الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا بعد الفصل السابع ؟ هل سنشاهد اقتصادا عراقيا متطوراً؟

عبد الزهرة العيفاري

2013 / 7 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


( القســم الاول )
هلل الشعب العراقي بكل مواطنيه الصابرين على البلوى للانتصار الدبلوماسي لدولتنا عندما اعلن مجلس الامن رفع البند السابع عـن بلادنا بعد ان اثقل كاهلها بما يقـرب من ربع قرن من الزمان . انه كان ارثا ثقيلا خلفه حكم الطاغية . ذلك الحكم الذي ملأ ارض العراق ظلما وجوراً قبل اسقاطه ولا تزال تبعاتة تسـتـنـزف الملايين والمليارات من خزينة الشعب العراقي عدا استمرارية الخسائر البشرية يوميا .
لا ينكر ان الخراب واسع لا يمكن حصره ، والتجاذب السياسي يسبب يوميا المصاعب للبلاد . واشد ما يؤذي التطلعات الاقتصادية التي تتوخاها العناصر الوطنية هو هذا التقاسم الحزبي والمحاصصة التي ما تتزال سائدة في ميادين كثيرة ومنها تـوزيع الوظائف والدوائر الحكومية على المقربين وليس على اساس الخبرة الادارية والخواص العلمية . وكذا الامر بالنسبة للمستشارين في الدوائر العليا لمسؤولي السلطة .
اذن ، ينبغي على السلطات العراقية بعد تحررنا من ذنوب الحكم البا ئد ، القيام منذ الان بفتح الطريق للاصلاح الاداري في كافة المـيا دين الحكومية تعزيزا للاستقلال الوطني وفي سبيل تعبيد الطريق المؤدية الى التخطيط والتنمية الاقتصادية ، على ان الاصلاح المنشود يجب ان يشمل كافة جوانب الهيكل الاداري في المحافظات والمركز . انها لعملية تتطلب من الحكومة ان تقـرن الاصلاح باتخاذ برنامج اقتصادي واضح لما تريد انجازه في السنوات القادمة !! على ان التخطيط الاقتصادي للبلاد ، ينبغي ان يبدأ من البوصلة التي تشير الى خارطة الطريق لتي تراها وزارة التـخـطيط شاملة لكافة المشاريع الانتاجية والخدمية . شريطة ان توضع بالتعاون المباشر والشديد مع المحافظات لتحديد احتياجاتها التي تراها ضرورية لجماهيرها ولاقتصادياتها ليأتي بعد ذلك مباشرة التنسيق العام لكافة تلك المشاريع من جانب وزارة التخطيط وجعلها ضمن هيكل الخطة الاقتصادية لكل البلاد في الفترة الزمنية المعينة .
وبالمناسبة ، لنا كلمتنا بخصوص انتقاد وزارة التخطيط العراقية انطلاقا من كوننا وطنيين يـهـمـنـا مصير بلادنا خصوصا بعد تحررنا من الفصل السابع وانفتاح الطريق واسعـا امامنا للبناء والاعمار . ان الدوائر المسؤولة في الدولة لا يجوز لها ترك الحبل على الغارب كما هي اليوم بالنسبة لاجهزة المقاولات والدوائر المسؤولة عن تنفيذ الخطط الاقتصادية او وضعها اصلا بصورة خاطئة .
وهنا نعتقد ان الواجب يستدعي التنبيه ازاء استمرارية الطرق العشوائية في تـسمية المشاريع المرهقة للخزينة اوهي غير مبررة من حيث اولويتها اوضرورتها او من حيث التسلسل الزمني .
وزارة التخطيط ====
وقد طلعت علينا " وزارة التـخـطيط " العراقية ، قبل ايام ، بـدعاية " هزيلة " عندما اعلنت عن " اطلاق" ... " خطتها "... التنمـوية الوهمية !! التي هي في واقع الحال : ( بالون ) هوائي يدعو الى الضحك ، ولكنه ضحك حزين بالنسبة لــنــا . وممــا يكشف هزالتها ببساطة نراه من خلال اسئلة تقليدية بسيطة : اين هذه الخطة المعجزة؟ ما هي مفرداتها وما هي اولوياتها ؟ كيف تـــم بناؤها ؟ ماهي طريقة تمويلها وماهي النتائج المحتملة عند تنفيذها ؟ ماهي المباديء التي حكمت بناءها ؟؟؟!!!.. واخيرا ماذا سوف تقدم للمحافظات التي كانت مهمشة .....لعشرات السنين ؟ . واخيرا هل ستضيف الوزارة لها مشاريع بعد قرارات هيئة الامم المتحدة بخصوص رفع العقوبات ؟؟؟ والسؤال الاهـــم يتناول قيادة العملية التي اسمها جهاز التخطيط ؟ في حين ان الوزير ( مع الاحترام له ) ليس من اصحاب الاختصاص وانما جرى تعيينه وزيرا بناء على كونه من حزب السلطة !!!! ليس اكثر !! وهنا يبدو ان رئيس الوزراء يفضل اي وزير بجانبه اذا كان من الكتلة الدينية التي ينتمي اليها بغض النظر عن الفراغ العلمي الذي يصاحب هذا التعيين في قيادة التخطيط !! والشيء المحير اجراء هذا التعيين مع وجود الكثرة الكاثرة من علماء الاقتصاد والتخطيط الاستراتيجي بين العراقيين الوطنيين خارج الحزب الديني لرئيس الوزراء !!! والمصيبة الاشد وقعا هو الضحك على المواطنين عندما ينكر هؤلاء الحكام انهم غير طائفيين وغير اقصائيين !! . وان وزير التخطيط صامت كصمت الصحراء الجرداء عندما يجري طرد الناس من اكواخهم لبناء مسجد في ذات المكان !!! وكان الازمة الاقتصادية والسكنية والبطالة سوف تحل كلها بعد بناء المسجد وتنظيم حفلات اللطم والزنجيل ... !!!! ويترك المواطنين من ذوي العلم والمعرفة بشئون الدولة يتألمون من تخلف بلادنا . بينما نفس هؤلاء الحكام تختلط اصواتهم باصوات جوقة من المعممين ـــ المعتاشين على جهل الاكثرية من الاميين ـــ في " تصريحات " نارية ضد الطائفية !!! التي اصبحت شماعة يلوذ بها بعض المعنيين بادارة الحكم !! و بينهم من بدأ يستحوذ على الملايين اضافة الى ممتلكات عينية منذ السقوط وهم مستمرون بدون خجل !!! . ولم يسألهم احد ـــ بنفس الوقت ـــ من اين لهم الملايين التي يبذلونها على البدع المكشوفة التي اضافوها الى ( اللطم ) وهي اشياء في جوهرها مثيرة للطائفية بامتياز !! وهي مرفوضة من الائمة والدين الحنيف عموما . اضافة الى عدم احقية المسؤولين عند استخدام امكانيات الدولة المالية والامنية لنفس تلك الاغراض المضافة (( عنوة )) الى المراسيم الدينية !! . فهل هي لتغطية فشل الحاكمين في اساليب حكمهم ؟؟؟
( للمقالة تتمة )
الدكتور عبد الزهرة العيفاري موســـكو 4/7/2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مهاجمة وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير وانقاذه بأعجوبة


.. باريس سان جيرمان على بعد خطوة من إحرازه لقب الدوري الفرنسي ل




.. الدوري الإنكليزي: آمال ليفربول باللقب تصاب بنكسة بعد خسارته


.. شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال




.. مظاهرة أمام شركة أسلحة في السويد تصدر معدات لإسرائيل