الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعلموا من مانديلا !‎‎

حداد بلال

2013 / 7 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


يروي و العهدة علي الراوي ان هناك زعيما افريقيا قد تمكن من قيادة بلاده الي مخرج الامان بعيدا عن الحروب الاهلية وجميع المزعبلات الدكتاتورية التي كانت تحيط بها في ذلك الوقت،فكان بذلك "نيلسون مانديلا" هو صاحب هذه الاسطورة الافريقية التي استطاع بفضلها اثناء فترة حكمه وبعد خروجه من السجن بالضبط،من بلورة بلد بمثل حجم جنوب افريقيا الي دولة يضرب بها المثل في مناهضة سياسة الحركة العنصرية التي كادت ان تجتاح البلاد، حينها لولا حنكة وسياسة مانديلا الناجحة التي يضرب لنا فيها درسا انسانيا تسامحيا حول كيفية لم شمل عرقين مختلفين احدهما من البيض و الاخر من السود داخل بلد واحد،لتكون بذلك قضية جنوب افريقيا من اروع قصص النجاح الانساني اليوم والتي نتمني ان تستدركها دويلات الربيع العربي لتجنب حروب طائفية واهلية قد تحدث داخل ارجائها .
نيلسون مانديلا يبعث اليوم برسالة الي الثورات العربية خصوصا ثورتي مصر وتونس اللتين شهدتا صراعات داخلية بين الاخوان المسلمين و المعارضة اشبه بالتي كانت ستحدث في السابق بجنوب افريقيا بين البيض والسود حين سادت فيهما الروح الانتقامية،لذلك يدعوا مانديلا اليوم الثورتين المصرية والتونسية بان الكراهية لا تعالج بالكراهية الاخري بل يستوجب استدعاء لغة التسامح والصفح عن الاخر"النظا م السابق "واستدلال طاولة الحوار مع المخطئ "الاخوان المسلمون "لمنحه فرصة كي يعدل فيها سلوكه، لانه بامكان اي مجتمع ان ينتقل ويتحرك نحوي الديموقراطية السليمة و بصورة انجح مما هي عليه الان،بدليل ان بلد مثل جنوب افريقيا وصل الي مستوي متدني في التعامل الانساني الا انها خرجت بسلام من دائرة اهاويل الصراعات الاهلية التي كانت تعاني منها في السابق بفضل سياسة التسامح ونسيان الماضي المرير الذي كان يعج فيما بينهم.
وحينها كان "مانديلا" قد واجه اكبر تحدي قبيل خروجه من السجن،الا وهو قطاعا واسعا من السود اردوا محاكمة كل ما له صلة بالنظام السابق،لكن "مانديلا" لم يابي بذلك فاسس "لجنة الحقيقة و المصالحة"التي جلس فيها المعتدي والمعتدي علية وتصارحا وتسامحا كل منهما وكان بذلك الخيار الامثل له،ولولاه لانجرفت جنوب افريقيا الي حرب اهلية والي ديكتاتوريات جديدة،بعكس ذلك نراه اليوم لاسف في ثورات الربيع العربي التي لم يبث كل الطرفين "النظام " و"المعارضة" في تبادل التهم وتقديم الانتقادات لبعضهما ربما لتصفية حسابات قديمة بدلا من الاجتماع علي طاولة واحدة تراعي فيها مصالح شعوبهما علي قدر مايحدث الان في مصر بين الاخوان المسلمون وفصائل النظام السابق من تصفية حسابات سابقة لاوانها .
ويضرب لنا "مانديلا" بلا شك درسا في الاسلام حين ختم في اخر نص رسالته الي الثورات العربية وبالاخص لحاكم عربي بعد تسلمه زمام الحكم في بلده وسط فوضي عارمة وتصفية حسابات مع النظام السابق قائلا له:لما وصلت الي الرئاسة بعد سجن واضطهاد قرابة الثلاثين سنة كان اول ما تذكرته وعملت به هو قول نبيكم لمعارضيه لما تمكن منهم في في مكة : (اذهبوا فانتم الطلقاء)،فعملت بهذا المبدا ونجحت وانت اولي مني بالعمل به" مما يدل علي قيمة"مانديلا "ورحه الانسانية لتطبيق معالم الاسلام من مفاهيم التسامح ورفض مقابلة الاساءة بالاساءة لانها تولد روح الانتقام والفتن التي تؤدي الي اراقة الدماء،فياليت يفهم كلامك هذا يا "مانديلا" سادتنا العرب وجمبع مسيسينا لكي ياخذوا بهذا المبدا الذي اخذته انت،فبالرغم من انه غير مسلم الا انه جد متاثر بتعاليم الاسلامية اكثر ربما من هؤلاء الذين يتخذون من الاسلام رمزا لمطامعهم دون ان نري فيهم ذلك.
فتعلوا الدروس من مانديلا في فن التسامح والمصالحة اللذين رفعا بهما وجه جتوب افريقيا عاليا لتحض بمكانة في ركب الدول المتقدمة بعد نموذجه الناجح هذا في بعث الروح المصالحة الانسانية من جديد وترك تلك البواعث الانتقامية الدافعة دائما الي قتال الشوارع التي لا يجد منها نفعا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاميرات مراقبة ترصد فيل سيرك هارب يتجول في الشوارع.. شاهد ما


.. عبر روسيا.. إيران تبلغ إسرائيل أنها لا تريد التصعيد




.. إيران..عمليات في عقر الدار | #غرفة_الأخبار


.. بعد تأكيد التزامِها بدعم التهدئة في المنطقة.. واشنطن تتنصل م




.. الدوحة تضيق بحماس .. هل يغادر قادة الحركة؟ | #غرفة_الأخبار