الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عقدة البارزاني

فؤاد حمه خورشيد

2013 / 7 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


ينطق الكثير من المتحدثين اليوم، في أجواء الحرية المتاحة، بكلمات اكبر من حجمهم ووزنهم، ويتصورون أنفسهم ، وهم يصرخون، كبارا في الساحة ، وشجعانا في الميدان، مع ان أساسهم وواقعهم أهش من رمل الصحراء. لا ندري ماهي أسس ومنطلقات هؤلاء المتحدثين و وماهي تضحياتهم وسلوكياتهم السياسية وأفعالهم الميدانية، وكم استفادت منهم كوردستان قبل ان يتفضلوا وينفخوا في أبواقهم ، او يدقوا على طبولهم الجوفاء، وكيف لا يخجلون من إطلاق كل هذه الأكاذيب في ندواتهم وكتاباتهم وطلعاتهم التلفزيونية.

الغريب في هؤلاء، أنهم سوداويون في طروحاتهم ، لا يرون في المقابل ولو خيط ابيض واحد ! ، بل هم وحدهم كل البياض الناصع بعينه. هم الصادقون وغيرهم كذابون ، هم المناضلون والبقية عملاء ومرتزقة، هم البيشمه ركة وغيرهم جاش ومفسدون، هم الأمناء والمصلحون وما تبقى من الناس هم الخونة والنهابون والمزورون.

والذي يؤلم في بعض هؤلاء المعقدين، هو تقصدهم عن عمد،في إلصاق أية تهمة او خلل او هفوة تحدث او تظهر في أي من سلطات الإقليم او في المحافظات او المحلات وحتى خلافات بعض الأسر بالسيد رئيس الإقليم او أسرته الكريمة . ناهيك عن موضوعات الدستور، والانتخابات وعمل البرلمان، فكل هذه الامور السلطوية التي صيغت وفق أحسن الأسس العصرية، وأكثرها ديمقراطية وعدالة وإنصافا، هي في نظر أولئك عكس ذلك تماما، فمسودة الدستور هي ، من وجهة نظرهم ، دستور معد لشخص واحد هو(البارزاني) ودكتاتوريته! ، وان الانتخابات زورت لصالح البارزاني، والبرلمان مكرس لإصدار القرارات والقوانين وفق رغبة البارزاني ، وان أموال النفط والموارد البلاد الطبيعية تذهب الى خزينة البارزاني، وان مهاترات بعض الصحف والمجلات وأكاذيبها سببها البارزاني. لكن العجيب في هؤلاء النجباء، إنهم لا يخبرونا عن المسبب لأمن الإقليم، ورخائه، وتقدمه، وتطور حالة سكانه الاقتصادية، والمعاشية، والصحية، والثقافية، والعمرانية، ولا يتكلمون عن المتسبب في رفعة مكانة الإقليم المرموقة إقليميا ودوليا، أليس المسبب لكل ذلك هي سياسة البارزاني الحكيمة ذاته ؟.

قد يصاب الإنسان بأمراض شتى ، ولكن ان يصاب هؤلاء بمرض نفسي وبعقدة عمياء اسمها (عقدة البارزاني)، فهو موضوع يثير فينا الشفقة على هؤلاء المرضى المساكين، اللذين سودت هذه العقدة قلوبهم ، وأعمت بصيرتهم، وأماتت وجدانهم ، فهذه العقدة عند بعضهم لا تبدأ من اليوم ، من
عهد رئاسة السيد مسعود البارزاني، بل يمتد عماها الى جذور الوطنية الكوردية البار زانية ، الى المرحوم الشيخ عبد السلام البارزاني ،المرحوم الشيخ احمد البارزاني ، والى الخالد مصطفى
البارزاني، وان لم تقتلهم هذه العقدة ، فإنها ستمتد لتشمل السيدين نجيرفان بارزاني ومسرور بارزاني وغيرهما كذلك!!.وهكذا تحولت عقدة البارزاني عند بعضهم الى عقدة سرطانية لا تدمر الا صاحبها، لان البارزاني له من الرصيد الشعبي والجماهيري والحب الوطني والتراث النضالي ما يفتقد إليه كل المصابين بهذه العقدة القاتلة.

فالبارزاني هرم من التدين والأخلاق والكرم، وكنز من الوطنية الناصعة والمبادئ الأخلاقية الثابتة، وصرح من النضال والصمود والثبات والدفاع الذي لا يعرف المساومة على حقوق الأمة الكوردية، هنا في الإقليم او في خارجه. وهو فوق كل ذلك جبل كوردستاني شامخ من الأمانة والنزاهة وحب الخير للجميع. هذه الخصال هي التي جعلت من السيد مسعود البارزاني رئيسا للإقليم عبر صناديق الاقتراع، فهو ليس من عشاق المناصب ولا يسعى الى كرسي ، كما يتهافت عليه الكثيرون، لان السيد مسعود البارزاني هو (وريث الشرعية التاريخية) للنضال الكوردي وهو الذي يشرف المناصب والمواقع وليس العكس.

ان الاسطوانات المشروخة التي يتراقص على نعيقها هؤلاء لا تشرف أحدا، ولا يلتفت إليها من في قلبه ذرة من صدق الوطنية، او في وجدانه حبة من الإنصاف لتاريخ هذه الأمة المظلومة، بل هي دعايات لخداع الجهلة والضحك على ذقونهم، ان عقدة البارزاني ، بعد كل هذا سوف لن تقتل سوى من أصيب بعمى ألوانها، أما النصر المؤزر والتاريخ الناصع ، ورفعة الرأس فسوف تبقى من نصيب السيد البارزاني ومحبيه وتابعيه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس.. زراعة الحبوب القديمة للتكيف مع الجفاف والتغير المناخي


.. احتجاجات متزايدة مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية




.. المسافرون يتنقسون الصعداء.. عدول المراقبين الجويين في فرنسا


.. اجتياح رفح يقترب.. والعمليات العسكرية تعود إلى شمالي قطاع غز




.. الأردن يتعهد بالتصدي لأي محاولات تسعى إلى النيل من أمنه واست