الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تمرد ايها الشعب العراقي

جاسم المعموري

2013 / 7 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


تمرد ايها الشعب العراقي


تمرد ايها الشعب تمرد
وقل للظالمين انا موحد
فما ابقى لك الاوغاد منفذ
ولاتركوا حراما دون مقصد
وقم للفاسدين بكل حزم
وأعلن انك السيف المجرد
تمرد ايها الشعب تمرد
عشنا ومازلنا نعيش ونشهد تجارب واحداث خالدة لم يعشها او يشهد لها مثيلا اي جيل من اجيال البشرية عبر التاريخ , وذلك لانها الخطوات الاولى نحو تغيير عالمي مرتقب يقود طلائعه النخبة من العرب الاحرار النجباء ,فتعلمنا منها الكثير من الدروس والعبرالتي حفرت في ذاكرتنا اروع واطيب واطهر ايام الحرية والكرامة والثورة الممتزجة بالخوف والترقب والدموع والنصر والعمل والتفاعل والفخر والامل, وقد نشأنا على العمل الثوري النضالي منذ نعومة اظفارنا حتى تجلى ذلك في ثورة شعبنا العراقي الابي الحر الشجاع في عام 1991 والتي اسقطنا فيها نظاما ظالما فاسقا ديكتاتوريا بغيضا ومريضا جثم على صدورنا لعقود سبقت ذلك ورغم اننا كنا شبابا صغارا لم ترتسم على وجوهنا علامات الرجولة بعد الا اننا اثبتنا شجاعة وبسالة قل نظيرها وكنا اكثر حكمة من الكبار حينما اخترنا الموت او النصر على الذل والخنوع وكان شعارنا ( الموت في حياتكم مقهورين والحياة في موتكم قهارين ) فكتب الله تعالى لنا نصرا كسرنا به حاجز الخوف وفتحنا من خلاله ابواب الكرامة للامة كلها, فلماذا لايثور شعبنا العراقي اليوم وما الفرق بينه وبين الشعب المصري ؟
لقد قدم الشعب المصري اليوم انموذجا رائعا من العمل الثوري العفوي ( المنظم) ليبهر به العالم كله فاسقط في ثورته الثانية نظاما طائفيا عنصريا متخلفا سرق ثورة الشباب واراد ان يسير بها الى غير اهدافها , بل انه بدأ وبكل وقاحة وبلا حياء بالعمل المعلن والخفي لصالح اعداء الامة في الوقت الذي يرتدي فيه عباءة الدين الذي لم يسلم منه هو الاخر حيث اراد مرسي ومن معه ان يرسي اساس الطائفية والعنصرية بين ابناء شعب طالما تعايش مع بعضه البعض بكل امان واحترام وسلام, ولم تأتي ثورة مصر الاولى والثانية بسبب ضغوط دولية او احتلال اجنبي بحجة التحرير او غيره وانما هي ثورة شعب في اكثر اللحظات وعيا وانضباطا بحيث قل نظيرها ان لم يكن منعدما اصلا في تاريخ الشعوب بشكل عام , والنقطة الاكثر اهمية ان اغلب ابناء الكنانة مستقلين سياسيا مما يتيح لهم فرصة التحرك بحرية دون الرجوع الى المرجعيات السياسية , وهنا احب ان اجمل الاسباب التي ادت الى حالة السباة التي يعيشها الشعب العراقي العربي الابي الكريم وهي :
اولا : ماقام به الاحتلال الاجنبي البغيض من هدم لمؤسسات الدولة العراقية فهو اسقط الدولة ولم يسقط النظام ولم يلتفت الشعب العراقي الى ذلك لا من خلال نخبه السياسية والثقافية ولا من خلال جماهيره المظلومة المستضعفة المضطهدة الا بوقت متاخر جدا بعد الاحتلال.
