الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجماهير تبني سلطتها الشعبية

إلهامي الميرغني

2013 / 7 / 3
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


عند اندلاع ثورة 25 يناير 2011 وعند انسحاب الشرطة وفتح السجون وانفلات البلطجية،كونت الجماهير بمبادرتها الخاصة لجان شعبية لحماية المساكن والشوارع والمنشآت الحيوية . وبعد الثورة تآكل العديد من هذه اللجان وسيطر الأخوان والسلفيين وبقايا النظام القديم علي بعضها الآخر .
لكن بقي البعض منها يقاوم ويخوض حملات " مش دافعين " و " أحياء نظيفة " و " عايزين نشتغل " وأحياء بالأسم فقط " و " الحق في الصحة ، حق في الحياة" . وامتد نشاط اللجان الشعبية من القاهرة إلي الإسكندرية إلي الجيزة والفيوم والعديد من محافظات مصر. كما ساهمت اللجان الشعبية في حملات توعية بأهمية المجالس المحلية والتجهيز لانتخابات قادمة. كذلك شاركت في تأسيس العديد من النقابات العمالية المستقلة والتعاونيات والتوعية بأهمية التنظيمات المستقلة ودعم عشرات المبادرات الشعبية التي ظهرت علي امتداد محافظات مصر.
خلال نفس الفترة بدأت عملية أخونة أجهزة الدولة خاصة المحلية وتعيين وترقية منتسبي الجماعة علي رأس مختلف الوزارات والهيئات والمصالح.وبدلاً من مكافحة الفساد حدث تزاوج بين الفاسدين من نظام مبارك والصاعدون الجدد من تنظيمات الإسلام السياسي.
إن سقوط شرعية النظام لن يتحقق بالمظاهرات المليونية في ميادين الثورة فقط ، وليس بالاعتصام فقط بل يحتاج إلي بناء سلطة شعبية بديلة تمسك بجميع نواحي الحياة وتسييرها من مستوي القرى والأحياء وحتى مستوي المحافظات والمستوي القومي.
الموجة الجديدة من الثورة
بعد شهور من الشد والجذب بين معسكر الإسلام السياسي والقوي والأحزاب السياسية والجماهير الشعبية الغير منظمة ، انطلقت الموجة الجديدة من الثورة في 30 يونيو.
أهم ما يميز الموجة الجديدة من الثورة هو حجم المشاركة الشعبية الكبيرة وانتشارها في المدن المصرية من أسوان إلي الإسكندرية ومن دمياط وبورسعيد إلي كفر الشيخ والفيوم.
وتوجهت المظاهرات الحاشدة في العديد من المحافظات إلي الاعتصام أمام مباني المحافظات كرمز للسلطة المحلية وهي خطوة هامة علي طريق تطور الوعي الثوري نحو بناء سلطة شعبية بديلة.
لكن حدث في بعض المحافظات أن قامت الجماهير المحتشدة بإعلان بيانات استقلال المحافظة عن سلطة الأخوان وعزل المحافظ. بل وحدث في بعض المحافظات تم تسليم السلطة للحاكم العسكري ، كخطوة حتى يتم انتخاب محافظ جديد بشكل شعبي. وهذا هو أخطر ما تم خلال أحداث اليومين الماضيين . لذلك من المهم التأكيد علي :
- الإدارة الذاتية لا تعني اقتحام المباني والعبث بالأوراق وتعريض مصالح المواطنين للخطر.
- الإدارة الذاتية لا تعني الاستيلاء علي المباني والحوائط والمكاتب والدواليب فقط.
- الإدارة الذاتية ليست بعزل المحافظ وتفويض الحاكم العسكري بدلاً منه.
بل لدينا خطوات هامة نحو بناء السلطة الشعبية تعتمد علي الاستمرار في تأسيس اللجان الشعبية المستقلة بالقرى والأحياء والمصالح الحكومية وتأسيس النقابات والتعاونيات المستقلة .
علينا أن نعلن أن كل المناصب المحلية يجب أن تكون بالانتخاب بدء من رئيس المجلس القروي ورئيس مجلس المدينة أو رئيس الحي والمحافظ وحتى رئيس الجامعة ومديري مديريات الخدمات.ويجب أن نطرح آلية لانتخابات ديمقراطية نزيهة وشفافة ونطلب برامج انتخابية من المرشحين تتم مناقشتها مع الجماهير قبل انتخابهم.
يجب أن يكون لدينا قائمة بالقيادات الفاسدة ووقائع الفساد في كل إدارة حكومية وان نطالب بعزل هذه القيادات وتعليق قائمة بأسمائهم وصورهم في كل مكان. كما يجب أن نعد قوائم بممثلي تيار الإسلام السياسي الذين تم ترقيتهم أو تعينهم في مختلف الإدارات الحكومية من القري وحتى المدن والأحياء والمحافظات. ويجب الدعوة لعزلهم.
علينا أن نستمر في تشكيل وتطوير اللجان الشعبية وتوسيع أنشطتها لتشمل الرقابة علي توزيع البنزين والسولار وأنابيب الغاز والخبز .
يجب أن يتعلم الجميع أن كل المناصب الشعبية بالانتخاب ، وان كل مسئول يمكن عزله من السلطة التي انتخبته. وانه لا يوجد مسئول فوق المسائلة والحساب. وان اللجان الشعبية دورها هو تنظيم الرقابة الشعبية علي كل المرافق والمنشآت العامة والمشاركة في إدارتها وتشغيلها بما يخدم مصالح الغالبية ويسد منافذ الفساد ويعزل الفاسدين.
يجب أن تكون إدارة المدرسة من ممثلي العاملين ( معلمين وإداريين وعمال ) ومن أولياء الأمور واللجنة الشعبية في القرية أو الحي، وان تكون إدارة المستشفي من العاملين وممثلي المرضي واللجان الشعبية لمراقبة الأداء.
إن إسقاط النظام ليس استبدال مبارك بطنطاوي أو استبدال طنطاوي بمرسي أو استبدال مرسي بعسكري آخر أو مدني في الواجهة خلفه العسكر ، بل ببناء سلطة شعبية بديلة من ادني مستويات الإدارة وحتي مستوي المحافظة ومستوي رئاسة الجمهورية .
وإننا لن نقدم تفويض علي بياض لأي شخص بل سنضعه تحت رقابتنا وعيوننا ومتابعتنا فإن أصاب دعمناه وإن اخطأ صححنا له خطأه وإن تمادي عزلناه وأتينا بغيره.
إن بناء السلطة الشعبية بدء ويجب أن يستكمل بالمزيد من الوعي والتنظيم. فالملايين التي خرجت من أجل إسقاط نظام ثبت فشله قادرة علي بناء سلطة جديدة تحقق الحرية والعدالة وتخضع للرقابة الشعبية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان الآن مع عماد حسن.. هل سيؤسس -الدعم السريع- دولة في د


.. صحف بريطانية: هل هذه آخر مأساة يتعرض لها المهاجرون غير الشرع




.. البنتاغون: لا تزال لدينا مخاوف بخصوص خطط إسرائيل لتنفيذ اجتي


.. مخاوف من تصعيد كبير في الجنوب اللبناني على وقع ارتفاع حدة ال




.. صوت مجلس الشيوخ الأميركي لصالح مساعدات بقيمة 95 مليار دولار