الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل هي بداية خريف الحركات الاسلاموية في العالم العربي

نقوس المهدي

2013 / 7 / 14
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


ما يجري في مصر من احداث عصفت بالاخوان المسلمين، وما حصل اليوم من سحب للوزراء المحسوبين على حزب الاستقلال من حكومة العدالة والتنمية، وتعويضهم - بتوجيه من القصر - بقريق اخر كحل ترقيعي لحفظ ماء وجه عبدالاله بنكيران الذي تشدق في اكثر من مناسبة ومحفل بانه جاء للحكم من قبل الملك وليس من اختيار الشعب، وهذا الاجراء ان كان يدل على شيء فانما يؤكد بالملموس على تناقض خطابات هذه الاحزاب، وبداية سقوط شرعية وشعبية الحركات الاسلاموية في العالم العربي، وهي احزاب وحركات يمينية تتخد من الدين واجهة واتت للحكم عن طريق الصدفة ولا تعبر عن راي السواد الاعظم من المواطنين، فقد قطر بها سقف ما سمي بالربيع العربي، وان لم يكن سوى اسم لربيع خديج كسيح بلا رعود ولا بروق، كان اول المستفيدين منه تلك الحركات، بالرغم من انها تخلفت عن انتفاضة الجماهير ولم تلتحق الا بعد ان تبين لها ان الانتفاضة ماضية الى اقصاها ( جماعة الاخوان حزب النهضة)، او عارضت الربيع العربي، ومانعت في الخروج ضمن حركة 20 فبراير ( حزب العدالة و التنمية) المستفيد الاكبر بسبب امتناع السواد الاعظم من المواطنين عن التصويت..هي الصورة اذن كما يقول عميد الرواية العربية نجيب محفوظ “الثورات يدبرها الدهاه، وينفذها الشجعان، ثم يكسبها الجبناء”..
في مصر لم يصوت في الانتخابات الرئاسية سوى زهاء حمسة وعشرين مليونا من مجموع الساكنة، حاز تنظيم الاخوان على نصف الاصوات، عدد ضئيل كان سيحول مصر الى محرقة تراجيدية حتى في حالة فوز المنافس محمد شفيق او غيره من المرشحين ولو بفارق عريض.. وفي المغرب فاز حزب العدالة والتنمية الاسلاموي المشهور بخرجاته الشعبوية المنتعشة من العواطف الدينية والشعارات الجوفاء والتهريج السياسوي والوعود الكاذبة في اقتراع مباشر لم تتجاوز نسبته 28في المائة ، وسرعان ما تحولت وعوده ومغازلاته بعد شهر من توليه السيادة الى البطش و التنكيل بالمطالبين بقليل من تلك الوعود وبالتضييق على الحريات العامة ومحاصرة العمل النقابي والزيادة في المحروقات وتفاقم الازمة الاقتصادية والاجهاز على الحق في التطبيب والاستفادة من الخدمات الصحية المجانية.. ثم بظهور الاشباح والتماسيح والعفاريت في منامات عبدالاله بنكيران، اضغات احلام ما فتئت ان صنعت منه احد الرموز الهزلية الاكثر مرحا وجلبا للسخرية في المشهد السياسي المغربي..
مناورات حزب الاستقلال وسعار شباط للاستوزار لم تهدا منذ تولي هذا الاخير زمام الحزب الاعرق بتاريخ المغرب، وبدات الحرب باردة بالاتهامات والتخوين ثم احتدت بسحب رؤوس الاموال من الابناك مما اربك حسابات البيجيدي، ثم بانتهى بسحب مستوزريه، الشيء الذي يهدد بازمة اقتصادية خانقة سينتج عنها ارتفاع اسعار المواد الاستهلاكية الاساسية والمغاربة على ابواب هذا الصيف الساخن الذي يرتبط بشهر رمضان وعيد الاضحى والدخول المدرسي الشيء الذي يضاعف من معاناة المواطن المغربي..
حزب الاستقلال لن يكون باحسن حال من البيجيدي ولا غيرهما من الاحزاب الاخرى اليمينية والمتياسرة التي تقتات من ارزاق الشعب وتتقاضى دعمها من جيوب الشعب جزاء سكوتها، ولانها احزاب العائلة الوحيدة والامتيازات الاسرية والمتواطئة مع القصر ضد حقوق الشعب الاقتصادية والاجتماعية، وسبق لها ان قادت المغرب لعدة فترات سابقة اتسمت كلها بالاعتباطية في التسيير والمحسوبية والولاءات في اسناد المهام الوزارية وانعدام الخبرات والكفاءة المهنية، وبالازمات السياسية والاقتصادية، و اللهاث وراء مراكمة الفضائح وتفشي الرشوة والفساد..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيارة تحاول دهس أحد المتظاهرين الإسرائيليين في تل أبيب


.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in




.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا




.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي