الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-الفساد- والإنقاذ من الضلال

سامر أبوالقاسم

2013 / 7 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


اليوم لم يعد بنكيران يهاجم الأحزاب والجماعات والأفراد لوحده، كما كان يفعل في مرحلة ما قبل الدستور الجديد. لا، بل أصبحت لديه فرقة متكاملة ومتناغمة، ومتفاعلة جدا على مستوى تشنيف مسامع المغاربة بكل أنواع وأشكال وأصناف "المعيور"، الذي لم يسلم منه سوى من لم يقو على المواجهة وتراجع واستكان لكسله وعدم تفاعله مع الأحداث والوقائع السياسية.
هذه الفرقة المحسوبة على قيادة حزب العدالة والتنمية، منذ تبوأ هذا الحزب موقع قيادة العمل الحكومي، وهي تتحفنا بالضرب على أوتار الترهات ذات الصلة بعوالم تدبير العلاقات السياسية بين الأطراف، في حين تسجل الحكومة عجزا على مستوى إنجاز القوانين التنظيمية لتفعيل الدستور، وعدم قدرة على مباشرة أي إصلاح كيفما كان طعمه، وفشلا في مواجهة الفساد الذي تحول بقدرة قادر إلى عفاريت وتماسيح غير مرئية ولا ملموسة، واندحارا كبيرا على مستوى تدبير الملف الاقتصادي ومعالجة القضايا والمشاكل الاجتماعية.
والحال أن الشعب المغربي ـ بكل فئاته وشرائحه ـ كان ينتظر من هذه الحكومة التي يقودها هذا الحزب أن تقوم بمجهود، ولو على مستوى محاربة الفساد، وبذلك كانت ستنال تعاطف ودعم المغاربة قاطبة، وبذلك كان سيقف معها الجميع في أية لحظة وأية محنة. لكن مع الأسف الشديد لم يكن حزب العدالة والتنمية سوى متعنتا وعدوانيا، ولم يكن فعل قيادته على قدر تشدق لسانها، وبالتالي يخلص الجميع اليوم إلى أن هذا الحزب لم يكن في مستوى تطلعات المغاربة وخيب ظنهم فيه بما أوصلوا إليه العمل السياسي من تردي وانحطاط.
ومع كامل الأسف، ما زال هذا الحزب يمعن في المزيد من تشويه صورته أمام الرأي العام، بخرجات قيادييه الإعلامية الفاضحة، التي لا تستحي من الشعب المغربي وتستبلده، وتحلل اليوم ما كانت تحرمه بالأمس القريب من أقوال وأفعال، فها هي اليوم تتجه نحو التحالف مع من كانت تعتبرهم "مفسدين". وهو تَقَوُّلٌ وَنِفَاقٌ وافتراءٌ أقل لا يمكن إلا أن يدفع المواطنات والمواطنين البسطاء إلى المزيد من النفور من العمل السياسي.
سنة ونصف وحزب العدالة والتنمية يتعامل باستخفاف مع القضايا الاقتصادية والاجتماعية المصيرية للشعب المغربي، والآن بدل أن يعترف بعجزه وعدم قدرته واستحالة تدبيره لأوضاع المغاربة من مثل هذه المواقع للمسؤولية، وبدل أن يقتنع بأن المكان العادي بالنسبة لكل أعضائه هو مجال الدعوة إلى الله في سبيل الله، يقوم بالبحث عن سبل إقامة تحالف مع حزب التجمع الوطني للأحرار والاتحاد الدستوري، استجداء لهما من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه، ومن أجل تفادي المزيد من ظهور الحزب الأغلبي بمظهر العجز. وهكذا أصبح من كان ينعت بـ"المفسد" هو المنقذ من الضلال والغي والزيغ.
لو كان حزب العدالة والتنمية على قدر قليل من الفهم، للمس من المغاربة بأنهم كانوا يتمنون لو أنه في الموقع الحكومي عمل طيلة السنة والنصف الماضية على تخفيض أسعار المواد الغذائية وأسعار المحروقات وإيجاد الشغل لآلاف المعطلين ومتابعة وملاحقة المفسدين وترشيد نفقات مؤسسات الدولة والرفع من الحد الأدنى للأجور والزيادة في أجور الموظفين وإصلاح أنظمة التقاعد وأنظمة الحماية الاجتماعية... لكن والحال أن الأمور جرت على غير ما كان يتمناه المغاربة من حزب العدالة والتنمية، فعليه أن يدرك بأن ساعة انسحابه بهدوء قد حلت، وعليه أن يستوعب أن المغاربة ليسوا فئران تجارب لمبتدئين في السياسة والعمل السياسي.
طال الزمن أم قصر، فالمغاربة طيبون، وأهل خير وكرم، لكنهم لن يرضوا بالسماح لمن قد يستغل طيبوبتهم أو تسامحهم أو حتى دينهم ليتخفى وراءه مبتدئون عابثون لاهثون وراء مصالحهم الخاصة، متنطعون ومسيئون لصورة ديننا. فالمغاربة لن يقبلوا أبدا من يلعب على حبل قيادة البلد إلى الفشل والنزاع والحروب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القناة 12 الإسرائيلية: اجتماع أمني تشهده وزارة الدفاع حاليا


.. القسام تعلن تفجير فتحتي نفقين في قوات الهندسة الإسرائيلية




.. وكالة إيرانية: الدفاع الجوي أسقط ثلاث مسيرات صغيرة في أجواء


.. لقطات درون تظهر أدخنة متصادة من غابات موريلوس بعد اشتعال الن




.. موقع Flightradar24 يظهر تحويل الطائرات لمسارها بعيداً عن إير