ثانيا : لقد من الله تعالى على الحكام العراقيين الجدد بفرصة تاريخية عظيمة لم تعطى لاحد منهم من قبلهم, ولكنهم مع الاسف الشديد عرفوا بخصال واخلاق خيبت امالنا جميعا فمنهم الامعة الجبان الذي يرى في الزهد حجة لعدم النضال والعمل للتصدي للمسؤولية وهو اجتهاد خاطيء للنصوص التاريخية والتجارب الانسانية , بل هو مرض نفسي سياسي خطير لطالما اضر بالمصالح العليا للوطن وادى الى كل هذا الدمار والفساد والاستهتار بالحقوق كافة, ومثال ذلك الزعامات السياسية الاسلامية الشيعية التي تمثل مع الاسف الشديد اغلبية ابناء الرافدين.
ومنهم الطائفي العنصري الذي يسعى للوصول الى السلطة بكل السبل والطرق غير القانونية, بل غير الاخلاقية ولا السلمية وقد حقق الكثير من المكاسب والانجازات الكبيرة في هذا المجال ومثال ذلك الاحزاب الساسية الاسلامية السنية بالتضافر مع فلول النظام السابق المتمثلة بحزبه وجهاز مخابراته والتي مالت كل الميل مع الارهاب واحتضنته وقدمت له كل الدعم المادي والمعنوي واللوجستي وغيره متخذة من الطائفية سبيلا لتحقيق اهدافها متهمة الاخرين بها, بل مثلت الفساد المالي والاداري بسبب تواجدها في كل مؤسسات الدولة لكي تغذي الارهاب وتضر بسمعة الاخرين بنفس الوقت تمهيدا للاستيلاء على السلطة بشكل كامل لاقصاء الاخرين .
ومنهم الغبي القومي الذي يرى في القومية والانحياز اليها كفاية عن العراق كله وهذا غباء ما بعده غباء ومثال ذلك القادة الكرد الذين استقلوا في اقليم خاص بهم وان لم يعلنوا عن ذلك رسميا, اما سبب وجود وزراء لهم في الحكومة المركزية ونواب في البرلمان العراقي فهو من اجل ترسيخ القومية التي يؤمنون بها اذ لايمكن لهم العمل بهذا السبيل دون التواجد في الاماكن المهمة في الدولة والحكومة ليعرفوا كل صغيرة وكبيرة من شأنها ان تلعب دورا مهما في تحقيق اهدافهم الانفصالية المعروفة , ولا توجد عندهم اي نزعة وطنية لا في العمل السياسي والامني ولا الثقافي او الاجتماعي على مستوى العراق كوطن واحد , فهل رأيتم زعيما كرديا يزور الناصرية في جنوب العراق مثلا ويجلس مع ابناء شعبه الفقراء المظلومين ليناقش معهم مظلوميتهم ؟ هل رأيتم ميليشيا البيشمركة مثلا تساهم في ارساء الامن في ربوع العراق كله وهي قادرة على ذلك مع انها تستلم جميع تكاليف نشاطاتها من الحكومة المركزية بعشرات المليارات من الدولارات ؟
اذن لماذا لايثور شعب العراق او ان يقوم الجيش بانقلاب عسكري لمحو هذه العارات كلها ؟
ليس من السهل الاجابة الشافية على هذا السؤال بسبب تعقيد المشهد السياسي والثقافي والاجتماعي العراقي ولكن يمكن لنا ان نشخص بعض اسباب ذلك بشكل مبسط , فالجيش العراقي لم يعد جيشا وطنيا منذ استيلاء البعث على السلطة في بدايات النصف الثاني من القرن المنصرم فلم يكم الا اداة قمع بيد السلطة ضد الشعب او سيفا مسلطا على جيران العراق من العرب والمسلمين ظلما وعدوانا, وقد زاد الاحتلال الاجنبي للعراق في عام 2003 الطين بلة حينما جعل من المؤسسة العسكرية واجهة شكلية لاتضر ولاتنفع حتى اصبحت غير قادرة على ضبط الامن في شارع واحد من شوارع بغداد , كما ان السماح بانتماء افراد القوات المسلحة للتيارات السياسية المختلفة يخالف القانون والدستور او يجب ان يكون كذلك مما ادى الى ترسيخ النزعة الطائفية والقومية والعنصرية في صفوفه ومما ساهم في قلة انضباطه وصعوبة تنفيذ الاوامر الصادرة اليه , وباختصار لم يعد الجيش العراقي جيشا , وعلى اقل التقديرات لم يعد جيشا وطنيا.
