الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
في نشداننا العبور الى الجانب الآخر
نصيف الناصري
2013 / 7 / 3الادب والفن
ليلٌ طويل في البرّية يطلق الانسان فيه شهقته ويضطجع باستحياء
مع السوس الذي ينخر جرحه. الجمال الغيور في العالم، يحزم نفسه
ويختفي من دون تميمة ترشده الى إشارة، وكلّ ما نحبه في حياتنا،
يحيل نفسه الى حجارة وينزع عن زمنه الريش. هل كان احتجازنا
للألم، الشاغل الذي طمسنا فيه وتعسفَّنا في عدم استحقاقنا لصيرورة
معيِّنة؟ يصعبُ علينا إسقاط النذور من فوق الأشجار، وكلّ تجاهل
للمافوق، يعجِّل بدنو المرء من حيازته لموته وحيداً وحانقاً. عواقب
رّديّة تسيِّجنا في النهار، ووقاحة تامَّة نتقبَّلها في انجراحنا بين الرضاب
العذب للقبور. ينتسب الموتى والأحياء في مراعاتهم لثقل غيابهم عنّا،
الى الأٍسلاف الذين يخرقون عهودهم معنا ويلوّثون أيّامنا بتلميحهم الى
العادات التي هجرناها. كهّان يعتاشون على خداعهم لآلهتهم التي
يمثلونها في تعقّبهم للجنائز في أحلامنا المفترسة.
حكايات شعبية...
يتسلَّلُ الأجداد الموتى من الجهامة المطوَّعة لزمنهم، ويهشَّمون حياتنا
بشؤونهم الثقيلة. قناديل كثيرة تهدَّمت في غيابهم، ونزلت الشمس ،
وصعدت الشمس الأخرى، وهم يحرّمون علينا ما أحلّوه لأنفسهم في
أيّامهم. تسكيناً لسخطهم وتذمّرهم من الخطَّافات التي نخلي سبيلها في
اضطجاعنا على الحشائش الناعمة في الليل والنهار. نراعي سخفهم
وعضّهم للثمار النيئة في أحلامنا بنوم القيلولة. ملاقاة الأقارب الموتى
ومصافحتهم، إهدار لكرامة الحيّ، ولولا اغتصابنا النساء في الزواج ،
لانقرض الجنس البشري كلّه. أوديب عجز في تعقبّه للمرض عن فحص
قيلولته، وانقضاضه على موته. كناية لذاته المتوفاة في تراجيديا قتل ما لا
جدوى منه. حكايات شعبية تُسلّي الحمقى في إنصاتهم للشيطان وهو يتسلَّق
هاماتهم.
ساسة ذئاب وأكثرهم بلا عقل...
الى شعب مصر الطيّب والعظيم دائماً..
تضيع من الخونة والمتزمّتين أشياء نفيسة وهم يستولون بخزي على الجمال
المادّي للسلطة الذي أودعناه لديهم، وفي نشداننا العبور الى الجانب الآخر،
وتحريك الحجارة من أجل إيناع السنبلة، نحتفظ بكومة من رماد الذي يسأم
السهر على الشرائع. الاكتظاظ بمرحاض الحُكم. المداولات الجهنمية.
الامتيازات، واحتكار كلّ شيء. تعسَّف فظيع وهيمنة على الفضاء الحرّ
لحياتنا. العيش في المخاطر، والسخط والوصاية على الآلام والأحلام،
إشارات تحرّكها غيرتنا في الحفاظ على العُرف، ولا نبتئس في الاطاحة
بالمخطىء واللص والذي يروّعنا في نومنا بلا عشاء. ساسة ذئاب وأكثرهم
بلا عقل، يستبد بنا الحمق فنفوضهم أمورنا، ونسلّمهم مفاتيح زادنا ومستقبلنا.
ينقلبون على الرأفة البشرية ويخرّبون الأماكن التي نصطاد فيها الأمل والعافية
والوردة العمّالية. في أعقاب كلّ انفجار تدمّر فيه السلطة طرق آمالنا ومعيشتنا
الأصيلة، نرفع الرماح ونخرج أفواجاً، أفواجاً لنتَّقي بخار المؤامرة الخسيسة.
3 / 7 / 2013
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. هذا ما قالته الممثلة مي سحاب عن سبب عدم لعبها أدواراً رئيسية
.. -مساء العربية- يفتح صندوق أسرار النجم سعيد العويران.. وقصة ح
.. بيع -الباب الطافي- الذي حدد نهاية فيلم تيتانيك بسعر خيالي
.. الفنان #محمد_عطية ضيف #قبل_وبعد Podcast مع الاعلامي دومينيك
.. الفنان عبد الرحمان معمري من فرقة Raïm ضيف مونت كارلو الدولية