الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإسلاميون بين الانقلاب العسكري بمصر، و الطرد العسكري بالمغرب.

علي لهروشي
كاتب

(Ali Lahrouchi)

2013 / 7 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


كما هو معروف فقد هرول الديكتاتور محمد السادس مسرعا للإعلان عن تأييده للانقلاب العسكري الفاشي بمصر ، وذلك ببعثه لتهنئة للرئيس المعين من قبل العسكر ، المدعو - غازي منصور - ، و من خلال هذا يتبين لكل متتبع للشأن السياسي بالمغرب أن تلك التهنئة لم تكن مجرد تهنئة روتينية ، كالتي يتم تبادلها بشكل عادي بين الرؤساء ، و إنما هي تأييد مباشر للانقلاب العسكري ضد الإرادة الشعبية بمصر التي انتخبت الرئيس الشرعي المخلوع - محمد مرسي - إذ أن القاسم المشترك بين كل من اللوبي المحرك للدمية العسكرية التي قادت الانقلاب بمصر ، و الديكتاتور بالمغرب هو الحقد ، و الكراهية ، التي يكنها الطرفين معا للحركات الإسلامية ، و للحركات التحررية باختلاف أيديولوجيتها ، و مرجعتيها الفكرية و السياسية ، ثم الانتماء لنفس المؤسسة العسكرية ، أي أن العسكر الذي يقوده الفريق الأول - السيسي - هو المتحكم في الشأن المصري ، ثم العسكر الذي يقوده القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية الديكتاتور محمد السادس هو المتحكم في الشأن المغربي ، وهما قوتين متشابهتين ، موحدتين ، مجتمعتين على ممارسة القتل ، و التقتيل ، و الاعتقالات ، و الاختطافات ، و المحاكمات الصورية في حق الشعبين المصري و المغربي ، وذلك من أجل رعايتهما للفساد ، والعبودية و الاستعباد ، و الهيمنة على السلطة ، و الاقتصاد و المال و نهب الثروات ، و استنزاف الميزانيات العامة ، كل هذا من أجل الحفاظ على مصالحهم خاصة ، ومصالح القوى الصهيونية العالمية بالبلدين عامة ، التي تحتفظ بدورها عن بقاء مثل هؤلاء الطغاة على سدة الحكم رغما عن أنوف شعوبهم .
لقد قرر العسكر بمصر أن يضع حدا لأمال ، و لمستقبل الثورة ، و ما نادت به من ديمقراطية ، وحرية ، و كرامة ، و حقوق الإنسان كانت نهايتها على شكل انقلاب عسكري بكل المقاييس ، رغم أن البعض يريد تلوين هذا الانقلاب بألوان غير متماسكة ، وغير منسجمة وهي ألوان مرفوضة من ناحية الرؤية العقلية ، و المنطقية ، خاصة لما طغى عليها اللون الأحمر الملون بدماء الضحايا من الأبرياء ، العزل ، الذين قتلوا برصاص قناصة الجيش المصري ، وهو الانقلاب العسكري الذي ورط كل من سانده ، حيث يحق لكل ديمقراطي تحرري أن يصنف كل من يحاول تبرير ما وقع بمصر بتبريرات واهية ، للتهرب من الجهر بحقيقة الانقلاب العسكري ، بالانقلابين العسكريين أينما كانوا ، وكيف ما كانت مهنهم و وظائفهم ، خاصة و أن هؤلاء المنافقون المجرمون هم من يهرع لإصدار بيانات ، و رسائل استنكارية و التنديد بأي انقلاب عسكري ضد أي حاكم ديكتاتوري ، كما هو الشأن في الانقلابات العسكرية الغير الناجحة للأسف التي عرفها المغرب. بالرغم من أن ما عرفه المغرب ، و ما سيعرفه في المستقبل القريب ، هو انقلاب عسكري ضد الديكتاتورية المطلقة ، حيث كان من الواجب الوطني و الإنساني التصفيق للانقلاب العسكري بالمغرب ، و تأييده ، و مساندته ، أما ما عرفته مصر فهو انقلاب عسكري ضد الإرادة الشعبية ، و ضد الديمقراطية ، و هو ما يتوجب على العقلاء شجبه ، و إدانته ، و استنكاره ، بل و مواجهته بكل السبل المتاحة دفاعا عن حق الشعب في اختيار من سيحكمه ، وتقرير مصيره بيده ، و ليس تأييده كما ذهب النقابيون من السياسيين و المحللين في ذلك.
لقد حصل الانقلاب العسكري الفاشي ضد الإرادة الشعبية و الديمقراطية بمصر ، وذلك بانقلاب العسكر على كل مؤسسات الدولة ، و ازاحتهم للبعض ممن يختلفون معهم ، رغم أن الشعب هو من صوت عليهم بإرادته الحرة ، واختارهم ، وتعيين البعض الأخر ممن يتفقون معهم في أماكنهم ، رغم أن الشعب لم يختارهم . إلا أن الأمر في المغرب ليس كذلك ، حيث يختلف عما هو في مصر و إن أن هناك تشابه و تقاطع بين العسكرين في الأهداف المغرضة ، و الاستراتيجية التحكمية ، إذ أن العسكر هو الحاكم بالمغرب منذ عقود من الزمن في صفة القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية ، و بالتالي فهو لا يحتاج للانقلاب العسكري على نفسه ، بل يعطي أوامره للطرد الواضح و العلني لكل من لا ينفذ أوامره مائة في المائة ، وهو الطرد التعسفي المهين ، الذي يحاول الإعلام المغربي المسخر تزينه بمصطلح أخر اسمه - الإعفاء - للتقليل لذا الرأي العام الدولي من مصطلح الطرد ، الذي يفضح استعماله علانية بصريح العبارة الأسلوب الديكتاتوري المستعمل في تغييره للوجوه بمختلف المؤسسات التي هي صورية في عمقها ، وهي القرارات المتخذ بالمغرب من قبل الطاغية المفترس محمد السادس ، الذي لم و لن يعفي أحدا من مهامه كما يدعي الإعلام ذلك ، بل يطرده ، و هذا هو المصير المحتوم قريبا لحكومة أهل قريش من المنافقين المتأسلمين بالمغرب.
