الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فشل تشريعي

ساطع راجي

2013 / 7 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


تذكر أعضاء مجلس النواب والكتل النيابية مؤخرا القائمة الطويلة من القوانين التي تنتظر التشريع بينما الدورة البرلمانية تدخل في الوقت الحرج ويقترب عمر المجلس النيابي من الانتهاء، وكالعادة تبادل الجميع الاتهامات بالمسؤولية عن تعطيل العمل التشريعي للبرلمان بعدما توقف تماما عمله الرقابي باتفاق غير معلن بين الكتل عبر المساومات على ملفات الاستجواب واهمالها.
القوانين المعطلة تنقسم الى ثلاثة محاور، الاول ويضم القوانين التأسيسية للدولة مثل المحكمة الاتحادية ومجلس الاتحاد ومجلس الخدمة وترسيم حدود المحافظات والنفط والغاز والسلطة التنفيذية وغيرها، وتعطل هذه القوانين يعني إن جزءا مهما من وظائف الدولة سيتعطل او سيمضي في فراغ تشريعي يؤدي الى أزمات متتالية، ويبدو إن القوى السياسية غير مهتمة بتشريع هذه القوانين التي تشيد مؤسسات الدولة لإن كل طرف يريد تفصيل هذه المؤسسات وفقا لمصالحه ولأن أيا من الاطراف لايمتلك القوة العددية اللازمة في البرلمان لتمرير القوانين المؤسسة وفق ما يشتهي لذلك فضل الجميع العيش في الفراغ القانوني لأنه يسمح بهامش مناورة أكبر.
المحور الثاني، يضم قوانين معطلة ذات طبيعة عملية لتمشية الاداء اليومي للمؤسسات القائمة فعلا فضلا عن القوانين المتعلقة بمطالب الكتل، مثل قانون التقاعد وتعديل المساءلة وتجريم البعث وتحقيق التوازن والبنى التحتية وغيرها، وهي قوانين خلافية أدت لتعطيل البرلمان ودفعه الى حالة من الشلل بسبب اصرار كل طرف على موقف محدد وهو ما قاد الى الاسراف في استخدام المقاطعة للاخلال بنصاب الجلسات ضمن سياسة عناد هزلية وهزيلة انتهت الى لاشيء.
وثالثا، هناك القوانين المرتبطة بنهاية الدورة البرلمانية والانتخابات القادمة وتضم في المقدمة قانون الانتخابات الذي سيشغل مساحة خلافية واسعة في البرلمان بعد النتائج التي قاد اليها نظام سانت ليغو، وهناك أيضا قانون الاحزاب فضلا عن قانون الموازنة الذي يقترب موعده وربما سنشهد سيلا من مشاريع القوانين في سياق الحملات الانتخابية المبكرة، وهي غالبا مشاريع يراد منها تحشيد الشارع بالدرجة الاولى ولا يهم بعد ذلك تشريعها او تطبيقها في حال تشريعها، كما هو الحال مع منحة الطلبة وتوزيع الفائض المالي.
هناك من يريد العودة لاسلوب السلة الواحدة لتمرير القوانين باعتباره الاسهل لكنه غالبا مايؤدي الى نصوص هزيلة وثغرات كارثية تكون مقصودة أحيانا، وندخل في دوامة التعديلات بعد ذلك وهناك قوى ترفض اليوم هذا الاسلوب.
مهما إستعجل النواب وواظبوا على حضور الجلسات فإنهم لن يعوضوا الزمن الذي ضيعوه في البرامج التلفزيونية والمؤتمرات الصحفية والمهاترات والمقاطعات والانسحابات ولذلك ستبقى الكثير من القوانين دون تشريع، والارجح إن القوانين الهامة والبنيوية ستبقى مهملة أو موضع خلاف وسترحل الى الدورة البرلمانية القادمة رغم إن بعضها ادرج في اتفاقية أربيل التي شكلت الحكومة الحالية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بشكل طريف فهد يفشل في معرفة مثل مصري ????


.. إسرائيل وإيران.. الضربات كشفت حقيقة قدرات الجيشين




.. سيناريو يوم القيامة النووي.. بين إيران وإسرائيل | #ملف_اليوم


.. المدفعية الإسرائيلية تطلق قذائف من الجليل الأعلى على محيط بل




.. كتائب القسام تستهدف جرافة عسكرية بقذيفة -الياسين 105- وسط قط