الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
يتحاشون التنميط في استجابتهم للرغبة
نصيف الناصري
2013 / 7 / 8الادب والفن
جماعات منظّمة وموغلة في تشفيرها لفطر أسقامها،
تشرع بحفر قبورها قبل أوان الشراسة في الثمرة،
ولا تتحمّل الإنفاق الكافي للذين يحضرون ومعهم
مباضعهم. الميتة الملتوية والمتفاوتة للمرء في نسجه
لخيوط ماضيه، تريق عسل مصيره من دون غفران،
ولا أمل للشامتين والمزايدين وهم يتقدّمون الثكالى
ويتلّقون النسيم الحارّ للمأساة. كلّ ميتة متشابهة وتعمّم
عَنت الميت على الجميع. احساس بالفزع نحتاج فيه الى
الآلهة من أجل التأمين على بؤسنا في قنوطنا من الحلم.
2
يفرض علينا الموسرون في أزمان الجفاف والحروب،
نزعاتهم العدوانية، ويخال لنا في إستدانتنا منهم للخبز
والدواء، انهم يجترحون ويبرمجون كلّ الأوبئة
للانقضاض علينا وعلى ماشيتنا التي تحظى بعناية
نسائنا في رضعهن لأطفالهن في الحقول الجافّة . يكرّس
الأثرياء في مسؤوليتهم عن تمزيق الصواري المجهولة
لصيفنا في كلّ سنة، زهدهم الخادع ويلزموننا بالنزوح
الى أرض أخرى تتشاجر مع الشمس والنجوم، لكنّنا في
كلّ ما نغلّيه من إرثنا وشرفنا وبؤسنا، نضايقهم ونزدري
اقتصادهم وبضائعهم والعوائد التي حلموا وتيقّنوا انهم
سيجنونها منّا. منحتنا النوائب التي تعرّضنا لها في
الماضي، إمكانية أن نتحسّب للبلايا ونقبل بنصيبنا
ولا نهدر كرامتنا في توسّلنا الآلهة التي يؤرّقها عملنا في
ما تعجز عن الاحاطة به.
3
كثيرون يغشاهم النعاس في إزالتهم للفراشات عن وجوههم،
والنوم في سهل اللحظة العابرة، لا يثبّت مرآة الزمن في أعماق
من لا يحصون نجوم أيّامهم. ما لا يوقّر مراكب موته في حياته،
لا يوقّر حلمه المتصدّع في نومه، والبشرية يعوزها النشاط في
إمالتها الملح على الساعات التي تتجمّل في الطبيعة. الفعّالون
والمتخيّلون يتحاشون التنميط في استجابتهم للرغبة، ويغوصون
في مجاهل الأرض. يتعاضدون فيما بينهم ويكتسحون كلّ
إنعدام للحداثة. معاودتهم لإطالة لحاهم في زفاف النجمة بالهوّة،
تقينا عبور النفايات اللصيقة بالصيف، وتثميننا لشطارتهم وعدم
خلوتهم في التقليد، مداعبة دائمة للحظات موتنا التي تتعاقب
وننسى فيها التنقل في مجال الجرعة التافهة التي تسلبنا الحركة.
4
يستعين الكحولي في انغراسه بديناميكية انتحاره، وإلحاقه الأذى
بكرامته، بالأساطير العتيقة التافهة لماضيه المتشدّد، ولا يحسن
ضيافة الآخرين. إمداد الوردة العفيفة بايماءة أخوّة، لا ينتهك
الحرص على الفردية، وكلّ تقنية في فعل الجنس، تتطلب الإقلاع
عن الانتحار والشروع الكتوم في التعدّي على الغبطة والطمأنينة.
يفرّط الكحوليون في ثمرة كدحهم اليومي وهم يقيمون في أرض
الفراغ، بوظائف عظيمة في الليل والنهار، ورذائلهم في اليوتوبيا
النقيضة للعافية، تستحوذ على أفعالهم ولا يبرحون انتظامهم في
ما يسمّونه الانسلاخ عن المجتمع. امتعاض من الظلال الوارفة
للشمس، يكبر استعصاؤه في الدأب على الفلتان من الانسانية.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الفنان #محمد_عطية ضيف #قبل_وبعد Podcast مع الاعلامي دومينيك
.. الفنان عبد الرحمان معمري من فرقة Raïm ضيف مونت كارلو الدولية
.. تعرّفوا إلى قصة “الخلاف بين أصابع اليد الواحدة” المُعبرة مع
.. ما القيمة التاريخية والثقافية التي يتميز بها جبل أحد؟
.. فودكاست الميادين | مع الشاعر التونسي أنيس شوشان