لقد رسم الديكتاتور محمد السادس مع من يملي عليه إملاءاته من القوى الصهيونية الخارجية و الداخلية التي يحافظ ويتقاسم معها نفس الأهداف و المصالح بالمغرب وخارجه سيناريو سياسي ، مفاده تحريك أزلامه و زبانيته الإعلامية ، و الحزبية ، و المخابراتية ، أي كل أقنانه و عبيده بدءا بالدفع بحزب الاستقلال إلى الانسحاب من حكومة أهل قريش المعينة ،و إنهاء هذا التحالف السياسي ، الإنتهازي المصلحي على حساب الشعب المغربي ، الذي يجمع بين الخونة ، فيما يطلق عليه بحكومة أهل قريش من حزب : اللا عدالة و اللا تنمية ، و هذا الفيلم الهليودي الخبيث ، الذي تدور مشاهده السياسية في المغرب ، و هو يصور الشعب المغربي في صورة ، ومنزلة أولئك الهنود الحمرالتائهين في غابة كثيفة ، غامضة ، مجهولة المصير، إذ أن هذا الشعب لا يدري ما يحاك ضده من قبل الديكتاتور المفترس محمد السادس و زبانيته ، الذي سيطرد عما قريب بطريقة مهينة حكومة أهل قريش ، وسيطرد - يحل - برلمان العبيد ، و يعلن عن إنتخابات مبكرة ، سيقوم فيها السماسرة بشراء أصوات الهنود الحمر، و الدفع بهم إلى صناديق الإقتراع في أفواج من المسخرين ، و العاهرات و القوادون ، و القوادات لتفريق الأموال ، و اللباس و توزيع الوعود ، و الإغراءات من أجل جعل الخونة في ما يطلقون عليه بالع
رس الانتخابي ، وهم يتوحدون تحت سقف فضيحة إسمها الإنتخابات المبكرة ، وفي جريمة إسمها التزوير ، وشراء ذمم وضمائر الجهلاء من أجل صعود الخونة الجدد المسخرين للقيام بمهمة الخيانة العظمى ، المتمثلين في ما يسمى بحزب الأصالة و المعاصرة ، ثم الخونة القدماء المتمثلين في كل من حزب الاستقلال ، و الإتحاد الإشتراكي ، و الحركة الشعبية و الإحرار ، وهلم جرا ، وقد تفضي هذه الجريمة إلى تعيين الخائن - الكرموصي - و ليس - الباكري - كوزير أول في صفة - البكاي - الذي لعب بدوره كوزير أول معين بالمغرب لعبة خيانة أبطال المقاومة الشعبية ، وجيش التحرير في عهد المجرمين - محمد الخامس - و - الحسن الثاني - فهل كتب على منطقة الشرق ، و بالخصوص منطقة بركان أن لا تنجب من بين أبنائها إلا الخونة من أمثال - البكاي - قديما و - الباكوري - حديثا ؟ أم أن الديكتاتورية العلوية تريد مسح تاريخ منطقة - بني يزناسن - بالشرق المغربي الحافل بالمقاومة ، و الانتفاضة ضد كل من الحماية الفرنسية ، و ضد عميلتها القبيلة العلوية ، وذلك من خلال استقطاب تلك الديكتاتورية العلوية لخونة هذه المنطقة ، كلما تطلب الأمر من الديكتاتورية العلوية ذلك للاعتماد على هؤلاء الخونة في استعمالهم كأقنان وعبيد كمكنسة لتنظف بهم نفسها من دماء أبناء الشعب المغربي ؟
إذن على الشعب المغربي الحر ألا يقبل بهذا المسلسل الصهيوني العلوي الديكتاتوري الانتخابي القادم المزيف ، الذي تمت نهاية تصويره بقصر الديكتاتور ، وسيتم عرضه للعلن بسينما البرلمان بالمغرب ، و الذي سيفوت فرصة التغيير على الشعب المغربي في حالة تم خدع هذا الشعب بحلقاته ، التي بدءها حزب الإستقلال منذ زمان ، و موعدنا مع هذا المسلسل الخبيث الذي لا بنتظر سوى حلول مناسبة من المناسبات التي يلقي فيها الطاغية خطابه للإعلان عن ذلك ، وبهذا شاءت الديكتاتورية بالمغرب للتاريخ أن يعيد نفسه ، حيث أنه بالأمس جيء بالوزير الأول المعين - البكاي - لما أسداه من خدمات تجسسية للديكتاتور محمد الخامس و الحسن الثاني ، وغذا سيعين الوزير الأول - الباكوري - لما قدمه هو كذلك بدوره من خدمات تجسسية للديكتاتور محمد السادس، و كأن التاريخ المغربي لم يتحرك منذ مطلع ستينات القرن الماضي، رحم الله الشعب المغربي الذي لم يعد يفرق بين الانقلاب العسكري - السيسي - بمصر و الحكم العسكري العلوي بالمغرب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في معرض البندقية


.. الهجوم على رفح أم الرد على إيران.. ماذا ستفعل إسرائيل؟




.. قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في المحادثات بين إسرائيل وحماس


.. إسرائيل تواصل قصف غزة -المدمرة- وتوقع المزيد من الضحايا




.. شريحة في دماغ مصاب بالشلل تمكّنه من التحكّم بهاتفه من خلال أ