمة قتل حسن شحاتة البشعة والتمثيل بجثته وبقية جثث القتلى من زملائه لاسباب طائفية ولم تسلط الضوء عليها لا انسانيا ولا حتى بالمستوى المهني الذي يحفظ للاعلام العربي ما تبقى من توازنه.
تسعير الحياة الانسانية وفقا للضرورة السياسية واستجابة للمناخ الطائفي والتعامل بازدواجية مع حق الحياة والكرامة والحرية حالة تكاد تسيطر على مجتمعات الشرق الاوسط، مجتمعات المنطقة منقسمة حول الموتى والمعذبين الذين يجب الاهتمام بهم، عور داهم يسيطر على العقل والاخلاق، السني ومثله الشيعي يتعاملان مع الضحية وفق أولويات، فأولا يجب أن يكون الضحية من نفس الطائفة، وثانيا: يجب أن يكون الجاني من الطائفة الاخرى، فالطائفي لا يهتم بالجريمة إلا عندما تكون الجريمة مؤججة للصراع والانقسام الطائفيين ولذلك يكون الشخص بعيدا عن إنسانيته وبعيدا عن العدالة بمقدار خضوعه للعقل الطائفي، وهوبذلك يعرض حقه في الحياة للانتهاك، ولن يكون رد الفعل الطائفي مجديا في التعامل مع الجريمة الطائفية الا اذا كان القصد ادامة الصراع لا أكثر، مجتمعات الشرق الاوسط تهدر انسانيتها عندما تتعامل مع القضايا وفقا للتوصيف الطائفي وهي فعلت ذلك مع قضيتي الداعية والمدرب على السواء.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. هل -البنية التحتية الهشة- في دبي هي السبب وراء الفيضانات؟|ال
.. الألعاب الأولـمبية: أين وصلت الاستعدادات في فرنسا؟
.. كيف تنتهي لعبة إيران وإسرائيل الخطيرة؟ وبيد من ورقة الانتصار
.. بايدن رهينة الصوت الأمريكي المسلم #شيفرة
.. نيويورك تايمز تمنع استخدام مصطلحات تنحاز إلى فلسطين