اما الشعب العراقي فلقد كان شعبا حرا بمعنى من المعاني حتى عام 2003 حيث حلت على العراق الكارثة الكبرى المتمثلة بديمقراطية لايؤمن اي من القادة العراقيين الجدد بأي شيء منها على الاطلاق فهاهم يورثون القيادة في احزابهم الى ابنائهم دون اي انتخابات داخلية فأية ديمقراطية هذه يقودها المستبدون , ثم تجاوز عدد الاحزاب في العراق المائة حزب كل حزب بما لديهم فرحون ناهيك عن مئات المنظمات الاخرى المتخصصة في السلب والنهب والضحك على عقول الناس, ثم باع اغلب العراقيين حريتهم التي كانوا يتمتعون بها حيث كانوا جميعا ابان النظام الديكتاتوري السابق يجمعون على بغضه والنضال ضد وجوده , فانتموا الى هذه الاحزاب ولم يعد بمقدورهم فعل اي شيئ الا باوامر من ساداتهم وقادة احزابهم , لذلك ترى ان مئات الالاف من ضحايا الارهاب سقطوا ولم يرمش للعراقيين جفن او يتحرك فيهم ضمير او غيرة او نخوة واقسم لكم لو انفجرت عشرة الاف سيارة ملغمة في بغداد وحدها في يوم واحد فلن تجد من يخرج متظاهرا , وكيف يفعلون ذلك وهم من يستأجر تنظيم القاعدة الارهابي ليقتلوا بعضهم بعضا ثم يصدرون بيانات اتهام للقاعدة ويكتفون بالشجب والاستنكار فباءوا بغضب من الله حتى اصبحوا اضحوكة للعالمين وسترون ماذا سيحل على شعب العراق من الكوارث الكبرى ان لم يخرج ثائرا ليطهر العراق منهم ومن جبنهم واثمهم وتقصيرهم.
اضف الى ذلك الفساد الاداري والمالي الذي بلغ من الشدة والانتشار بحيث استنفذ خزينة الدولة التي تعادل خزينة دول عديدة ولم يبقى الا القليل من العراقيين ممن لم يسرق قوت الشعب ويهرب به الى احدى الدول في العالم مدعيا انه هرب لاجئا من هناك وفور وصوله يبدأ بشراء الشركات وانشاء العقارات والتجارة وغيرها في الوقت الذي لا يوجد عندنا ما ندفع به تكاليف ابسط حياة يمكن ان يعيشها انسان في الغربة فمن اين لهم كل ذلك ؟؟
لايوجد في العراق جبانا ولا منافقا كما عرفنا من خلال التاريخ ومن خلال التجارب الشخصية التي خضناها في النضال والجهاد جنبا الى جنب دون النظر الى اي اختلاف مذهبي او قومي او حزبي , فما الذي يجري اليوم في العراق بحق السماء ؟
ان شعبا ابيا عريقا شجاعا جسورا كشعب العراق يرى ما يرى ولا يخرج ثائرا لهو امر يدعو الى الاستغراب والعجب , ولكن كما اسلفنا لابد لنا من ان نعود احرارا اباة لاننتمي الى هذه الاحزاب التي اتسمت بالجبن والفساد والجهل والظلم والاسبداد حتى نتمكن من التحرك بحرية تامة ويصبح ولائنا لوطننا وشعبنا لا لاحزابنا ومذاهبنا وقومياتنا عندها سوف لن يبقى للطغاة او الفسدة او الظالمين مكانا بيننا.
جاسم المعموري
7-3-2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تحشد قواتها .. ومخاوف من اجتياح رفح |#غرفة_الأخبار


.. تساؤلات حول ما سيحمله الدور التركي كوسيط مستجد في مفاوضات وق




.. بعد تصعيد حزب الله غير المسبوق عبر الحدود.. هل يعمد الحزب لش


.. وزير المالية الإسرائيلي: أتمنى العمل على تعزيز المستوطنات في




.. سائح هولندي يرصد فرس نهر يتجول بأريحية في أحد شوارع جنوب أفر