الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من أسرار سقوط الإخوان

سعدون عبدالامير جابر

2013 / 7 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


كان الإعلان الدستوري الذي اعلنه الرئيس المصري في يونيو 2012 هو ناقوس الخطر الذي كان صداه قد أيقظ الشارع المصري وقواه السياسية على منعطف جديد في مسار الاخوان لأنه تضمن جملة قرارات اعتبرت حينها انها إجراءات ثورية ومنها .. جعل القرارات الرئاسية نهائية غير قابلة للطعن من أي جهة أخرى حتى (المحكمة الدستورية) الى حين انتخاب مجلس شعب جديد , وإستبدال النائب العام عبد المجيد محمود بالمستشار طلعت إبراهيم , وإمداد مجلس الشورى واللجنة التأسيسية بالحصانة (لا تُحل كما حدث لمجلس الشعب) وتمديد الأخيرة بفترة سماح شهرين لإنهاء كتابة دستور جديد للبلاد, وإعادة محاكمات المتهمين في القضايا المتعلقة بقتل وإصابة وإرهاب المتظاهرين أثناء الثورة , وهذا وغيره من الاجراءات اعتبرها الشعب المصري محاولة جادّة من الاخوان للاستحواذ على مقدرات البلاد ومصادرة ارادتها تمهيدا لاعلان دولة الخلافة وهذا ما تناهى لجهات وواجهات مصرية معنية بالأمن القومي المصري , ولذا لم يكن قرار الجيش مجرد إستجابة تلقائية لرغبة المتظاهرين فحسب وانما هي إقتناص للحظة تاريخية تقصم به ظهر القرار الاخواني باعلان دولة الخلافة الذي بدأ التحرك باتجاهه , بمغازلة إسرائيل وبدء حملة تنصيب عدد من المحافظين وتحييد الأزهر الشريف بعد التضييق والتشويش عليه باعتباره من مؤسسات النظام السابق , واعلان قطع العلاقات مع سوريا وإقامة المؤتمرات الداعمة لنصرة الجهاديين وفتح الابواب واسعة امام التطوع ناهيك عما هو أكثر خطورة بعد ان تسربت معلومات ان الاخوان يخططون للهجوم على المدينة الاعلامية وحرق عدد من القنوات واعلان دولة الخلافة من على قناة المحورالفضائية في خطأ تاريخي كاد ان يرتكب بحق مصرعبر حشرها في نفق يخرجها من الفعالية التاريخية لاول مرة . وفي هذا السياق فقد أوضح الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية أمرا خطيرا يكشف عن نية الاخوان المضي بمشروع دولة الخلافة حيث قال (( أخبرنا جماعة الإخوان ضرورة الاتفاق مع مؤسسات الدولة، وحذرنا من الأخونة لكن ليس بهذا الأسم ، وكان هناك اتفاقات وحدث نوع من النفور الشديد لكل مؤسسات الدولة من سياساتهم، وحدث عجز في تيسير الأمور الحياتية للناس، والناس لم يصلوا بعد إلى تحمل المشاق في سبيل ما يسمى (المشروع الاسلامي) الذي لم يجدوا منه أي شىء، وهذه الكراهية الشديدة خصمت من رصيدنا وفشل الإعلام أن يجيش الشعب في ما يسمى المشروع الإسلامي، بالإضافة لعدم حل قضايا الشيعة والضباط الملتحين)) وأوضح برهامي( أنهم لن يرضوا بمسألة "ولي الأمر"، وعقيدة الطاعة، وأنهم تخوفوا من استخدام هذه الألفاظ بالإخوان). ومن هنا نجد ان برقيات التهنئة التي بادرت بها دول عربية في مقدمتها السعودية والامارات والبحرين وغيرها كانت بالحقيقة تعبير عن إرتياح هذه الدول لزوال خطر اعلان دولة الخلافة في مصر على ايدي الاخوان .. وبذات الوقت قال اكثر من خبير سيتراتيجي بالشؤون المصرية الاسرائيلية ان الاسرائيليين ذهلوا للاحداث الاخيرة التي ادت الى هذا السقوط المدوي للاخوان وخروجهم من السلطة وانهم أصيبوا بالصدمة لان ماحدث مفاجئ حقاً ومخالف لكل التوقعات المرحلية , في حين قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، إن سقوط الرئيس محمد مرسي أفقد إسرائيل صوابها ، فبعد صعوده للحكم سرعان ما عبر الرجل عن رغبته في تعزيز العلاقات ما بين القاهرة وتل أبيب ، حيث جاء بخطابه للرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز ما يدل على عمق العلاقات. وأوضحت الصحيفة ( أن رحيل مرسي عن السلطة أفقد إسرائيل أربعة مكاسب لم تكن موجودة في نظام مبارك ، وهي الحفاظ على بنود اتفاقية كامب ديفيد دون تهديد ، وتجنيب إسرائيل صواريخ حماس لما تربطه من علاقات جيدة بقياداتها باعتبارها جناحهم في فلسطين، وهدم الأنفاق الحدودية في سيناء والتي خفضت من عمليات التهريب، وأخيراً تعميق وتوسيع رقعة الخلاف الشيعي السني في الشرق الأوسط عن طريق مهاجمة محور المقاومة سوريا - إيران- حزب الله) , وهذا يعني ان اسرائيل كانت تعرف مسبقا ان اعلان دولة الخلافة قد يجر المنطقة الى مسلسل طويل جداً لاتخرج منه قبل مئة عام , وهذا مما أدى الى ان تقوم أميركا الراعي الاول لكامب ديفيد بأسرع رد فعل لها والتلويح بقطع المساعدات الامريكية الى مصر التي تعهدت بها أميركا وفق كامب ديفد , وهذا يعني ان المجسات الأميركية الاسرائيلية تلمست ان في مصر إنقلابا عسكريا حقيقيا مغلفا (مدعوما) بإرادة شعبية واسعة وان مابعد الاخوان ستبدي مصر تململاً من كامب ديفيد تمهيدا لاعلان الغائها وعدم الإكتفاء بالغاء الملاحق الأمنية التي كان من المزمع توقيعها مع اسرائيل على ايدي نظام الاخوان , من هنا فان اعلان اﻷ-;-مين العام لﻸ-;-مم المتحدة بان كي مون بأنه يراقب التطورات في القاهرة ببالغ اﻹ-;-هتمام، وانه قلق إلى حد كبير لما أسماه بتدخل العسكر بالشؤون المدنية والدستورية .يعتبر دليلا خطيرا على ان هناك صدمة حقيقية لدى المجتمع الدولي المتضامن مع إسرائيل من هذا التغيير الرومانتيكي غير المحسوب بالنسبة اليهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاستاذ سعدون المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2013 / 7 / 6 - 06:45 )
تحية طيبة
موضوع متميز و ربط ممتاز شكرا
تقبل مني التالي
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=366490
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=367120

اخر الافلام

.. إسرائيل تنشر أسلحة إضافية تحسبا للهجوم على رفح الفلسطينية


.. مندوب إسرائيل بمجلس الأمن: بحث عضوية فلسطين الكاملة بالمجلس




.. إيران تحذر إسرائيل من استهداف المنشآت النووية وتؤكد أنها ستر


.. المنشآتُ النووية الإيرانية التي تعتبرها إسرائيل تهديدا وُجود




.. كأنه زلزال.. دمار كبير خلفه الاحتلال بعد انسحابه من مخيم الن